وسط تصاعد التوترات التجارية مع واشنطن، أكدت الهند أنها تأمل في التوصل إلى اتفاق تجاري مؤقت مع الولايات المتحدة خلال الأيام المقبلة، لكنها في الوقت ذاته هددت بفرض رسوم جمركية انتقامية على سلع أمريكية رداً على الإجراءات الحمائية التي أعلنت عنها الإدارة الأميركية مؤخراً.
وقال وزير التجارة الهندي بيوش غويال، في مؤتمر صحفي عُقد في نيودلهي الجمعة: "اتفاقيات التجارة الحرة لا تُبرم إلا عندما تكون مفيدة للطرفين. نحن نتفاوض بشروطنا ولا نقبل ضغوط المواعيد النهائية".
خطوات هندية تمهّد للرد
تدرس نيودلهي فرض رسوم جمركية على واردات أميركية بقيمة 2.9 مليار دولار، كرد على الرسوم الأميركية التي قد تفرض ما يقرب من 724 مليون دولار على صادرات السيارات ومكوّناتها من الهند، حسب ما جاء في إخطار رسمي قدمته الهند إلى منظمة التجارة العالمية.
وكانت الولايات المتحدة قد فرضت تعريفات جمركية بنسبة 25% على سيارات الركاب والشاحنات الخفيفة وقطع غيار السيارات، في خطوة تعتبرها الهند "إجراءات حمائية تضر بالمصدرين الهنود بشكل غير عادل".
مفاوضات تسبق المهلة الأمريكية
وتأتي هذه التهديدات في وقت حرج، إذ من المتوقع أن تدخل الرسوم الجمركية الأميركية الجديدة حيز التنفيذ في 1 أغسطس، بحسب ما صرّح به الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي أعلن أن بلاده ستبدأ بإخطار شركائها التجاريين بالرسوم الجديدة قبل 9 يوليو.
وتُعد هذه المهلة بمثابة الفرصة الأخيرة لإبرام اتفاق مؤقت بين واشنطن ونيودلهي لتفادي التصعيد.
الهند تصعّد داخل منظمة التجارة
في تصعيد رسمي، طلبت الهند مشاورات مع الولايات المتحدة في منظمة التجارة العالمية بشأن الرسوم الأميركية على واردات السيارات، معتبرة أن تلك الإجراءات تخالف قواعد التجارة العالمية.
وكانت وكالة بلومبرغ قد أفادت سابقاً بأن الهند ترفض التوقيع على اتفاق لا يضمن وصول صادراتها إلى السوق الأميركية أو لا يتناول قضية الرسوم الانتقامية، كما أعربت عن تحفظها تجاه تصريحات ترامب التي أشار فيها إلى أن ملف التجارة استُخدم كورقة في التفاوض بشأن التوتر الحدودي مع باكستان.