الصين تتهم أجهزة مخابرات أجنبية بمحاولة سرقة معادن نادرة وتتعهد بتشديد الإجراءات الأمنية


الجمعة 18 يوليو 2025 | 11:44 صباحاً
الصين تتهم أجهزة مخابرات أجنبية بمحاولة سرقة معادن نادرة وتتعهد بتشديد الإجراءات الأمنية
الصين تتهم أجهزة مخابرات أجنبية بمحاولة سرقة معادن نادرة وتتعهد بتشديد الإجراءات الأمنية
وكالات

أعلنت وزارة أمن الدولة الصينية، اليوم الجمعة، عن رصد محاولات قامت بها أجهزة مخابرات أجنبية بالتعاون مع "مخالفين للقانون من الداخل"، بهدف سرقة معادن نادرة من الصين، مؤكدة أن هذه الأنشطة تشكل "تهديدًا خطيرًا" للأمن القومي للبلاد.

وقالت الوزارة، في بيان رسمي نشرته عبر حسابها على منصة "وي تشات"، إن هذه العمليات تضمنت محاولات لاختراق قطاع المعادن الاستراتيجي من خلال أساليب متعددة، أبرزها تزوير بيانات الشحن وتوجيه البضائع عبر دول ثالثة، لتجاوز قيود التصدير التي تفرضها بكين.

الأنتيمون في قلب الأزمة.. وشحنات غير عادية تتجه للولايات المتحدة

جاء ذلك بعد أن كشفت وكالة "رويترز"، في تقرير حصري نشر في وقت سابق من الشهر الجاري، عن أن كميات كبيرة على نحو غير معتاد من معدن "الأنتيمون" –المستخدم في إنتاج البطاريات والرقائق الإلكترونية– قد تم شحنها إلى الولايات المتحدة عبر تايلاند والمكسيك، وذلك بعد أن فرضت الصين حظراً على تصديره إلى واشنطن.

وتُعد الصين المُصدر العالمي الأول للعديد من المعادن النادرة والمكونات الأساسية التي تُستخدم في صناعة السيارات الكهربائية والطائرات والأسلحة الذكية، وهو ما يجعل هذا الملف أحد أخطر عناصر التنافس الاقتصادي والجيوسياسي بين بكين وواشنطن.

قيود صينية على التصدير تربك سلاسل التوريد العالمية

وكانت الحكومة الصينية قد أضافت، في أبريل الماضي، مجموعة من المعادن النادرة والمغناطيسات المرتبطة بها إلى قائمة المواد الخاضعة لقيود التصدير، في خطوة اعتبرها محللون رداً مباشراً على تصعيد الرسوم الجمركية من الجانب الأميركي.

وقد أدت هذه القيود إلى اضطرابات واسعة في سلاسل التوريد العالمية، خاصة في الصناعات المتعلقة بالمركبات الكهربائية والتكنولوجيا الدفاعية، ما دفع بعض شركات تصنيع السيارات خارج الصين إلى وقف الإنتاج جزئيًا بسبب النقص الحاد في المواد.

مؤشر إيجابي: صادرات المعادن الصينية ترتفع رغم التوتر

ورغم التصعيد الأمني والدبلوماسي، أظهرت بيانات رسمية ارتفاع صادرات الصين من المعادن النادرة بنسبة 32% خلال يونيو مقارنة بشهر مايو، مما يشير –وفقاً لمحللين– إلى أن الاتفاقيات الثنائية اللاحقة بين بكين وواشنطن لتأمين تدفق هذه المواد قد بدأت تؤتي ثمارها.

موقف بكين: لا تهاون في حماية الموارد الاستراتيجية

وأكدت وزارة أمن الدولة الصينية أنها لن تتهاون في مواجهة أي محاولات تسلل أو تجسس تستهدف قطاع المعادن، مشيرة إلى أن التحقيقات لا تزال جارية للكشف عن هوية الأطراف المتورطة داخليًا وخارجيًا، وسط تكتم شديد حول الدول التي ورد ذكرها ضمن التحقيقات.

ويُتوقع أن تلقي هذه التطورات بظلالها على العلاقات الصينية الأميركية، لا سيما في ظل تصاعد التوتر الاقتصادي والأمني بين الجانبين، في وقت يسعى فيه كل طرف لتعزيز نفوذه في سلاسل التوريد العالمية المرتبطة بالتقنيات المستقبلية.