رفع صندوق النقد الدولي، توقعاته لمعدل النمو الاقتصادي في الأسواق الناشئة والاقتصادات النامية لعام 2025 إلى 4.1%، مقابل توقعات سابقة بلغت 3.7%، مستندًا إلى أداء أقوى من المتوقع في النصف الأول من العام، لاسيما في الصين، وانخفاض فعلي في معدلات الرسوم الجمركية بين الولايات المتحدة وبكين.
توقعات نمو الأسواق الناشئة والاقتصادات النامية 2025
أظهر التحديث الجديد لتقرير "آفاق الاقتصاد العالمي" الصادر اليوم الثلاثاء، أن الصندوق رفع أيضًا توقعاته لنمو الاقتصادات الناشئة في عام 2026 إلى 4.0%، مقارنة بـ 3.9% في تقديراته السابقة، في إشارة إلى تحسن نسبي في الأوضاع الاقتصادية رغم استمرار المخاطر.
وحازت الصين على الترقية الأكبر ضمن التقرير، إذ رفع صندوق النقد توقعاته لنمو ثاني أكبر اقتصاد في العالم خلال عام 2025 إلى 4.8%، بعد أن كانت التوقعات السابقة تشير إلى 4.0% فقط.
وعزا الصندوق هذا التعديل إلى نشاط اقتصادي أقوى من المتوقع في النصف الأول من 2025، والانخفاض الكبير في الرسوم الجمركية المتبادلة بين الولايات المتحدة والصين، مشيرًا إلى أن التوقعات الجديدة بُنيت على فرضية أن معدل التعريفة الجمركية الفعلي في الولايات المتحدة يبلغ 17.3%، انخفاضًا من 24.4% التي استخدمها الصندوق كأساس لحساباته في تقرير أبريل الماضي.
وأشار التقرير إلى أن عمليات التجميد المؤقتة للتعريفات الجمركية المرتفعة من المفترض أن تظل سارية بعد تاريخ انتهاء صلاحيتها، وأنه لن يتم تنفيذ المعدلات الأعلى التي أُعلنت سابقًا.
هشاشة في التوقعات ومخاطر جيوسياسية
حذر صندوق النقد الدولي، من هشاشة في التوقعات، موضحًا أن المخاطر تميل إلى الجانب السلبي، بسبب التوازن غير المستقر للسياسات التجارية المفترضة في السيناريو الأساسي.
ويأتي هذا في وقت تواجه فيه الصين مهلة تنتهي في 12 أغسطس لإبرام اتفاق تجاري دائم مع الولايات المتحدة، وذلك بعد التوصل إلى اتفاقات أولية في مايو ويونيو، وتستعد عدة دول لتطبيق رسوم جمركية أعلى بدءًا من نهاية الأسبوع الجاري، بينما تتواصل المفاوضات بين الجانبين اليوم في ستوكهولم.
مؤشرات الاقتصاد الصيني
سجّل الاقتصاد الصيني نموًا بنسبة 5.2% في الربع الثاني من العام، لكنه لا يزال يعاني من تصدعات هيكلية ناتجة عن اعتماده الكبير على الصادرات، في ظل التوترات التجارية المستمرة، ورغم الزخم الإيجابي، يبقى الاقتصاد الصيني في قلب الأزمة التجارية العالمية، مما يزيد من الضبابية حول استدامة النمو في الأجل المتوسط، بحسب التقرير.
ويأتي التحديث الخاص بالاقتصادات الناشئة في سياق نظرة أكثر تفاؤلًا شاملة من قبل الصندوق، حيث رفع توقعاته للنمو العالمي إلى 3.0% لعام 2025، و3.1% لعام 2026، إلا أن هذه الأرقام تبقى أدنى من مستويات ما قبل جائحة كورونا، وأقل من التقديرات التي قدمها الصندوق في يناير الماضي والتي بلغت 3.3% لكلا العامين.
روسيا وكوريا الجنوبية
ورغم الرفع العام في التوقعات، شهدت بعض الاقتصادات تراجعًا في تقديرات النمو، أبرزها روسيا التي يتوقع الآن أن تحقق نموًا بنسبة 0.9% فقط في 2025، مقارنة بتوقع سابق عند 1.5%، وكذلك كوريا الجنوبية التي خُفضت توقعات نمو ناتجها المحلي الإجمالي لعام 2025 إلى 0.8% بعد أن كانت 1.0%.