أكد الناقد الفني الكبير طارق الشناوي أن التصريحات المنسوبة للدكتور مدحت العدل بخصوص اعتزال المطربة سناء نبيل، حفيدة كوكب الشرق أم كلثوم، تم فهمها بشكل خاطئ، مشيرًا إلى أن القضية ليست الحجاب بحد ذاته، بل ربطه المباشر باعتزال الفن وتحريمه، وهو ما وصفه بـ"الخطأ الفكري الخطير".
وفي مداخلة هاتفية مع الإعلامية سهير جودة على قناة "النهار"، أوضح الشناوي أن د. مدحت العدل لم ينتقد الحجاب، بل تساءل عن الاعتزال بدافع ديني يفترض أن الفن «حرام»، معتبرًا أن هذه النظرة تعكس تحريمًا ضمنيًا للحياة والإبداع.
وقال الشناوي: "من غير المنطقي أن نُصوّر الحجاب كمرادف للاعتزال أو كإعلان لتوبة عن الفن، فهناك العديد من الفنانات المحجبات اللاتي قدّمن أعمالًا مميزة على المسارح وأمام الجمهور، مثل عايدة الأيوبي وهدى سلطان وغيرهن".
وأشار إلى أن الفن المصري مرتبط بجذور حضارية وثقافية ضاربة في التاريخ، منذ الفراعنة وحتى اليوم، حيث كان الفن جزءًا أساسيًا من الهوية المصرية. وأضاف: "الناس بتحب الفن لأنها بتحب الحياة، والفن لا يتناقض مع الإيمان ولا مع التربية الدينية. أم كلثوم نفسها خرجت من بيت ديني، وكان والدها شيخًا، وبدأت مشوارها بالإنشاد وتلاوة القرآن".
كما حذّر الشناوي من خطورة الخطاب الذي يُجرّم الفن أو يُدين أصحابه، مؤكدًا أن هذا الفكر يحتاج إلى نقاش مجتمعي أعمق يشمل علم النفس والاجتماع والثقافة العامة، لأنه يمس جوهر الهوية المصرية وروحها الإبداعية.
واختتم الشناوي بالتشديد على ضرورة أن تحافظ الدولة والمجتمع على العلاقة الإيجابية بين الفن والمواطن، مشيرًا إلى أن بناء مجتمع سوي لا يتم إلا عبر حماية قيم الجمال والحرية والتعبير.