سلطت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية الضوء على التصعيد المتسارع في الملف النووي الإيراني، محذرة من اقتراب إيران من تجاوز "الخط الأحمر" في تخصيب اليورانيوم، ما يهدد بانهيار كامل في مسار التفاوض ويدفع بالصراع مع الغرب نحو نقطة اللاعودة.
وقالت الصحيفة إن إيران باتت الدولة الوحيدة غير المسلحة نوويًا التي تخصّب اليورانيوم بنسبة 60%، وهي نسبة تتجاوز بأضعاف الحد الأقصى البالغ 3.67% الذي نص عليه الاتفاق النووي لعام 2015، مما يجعلها على بعد خطوة فنية واحدة من الوصول إلى النسبة الحرجة البالغة 90% اللازمة لإنتاج سلاح نووي.
وفي سياق متصل، نقلت الصحيفة تصريحات لكبير المفاوضين الإيرانيين، علي باقري، الذي وصف استخدام بند "العودة التلقائية للعقوبات" من قبل الغرب بأنه "لا معنى له، ولا يمكن تبريره، ويتنافى مع الأخلاق".
وأضاف خلال مؤتمر صحفي: "لم نبدأ نحن بالابتعاد عن الاتفاق، بل كان رد فعل على عدم التزام الدول الغربية ببنوده"، مشيرًا إلى أن تقليص إيران لالتزاماتها النووية جاء ضمن آليات الاتفاق ذاته.
وعلى الرغم من نفي إيران المتكرر لسعيها لامتلاك سلاح نووي، وتأكيدها أن برنامجها مخصص لأغراض مدنية، مثل إنتاج الطاقة، إلا أن القوى الغربية، وخصوصًا الولايات المتحدة، تتهم طهران بالسعي سرًا نحو تطوير قدرات عسكرية نووية، بدعم صريح من إسرائيل، الخصم الإقليمي الأبرز للجمهورية الإسلامية.
وأوضحت واشنطن بوست أن محادثات إحياء الاتفاق النووي بين طهران وواشنطن دخلت مرحلة الجمود بعد إجراء خمس جولات منذ أبريل الماضي، إذ تم إلغاء الاجتماع السادس المقرر في 15 يونيو عقب الضربات الجوية الإسرائيلية المباغتة التي استهدفت مواقع عسكرية ونووية في إيران بتاريخ 13 يونيو، وهو ما أدى إلى اندلاع صراع عسكري استمر 12 يومًا.
وأكد باقري في تصريحاته يوم الاثنين: "في هذه المرحلة، لا نية لدينا للتحدث مع أمريكا"، في إشارة إلى تفاقم الأزمة وانسداد الأفق الدبلوماسي.
وكانت إسرائيل شنت في منتصف يونيو غارات جوية على منشآت حيوية في إيران، تبعتها الولايات المتحدة بضربات في 22 يونيو استهدفت منشأة تخصيب اليورانيوم في "فوردو" بمحافظة قم، بالإضافة إلى مواقع نووية رئيسية في كل من أصفهان ونطنز.
وتوقعت الصحيفة أن تؤدي هذه التطورات المتلاحقة إلى مزيد من التوتر في الشرق الأوسط، وتضع المجتمع الدولي أمام تحديات جسيمة في احتواء خطر انفجار وشيك للصراع النووي، خاصة في ظل انهيار قنوات التواصل الدبلوماسي.