هدنة الرسوم الجمركية بين واشنطن وبكين معلقة بقرار رئاسي.. محادثات بنّاءة دون اختراق والأنظار تتجه إلى ترامب


الثلاثاء 29 يوليو 2025 | 09:06 مساءً
أمريكا والصين
أمريكا والصين
محمد شوشة

اتفق مسؤولون أمريكيون وصينيون على مواصلة العمل نحو تمديد الهدنة الجمركية القائمة بين البلدين، والتي من المقرر أن تنتهي في 12 أغسطس المقبل، مؤكدين أن القرار النهائي سيعود للرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

وأفاد مسؤولون أمريكيون عقب الاجتماعات، التي عُقدت في مقر مكتب رئيس الوزراء السويدي "روزنباد"، بأن المحادثات سارت بشكل بنّاء، مشددين على أن تمديد وقف التصعيد التجاري لمدة 90 يومًا إضافيًا لا يزال خاضعًا لقرار رئاسي، وأنه لا اختراقات كبيرة أُحرزت حتى الآن، وفقًا لرويترز.

هدنة التعريفات الجمركية بين واشنطن وبكين

قال وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت: "لدينا عدة خيارات، من بينها التمديد، لكن الأمر برمّته متروك للرئيس ترامب"، مضيفًا أن الفريق المفاوض سيرفع تقريرًا شاملًا إلى البيت الأبيض حول نتائج المحادثات.

من جهته، أكد الممثل التجاري الأمريكي جاميسون جرير، أن القرار بيد القيادة السياسية، ونحن الآن في مرحلة رفع النتائج ومواصلة التقييم.

وشهدت المفاوضات نقاشات متعمقة حول آليات تخفيض التعريفات الجمركية المتبادلة، واستعادة تدفق المعادن الأرضية النادرة من الصين إلى السوق الأمريكية، وهي مورد استراتيجي تدخل مواده في صناعات حساسة مثل التقنيات المتقدمة والمعدات العسكرية.

وكان الجانبان قد تراجعا في مايو الماضي عن فرض تعريفات ثلاثية الرقم على بعض السلع المتبادلة، تجنبًا لشلل محتمل في سلاسل الإمداد العالمية واضطراب الأسواق المالية. ومع ذلك، فإن فشل المحادثات الحالية قد يعيد سيناريو التصعيد مجددًا.

مخاطر تهدد الاقتصاد العالمي

أكد صندوق النقد الدولي، في تقريره الأخير، أن أحد أبرز المخاطر التي تتهدد الاقتصاد العالمي هو احتمال استئناف الحرب التجارية بين الصين والولايات المتحدة، بالرغم من رفعه لتوقعات النمو العالمي بشكل طفيف.

من جهته، قال كبير المفاوضين الصينيين، لي تشنج قانج، إن الجانبين يدركان تمامًا أهمية الحفاظ على علاقات اقتصادية وتجارية مستقرة، مشيرًا إلى أن التواصل سيستمر لتجاوز العقبات المتبقية، مضيفًا: "نحن نحرص على تعزيز التنمية المستقرة والصحية للتبادل التجاري الثنائي".

ولمّح مسؤولون إلى إمكانية عقد اجتماع بين الرئيسين ترامب وشي جين بينج في وقت لاحق من هذا العام، لكن واشنطن نفت وجود نية فورية لترتيب اللقاء، مشيرة إلى أن المسار التفاوضي لا يزال غير مكتمل.

وتطرقت المحادثات إلى ضرورة تحوّل الاقتصاد الصيني من النمو الصناعي القائم على التصدير إلى نموذج استهلاكي داخلي يدعم الطلب، وهي خطوة ترى فيها واشنطن فرصة لتوسيع صادراتها إلى السوق الصينية.

العلاقات التجارية الأمريكية الأوروبية اليابانية

شهدت العلاقات التجارية الأمريكية مع الاتحاد الأوروبي واليابان انفراجة نسبية، إذ وقّع ترامب مؤخرًا اتفاقًا بفرض رسوم جمركية بنسبة 15% على صادرات أوروبية، ونجح في التوصل إلى تفاهمات مع طوكيو، وهو ما أثار ردود فعل متباينة من أوروبا، التي وصفت فرنسا الاتفاق بأنه استسلام، بينما حذّرت ألمانيا من أضرار عميقة محتملة.

وتواصل الصين استخدام نفوذها في سوق المعادن النادرة كورقة تفاوضية، وسط مؤشرات على تشدد أمريكي في القيود التكنولوجية ضد الشركات الصينية.

وقال بيسنت: "لقد تحسن التفاهم بين الجانبين.. هناك احترام متبادل، لكن الطريق لا يزال طويلًا".