الإعلامية صفاء لويس تطرح تساؤلات جديدة حول زحف الاستثمارات الإماراتية للساحل الشمالي وقدرة الشركات المحلية على المنافسة

قالت الإعلامية صفاء لويس، رئيس تحرير الجريدة العقارية، إن السوق العقاري المصري يمر بمرحلة حساسة في ظل التوسعات الإماراتية الأخيرة داخل مصر، مؤكدة أن هذه التوسعات أفرزت تحديات كبيرة أمام الشركات المحلية وأثارت تساؤلات جوهرية حول جاهزية السوق لمواكبة هذا الزخم الإقليمي.

السوق العقاري المصري 

أوضحت الأستاذة صفاء لويس، أن دخول الاستثمارات الإماراتية بقوة كشف احتياج السوق المصري إلى نماذج تطوير حديثة قائمة على معايير عالمية، خاصة مع انتقال المنافسة إلى مناطق استراتيجية مثل رأس الحكمة على الساحل الشمالي الغربي، والذي أصبح حديث المستثمرين خلال السنوات السبع الأخيرة، نظرًا لضخامة المشروعات التي يتم الإعلان عنها هناك والتي تصل مساحتها أحياناً إلى أكثر من 130 فداناً للمشروع الواحد.

وأشارت إلى أن نجاح هذه المنطقة كمقصد سياحي وعقاري عالمي يتطلب التزام الشركات المطورة بأساليب تشغيل وترويج بمعايير دولية، مؤكدة أن المنافسة أصبحت مفتوحة مع مطورين من مستويات عالمية وليست محصورة في إطار إقليمي فقط، مضيفة أن السوق حاليًا بحاجة إلى رؤية واضحة تضمن استدامة المشروع الجديد وقدرته على تلبية متطلبات عملاء مختلفين مع مراعاة الفروقات الكبيرة بين ثقافة الاستثمار في الشرق والغرب، مشددة على أن المرحلة المقبلة تفرض على المطورين المصريين الدخول في شراكات أو تحالفات مع كيانات تملك خبرات حقيقية لضمان التنفيذ وفق المخططات المستهدفة.

استثمارات شركة سكاي أبو ظبي في مصر

من جهته، صرّح المهندس عبدالرحمن عجمي، الرئيس التنفيذي والعضو المنتدب لشركة «سكاي أبو ظبي» للتطوير العقاري، بأن الشركة تسعى للتوسع بشكل أكبر في السوق المصري خلال الفترة المقبلة، مؤكدًا أن مشروع رأس الحكمة يُعد محطة أساسية في هذه الخطة، رغم عدم إمكانية الإعلان حاليًا عن تفاصيل الشراكة المطوِّرة للمشروع.

وأوضح عجمي، أن «سكاي أبو ظبي» تستهدف أن تمتلك الحصة الأكبر من تطوير مشروع رأس الحكمة، مؤكدًا أن هذه الخطوة لن تكون الوحيدة، بل سيتم الإعلان لاحقًا عن توسعات أخرى بنفس المستوى والجودة.

وأشار إلى أن المشروع بالكامل تمت دراسته وتصميمه وفقًا لمعايير عالمية، وقد جرى تصميمه بالتعاون مع مكاتب استشارية دولية بهدف ضمان أعلى درجات الجودة والدقة، مشددًا على أن المشروع سيكون بمثابة مدينة ذكية تعتمد على أحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي، وهو مفهوم لم يُطبق من قبل في الساحل الشمالي.

وأضاف أن «سكاي أبو ظبي» تسعى من خلال هذا المشروع إلى تقديم وحدات سكنية ذكية تتيح للعميل التحكم الكامل في وحدته حتى أثناء تواجده خارجها، لتواكب أحدث التوجهات العالمية في إدارة المجتمعات السكنية المتطورة، وهو ما يضع المشروع في مكانة متفردة ضمن خريطة التطوير العقاري بالساحل الشمالي.

العميل المستهدف من مشروعات سكاي أبو ظبي في الساحل

كما وجّهت الإعلامية صفاء لويس، سؤالًا مباشرًا للمهندس عبدالرحمن عجمي، حول هوية العميل المستهدف من مشروعهم الجديد.

وأجاب عجمي، قائلًا أن الشركة لا تستهدف شريحة عميل واحدة أو محددة، بل تسعى إلى تقديم منتج عقاري مرن يناسب شرائح متنوعة وفق احتياجات كل عميل، مؤكدًا أن فلسفة الشركة لا تقوم على تقييد المنتج بفئة معينة بل على خلق مجتمع متكامل يجمع عملاء من أنماط مختلفة في بيئة متجانسة تحقق أفضل قيمة لهم جميعًا.

وأضاف أن عملية الاختيار تتم بمعايير واضحة تضمن جودة المجتمع السكني وتحقق التناغم بين السكان، موضحًا أن الهدف ليس استبعاد أي فئة بل تأسيس بيئة متجددة قادرة على التفاعل بين السكان وخلق قيمة مضافة.

المنافسة في مشروعات الساحل الشمالي

تساءلت الإعلامية صفاء لويس، عن المنافسة في مشروعات الساحل الشمالي، قائلة: «هتنافس مين؟ وإيه اللي يميزك عن باقي الشركات؟»، ليرد عجمي مؤكدًا أن «سكاي أبو ظبي» لا تدخل المنافسة مع أي جهة بعينها ولا تستهدف منافسة أسماء أو مشروعات قائمة، بل تركّز على تقديم منتج عقاري متميز وفريد من نوعه يلبي تطلعات العملاء بمعايير عالمية ويضيف قيمة جديدة للسوق العقاري المصري.

وأضاف أن السوق المصري يضم مطورين عقاريين ذوي كفاءة عالية ويمتلكون مشروعات قوية وتجارب محترمة، مشددًا على أن مهمة شركته هي أن تقدم منتجًا قويًا يعتمد على تنفيذ دقيق وتخطيط احترافي، مع الالتزام بقواعد المنافسة الشريفة وتقديم قيمة حقيقية يستفيد منها العميل بشكل مباشر.