أعلنت سلطات مدينة ناشفيل، عاصمة ولاية تينيسي الأمريكية، عن شراكة ضخمة مع شركة "بورينغ كومباني" التابعة لرجل الأعمال إيلون ماسك، في محاولة لتخفيف الازدحام المروري على الطرق المؤدية إلى مطار المدينة. لكن الإعلان، الذي صاحبه قدر من الحفاوة الرسمية، أعاد إلى الواجهة تاريخًا طويلًا من الوعود غير المنفذة من قبل الشركة ذاتها في مدن أمريكية أخرى.
مشروع جديد.. بتمويل غير معلن
بحسب تصريحات حاكم ولاية تينيسي، بيل لي، فإن المشروع الجديد، الذي أُطلق عليه اسم "حلقة مدينة الموسيقى"، سيتم تمويله بالكامل من القطاع الخاص دون تحميل دافعي الضرائب أية أعباء مالية.
رغم ذلك، لم يكشف المسؤولون عن هوية الممولين ولا عن التكلفة التقديرية للمشروع، ما أثار تساؤلات بشأن الشفافية والقدرة الفعلية على التنفيذ.
وأوضح الحاكم أن الرحلة في النفق الجديد ستستغرق بين 8 إلى 10 دقائق فقط، مقارنة بمتوسط 20 دقيقة بالسيارة في الظروف المرورية العادية، على أن يتم الانتهاء من المشروع خلال عامين، وافتتاح جزء منه في العام المقبل.
سجل حافل بالإعلانات.. وقليل من التنفيذ
رغم أن شركة "بورينغ كومباني" تدير حاليًا شبكة أنفاق لنقل ركاب عبر سيارات تسلا في مدينة لاس فيغاس، إلا أن كثيرًا من المشاريع المماثلة التي وعدت بها في مدن أخرى لم ترَ النور.
فقد أعلنت الشركة خلال الأعوام الماضية عن مشاريع في شيكاغو، ولوس أنغلوس، وبالتيمور، وفورت لودرديل، وسان خوسيه، وواشنطن العاصمة، إلا أن معظم هذه الخطط تم إلغاؤها أو تعليقها دون إنجاز ملموس.
ويرى مراقبون أن الطموحات التي أعلن عنها ماسك عام 2016، عندما وعد ببناء آلة حفر أنفاق "تضع حدًا لازدحام المرور"، لم تترجم إلى مشاريع قابلة للتكرار على أرض الواقع.
من "هايبرلوب" إلى "الحلقة".. خفض الطموح لا يرفع النجاح
في عام 2017، ادعى ماسك أنه حصل على "موافقة شفهية" لبناء خط هايبرلوب بين نيويورك وواشنطن، وهو المشروع الذي اختفى لاحقًا من موقع الشركة دون تفسير.
وعلى أرض الواقع، اتجهت الشركة إلى تنفيذ مشاريع أصغر حجمًا وأكثر تواضعًا من الناحية التقنية، أبرزها نفق لاس فيغاس الذي لا يتضمن نظام نقل ثوري، بل مجرد سيارات تسلا تسير في نفق ضيق دون سكة أو زلاجات كهربائية كما كان مخططًا.
واقع متواضع يثير انتقادات
يصف البعض مشروع لاس فيغاس – الذي يُعد النموذج الأكثر اكتمالًا لشركة بورينغ – بأنه لا يتجاوز كونه "تاكسي تسلا في نفق"، بعيدًا كل البعد عن الرؤية الابتكارية التي روج لها ماسك في عروض "تيد" ومقاطع الفيديو الدعائية التي ظهرت فيها مصاعد مدمجة في الشوارع تتيح للسيارات النزول إلى شبكة أنفاق متقدمة.
ويؤكد محللون أن تأخر المشاريع، وغموض التمويل، وغياب الشفافية، أصبحت سمات ثابتة في تجارب "بورينغ كومباني"، التي ما زالت، رغم كل شيء، تحظى بفرص وشراكات جديدة، مثل مشروع ناشفيل الأخير.