قال الدكتور وليد سويدة، رئيس لجنة الاستشارات في جمعية رجال الأعمال المصريين، إن المباني الذكية والمستدامة أصبحت ضرورة استراتيجية، وليس رفاهية، خاصة في ظل التوجه العالمي نحو تقليل استهلاك الطاقة والمياه وتحقيق كفاءة تشغيلية أعلى، مؤكدًا أن مصر بدأت خطوات جادة في هذا المجال عبر مشروعات كبرى في العاصمة الإدارية والعلمين الجديدة والمنصورة الجديدة.
الذكاء يبدأ من البنية التحتية حتى التحكم عن بُعد
وأوضح سويدة في لقاء مع الإعلامية رانيا الشامي ببرنامج "تعمير" على قناة "ON" أن المبنى الذكي المستدام يمر بعدة مراحل، تبدأ من البنية التحتية المتكاملة، وتشمل استخدام الطاقة الشمسية، إعادة تدوير المياه (الجراي ووتر)، أنظمة الإضاءة الذكية، التكييف المركزي المتصل بالحركة، والتحكم الكامل في المبنى عبر التطبيقات الذكية.
وأشار إلى أن الذكاء في البناء يعني أيضًا وجود أنظمة أمان تعتمد على التعرف على الوجه والبصمة والكاميرات الذكية، إضافة إلى استخدام مواد بناء صديقة للبيئة، بما يقلل الانبعاثات ويحقق الاستدامة البيئية والاقتصادية.
ليس كل مشروع "ذكي" بالكامل.. لكن كل مطور يستطيع أن يبدأ
وشدد سويدة على أن درجة الذكاء في أي مشروع تختلف حسب رؤية المطور العقاري، قائلًا: "ليست كل المشروعات تحقق الذكاء الكامل، لكن يمكن لأي مطور البدء بمستويات أساسية، مثل الألواح الشمسية وإعادة استخدام المياه"، لافتًا إلى أن الأنظمة المتقدمة مثل إنترنت الأشياء (IoT) والتحكم التلقائي في الأجهزة ترفع تكلفة المشروع بنسبة قد تصل إلى 35-40%، لكنها تقلل نفقات التشغيل السنوية بنسبة مماثلة.
المباني الذكية بوابة لتصدير العقار وجذب المستثمر الأجنبي
أكد الدكتور وليد سويدة أن المباني الذكية تُمثل ميزة تنافسية كبيرة في تصدير العقار المصري، خاصة أن العميل الأجنبي "متعلم وواعي" بقيمة الاستدامة والتكنولوجيا.
وقال إن عرض مشروعات ذكية حقيقية أو نماذج افتراضية (VR) يدعم ثقة المستثمرين بالخارج، مشيرًا إلى تجربة العاصمة الإدارية التي تعرض بيانات تشغيل فعلية للمياه والكهرباء كجزء من تسويق المدينة الذكية عالميًا.
المطورون المصريون نضجوا.. ويحتاجون فقط إلى الحافز
وأشاد سويدة بتطور شركات التطوير والمقاولات المصرية التي بدأت تنافس بقوة في السوق السعودي والإماراتي، بفضل الخبرات المكتسبة من الطفرة العمرانية داخل مصر.
لكنه أشار إلى أن السوق المحلي لا يزال بحاجة إلى تحفيزات واضحة من الدولة لدعم الاتجاه نحو البناء الذكي، مثل الإعفاءات أو الخصومات للمطورين الذين يلتزمون بالاستدامة، كما فعلت العاصمة الإدارية سابقًا.
الوعي المجتمعي ضرورة
اختتم سويدة تصريحاته بالتأكيد على أن هناك حاجة إلى توعية المواطنين والمطورين بأهمية المباني الذكية ليس فقط في التوفير، بل أيضًا في الحفاظ على الصحة العامة والأمان.
وأضاف: "الذكاء مش بس رفاهية.. ده استثمار طويل الأجل يعود بالنفع على المواطن، والدولة، والمطور".