ترامب يعيد تشكيل المشهد النقدي.. من يقود الاحتياطي الفيدرالي بعد باول؟


السبت 09 اغسطس 2025 | 10:34 مساءً
ترامب وباول
ترامب وباول
محمد عاطف

في تحرك جديد يعكس توجهات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نحو إحداث تغييرات جذرية في السياسة النقدية، رشّح ترامب مستشاره الاقتصادي في البيت الأبيض ستيفن ميران لعضوية مجلس محافظي الاحتياطي الفيدرالي، وهو منصب يتطلب موافقة مجلس الشيوخ.

لكن الأضواء تتركز حالياً على منصب أكثر أهمية: رئاسة مجلس الاحتياطي الفيدرالي، مع اقتراب نهاية ولاية الرئيس الحالي جيروم باول في مايو المقبل.

باول على وشك المغادرة

منذ فترة، لم يخفِ ترامب امتعاضه من أداء باول، لاسيما بعد رفض الأخير خفض أسعار الفائدة رغم مطالبات الرئيس المتكررة. ترامب عبّر في أكثر من مناسبة عن ندمه على ترشيح باول في الأصل.

ومع قرب شغور المنصب، يتسابق عدد من الأسماء البارزة على نيل ثقة ترامب، وسط معطيات سياسية واقتصادية متشابكة تعكس رؤيته الخاصة لإدارة السياسة النقدية.

كريستوفر والر يتقدم بثبات

أحد أبرز الأسماء التي تصدّرت القائمة مؤخراً هو كريستوفر والر، المحافظ الحالي في بنك الاحتياطي الفيدرالي والذي تم تعيينه في 2020 خلال ولاية ترامب الأولى.

تميّز والر في الآونة الأخيرة بمواقفه المستقلة، إذ كان من بين قلة من المحافظين الذين عارضوا قرار الإبقاء على أسعار الفائدة، ودعا إلى خفضها لحماية سوق العمل من الركود. هذا الموقف زاد من أسهمه داخل دوائر صنع القرار في البيت الأبيض، حيث يُنظر إليه على أنه خيار محتمل يقود سياسة نقدية أكثر توافقاً مع أجندة ترامب الاقتصادية.

وارش وهاسيت على الطاولة

إلى جانب والر، هناك كيفن وارش، المحافظ السابق في مجلس الاحتياطي الفيدرالي، والذي يتمتع بعلاقات شخصية قوية مع ترامب وعائلته، وقد دافع صراحة عن سياسة الرسوم الجمركية التي يتبناها الرئيس، مشيراً إلى أنها لن تسبّب تضخماً طويل الأمد.

أما كيفن هاسيت، مدير المجلس الاقتصادي الوطني السابق، فيُعد من الأوفياء لترامب، وسبق له دعم سياساته التجارية والضريبية. يتمتع هاسيت بسجل أكاديمي قوي وخبرة سياسية ممتدة، ما يجعله أيضاً مرشحاً بارزاً لرئاسة البنك المركزي.

بولارد يدخل السباق

في تطور مفاجئ، كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" أن ترامب أضاف جيمس بولارد، الرئيس السابق لبنك الاحتياطي الفيدرالي في سانت لويس، إلى قائمة الأسماء المحتملة. بولارد معروف بمواقفه التيسيرية وبدعواته المتكررة لخفض الفائدة في سنوات سابقة، ما قد يجعله خياراً مناسباً لترامب في حال أراد التوجه نحو سياسة نقدية أكثر تحفيزاً.

الرهانات مفتوحة

يرى المراقبون أن اختيار ترامب لرئيس الفيدرالي سيُشكل مسار السياسة النقدية الأميركية لسنوات مقبلة، خاصة في ظل التوترات التجارية والسياسات الجمركية المثيرة للجدل.

ويقول ديريك تانغ، الخبير في مؤسسة LH Meyer: "الواضح أن ترامب يفضل المرشحين الذين يبدون استعداداً لمواجهة الفرضيات التقليدية للسياسة النقدية... ومن يدعم رؤيته الاقتصادية سيكون الأقرب إلى هذا المنصب الحساس".

القيادة الجديدة للفيدرالي

مع انتهاء ولاية جيروم باول، تبدو الطريق مفتوحة أمام الرئيس ترامب لإعادة تشكيل سياسة الاحتياطي الفيدرالي بما يتماشى مع توجهاته. وبين كريستوفر والر، كيفن وارش، كيفن هاسيت، وجيمس بولارد، لا يزال القرار النهائي بيد ترامب – رجل لا يخشى قلب الطاولة، حتى في أهم مؤسسات الاقتصاد الأميركي.