كشف مسؤول فلسطيني مطّلع على مسار المفاوضات، اليوم الجمعة، أن حركة حماس قدّمت ردّها رسميًا على مقترح وقف إطلاق النار في غزة، الذي طُرح بوساطة الولايات المتحدة، مؤكدًا أن الرد «إيجابي» ومن شأنه أن يُمهّد الطريق نحو اتفاق يوقف الحرب الدامية المستمرة منذ نحو 21 شهرًا، حسبما صرح لوكالة «رويترز».
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد أعلن في وقت سابق عن «اقتراح نهائي» يشمل وقفًا لإطلاق النار لمدة 60 يومًا، معربًا عن توقعه بالحصول على ردّ من الطرفين في غضون ساعات.
مقترح وقف إطلاق النار في غزة
وأكد مسؤول في حماس، طلب عدم كشف هويته، أن الحركة سلّمت ردّها إلى الوسطاء في قطر ومصر.
وقال المسؤول الفلسطيني القريب من المفاوضات: «رد حماس إيجابي وأعتقد أنه يساعد ويسهّل التوصل إلى اتفاق».
من جانبه، أشار ترامب إلى أن إسرائيل وافقت على «الشروط اللازمة» لإنجاح هدنة الـ60 يومًا، والتي يُفترض أن تُستغل لتكثيف الجهود الدبلوماسية لإنهاء الحرب.
وفيما لم يصدر تعليق رسمي حتى الآن من رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، قال ترامب إنه سيلتقيه يوم الاثنين المقبل في واشنطن، متوعدًا بأن يكون حازمًا للغاية معه لضمان وقف سريع لإطلاق النار.
حصيلة جديدة ودموع في غزة
يأتي ذلك بينما تتواصل الغارات الإسرائيلية على القطاع، حيث أعلنت مصادر طبية فلسطينية مقتل ما لا يقل عن 138 فلسطينيًا في غزة خلال 24 ساعة فقط، من بينهم 15 شخصًا قُتلوا في غارة جوية على مخيم غرب خان يونس جنوب القطاع فجر الجمعة.
وقال جيش الاحتلال إنه نفّذ خلال الساعات الماضية عمليات مكثفة استهدفت مواقع لحماس وصادر أسلحة ومنصات إطلاق صواريخ.
في المقابل، تحوّلت الجنازات إلى مشاهد يومية قاسية، إذ ودّعت أسرة ميار الفار، البالغة من العمر 13 عامًا، شقيقها محمود الذي قُتل برصاص الجنود بينما كان يحاول جلب كيس دقيق لإطعام أسرته.
وقالت ميار باكية: «كان يجب أن يتوقف إطلاق النار منذ زمن... لقد قتلوا أخي فورًا». كما تحدّثت أدلار معمر عن مقتل ابن شقيقها أشرف قائلةً: «لا نريد طعامًا ولا مساعدات... نريد وقف هذه الحرب».
ضغط عائلات الرهائن على ترامب
على الجانب الآخر، تظاهر العشرات من أهالي وأصدقاء الرهائن الإسرائيليين المحتجزين في غزة أمام مبنى السفارة الأمريكية في تل أبيب بمناسبة عيد الاستقلال الأمريكي، داعين الرئيس ترامب إلى إبرام اتفاق يعيد أبناءهم.
ورفع المتظاهرون لافتات مقتبسة من منشور ترامب على منصته «Truth Social» كتب فيها: «عقد الصفقة في غزة.. أعيدوا الرهائن!»، وأقاموا مائدة عشاء رمزية وضعوا حولها 50 مقعدًا فارغًا تمثيلًا للرهائن المحتجزين منذ 7 أكتوبر 2023.
أرقام مأساوية وحرب طويلة
منذ الهجوم المفاجئ الذي شنّته حماس في أكتوبر 2023، وأسفر عن مقتل نحو 1200 إسرائيلي واختطاف 251 شخصًا، تردّ إسرائيل بحرب ضارية دمّرت معظم غزة وأدّت إلى نزوح أكثر من مليوني فلسطيني وسط أزمة إنسانية خانقة وجوع متفاقم. وتقول وزارة الصحة في غزة إن الحرب المستمرة منذ قرابة عامين خلّفت أكثر من 57 ألف قتيل فلسطيني، غالبيتهم من المدنيين.