بعد تباطؤ أسعار المعدن النفيس.. الصينيون يتحولون من صناديق الذهب المتداولة إلى الأسهم


الخميس 31 يوليو 2025 | 11:54 صباحاً
سبائك الذهب
سبائك الذهب
مصطفى محمد

يتجه المستثمرون في الصين على ما يبدو إلى التحول من صناديق الاستثمار المتداولة في البورصة المدعومة بالذهب نحو الأسهم المحلية، ما قد يدفع خروج الأموال من هذه الصناديق إلى تسجيل مستوى قياسي الشهر الحالي، في ظل ارتفاع الأسهم وتباطؤ أسعار المعدن النفيس.

صناديق الذهب

شهدت أربعة من كبرى صناديق الذهب المتداولة في السوق المحلية -"هوان ييفو" (Huaan Yifu) و"بوسيرا" (Bosera) و"إي فاند" (E Fund) و"غوتاي" (Guotai)- صافي تدفقات خارجة مجتمعة بنحو 3.2 مليار يوان (450 مليون دولار) خلال يوليو، وفق بيانات جمعتها "بلومبرغ". في المقابل، ارتفع مؤشر "سي إس آي 300" 5.5%، في أقوى مكاسب شهرية له منذ سبتمبر الماضي.

جني أرباح الذهب

أوضح ستيف زو، محلل في شركة "هوان فاند مانجمنت" (Huaan Fund Management) التي تدير أكبر صندوق متداول في البورصة مدعوم بالذهب في الصين: "بعض المستثمرين يقومون بجني الأرباح من الذهب ويتحولون نحو الأسهم لملاحقة الزخم الأقوى". وأضاف أن المستثمرون الأفراد كانوا المحرك الرئيسي لهذه التدفقات الخارجة.

السبائك الذهبية

تُعد الصين أكبر سوق مادي للسبائك الذهبية، وعلى الرغم من أن صناديق المؤشرات المتداولة في البلاد صغيرة مقارنةً بنظيراتها العالمية، فإنها تُعد من أسهل الطرق للمستثمرين المحليين للوصول إلى المعدن، وتشكل مؤشراً رئيسياً على معنويات السوق. تبقى فرص الاستثمار المباشر في الذهب محدودة، لا سيما منذ أن أوقفت البنوك فتح حسابات تداول الذهب للأفراد قبل 5 سنوات.

كان الذهب من بين أقوى السلع أداءً خلال العام الجاري، إذ ارتفع بنحو 25% مدفوعاً بزيادة الطلب عليه كملاذ آمن، وتراجع الدولار الأميركي، ومشتريات البنوك المركزية.

رغم ذلك، فإن الجزء الأكبر من هذه المكاسب تحقق خلال الأشهر الأربعة الأولى من 2025، حين سجلت الأسعار مستوى قياسياً في أبريل الماضي. منذ ذلك الحين، تراجعت وتيرة الصعود وظل السعر يتحرك في نطاق ضيق، حتى مع توقعات عدد من البنوك مثل "غولدمان ساكس" بإمكانية تحقيق المزيد من المكاسب.

الأسهم الصينية تنتعش

في الوقت نفسه، تفاعلت أسواق الأسهم في الصين بشكل إيجابي مع حملة قوية من السلطات للحد من حروب الأسعار الشرسة، وما يُنظر إليه على أنه منافسة مفرطة وفائض السعة الإنتاجية في القطاع الصناعي الضخم.

ومن المتوقع أن تسهم هذه الحملة لمكافحة ما يُعرف بـ"الركود التنافسي" (involution) بمرور الوقت في تحسين الربحية وأرباح الشركات، مما يجعل الأسهم أكثر جاذبية.

لا توجد طريقة مؤكدة لتحديد ما إذا كانت الأموال الناتجة عن الخروج من صناديق المؤشرات المتداولة المدعومة بالذهب قد تم تحويلها إلى الأسهم المحلية. كانت التدفقات الإجمالية الداخلة إلى صناديق الأسهم المتداولة في بورصتي شنغهاي وشنتشن سلبية خلال الأسابيع الأخيرة، رغم أن هذه البيانات لا تشمل الاستثمارات المباشرة في أسهم محددة.

تبرز أسهم شركات السلع الأساسية الصينية كأحد القطاعات التي شهدت ارتفاعاً لافتاً. وبعد أن كانت تتخلف عن أداء السوق الأوسع لثلاث سنوات، برز القطاع كأحد أفضل القطاعات أداءً هذا العام، بدعم من الإصلاحات الهيكلية في جانب العرض، إلى جانب إطلاق مشروع للطاقة الكهرومائية بقيمة 167 مليار دولار في منطقة التبت.

قال كيني نغ، استراتيجي في شركة "تشاينا إيفر برايت سيكيوريتيز إنترناشونال" (China Everbright Securities International): "أرى أن أداء الأسهم سيظل قوياً على المدى القريب، لكن من غير المرجح أن يضعف الذهب كثيراً"، مختتماً بأن الصناديق المتداولة في البورصة الصينية المربوطة بالذهب "قد تظل مستقرة نسبياً من دون تدفقات كبيرة سواء داخلة أو خارجة".