استقرت أسعار النفط العالمية خلال تعاملات اليوم الإثنين، في ظل تراجع المخاطر الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط، بينما وازنت السوق بين احتمالات زيادة إنتاج تحالف أوبك+ خلال أغسطس المقبل، وحالة عدم اليقين بشأن توقعات الطلب العالمي على الخام.
أسعار النفط العالمية
تراجعت العقود الآجلة لخام برنت بواقع 13 سنتًا، أو ما يعادل 0.2%، لتسجل 67.64 دولارًا للبرميل، وذلك قبل انتهاء عقد شهر أغسطس في وقت لاحق من اليوم نفسه، أما العقد الأكثر نشاطًا لشهر سبتمبر، فانخفض بدوره بمقدار 5 سنتات فقط، ليبلغ مستوى 66.75 دولارًا للبرميل ،كما انخفضت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بواقع 13 سنتًا، أو 0.2%، إلى 65.39 دولارًا للبرميل.
وكان الخامان القياسيان، برنت وغرب تكساس، قد سجلا الأسبوع الماضي أكبر خسارة أسبوعية منذ مارس 2023، إلا أنهما يتجهان رغم ذلك لتحقيق ثاني مكسب شهري على التوالي بأكثر من 5%.
ويأتي هذا الاستقرار في الأسعار بعد تراجع التوترات التي شهدتها المنطقة في أعقاب الحرب التي استمرت 12 يومًا، والتي بدأت بهجوم إسرائيلي استهدف منشآت نووية إيرانية في 13 يونيو الماضي، مما دفع الأسعار حينها إلى تجاوز مستوى 80 دولارًا للبرميل، قبل أن تعود للانخفاض مجددًا إلى حدود 67 دولارًا.
وقال جيوفاني ستونوفو، المحلل في بنك يو بي إس، إن السوق عادت إلى مرحلة التداول داخل نطاقات محدودة، وهي الحالة التي يُتوقع استمرارها ما لم تظهر مجددًا مخاوف اقتصادية أو اضطرابات في جانب الإمدادات.
زيادة إنتاج أوبك+
فيما يخص الإنتاج، قالت مصادر في تحالف أوبك+، إن المجموعة تعتزم زيادة إنتاجها بمقدار 411 ألف برميل يوميًا خلال أغسطس المقبل، وهي زيادة تتسق مع الزيادات السابقة التي أُقرت لشهري مايو ويونيو وكذلك يوليو، حسبما نقلت وكالة رويترز.
وفي هذا السياق، قال أولي هانسن، رئيس استراتيجية السلع الأساسية في ساكسو بنك: «أعتقد أن أثر هذا الارتفاع المحتمل في المعروض لم يُحتسب بالكامل في الأسعار حتى الآن، ما يجعل أسعار الخام معرضة لمزيد من الضغوط النزولية».
وأضاف: «سندخل قريبًا موسم ذروة الطلب، وحينها ستتضح آثار زيادات إنتاج أوبك+ بشكل أكبر، وسيكون من الصعب تجاهلها».
ومن المقرر أن تعقد مجموعة أوبك+ اجتماعها المقبل في السادس من يوليو المقبل، لمراجعة سياساتها الإنتاجية للفترة المقبلة.
وبالرغم من الزيادات المقررة، أشار ستونوفو إلى أن السوق ما تزال تشهد بعض الضيق النسبي، مرجعًا ذلك إلى أن الزيادات الأخيرة في الإنتاج جاءت أقل من المتوقع، بينما بقيت صادرات دول أوبك+ شبه مستقرة.
وأظهر استطلاع أجرته رويترز أن إنتاج منظمة أوبك من النفط ارتفع خلال مايو الماضي، إلا أن الزيادة كانت محدودة نتيجة التزام بعض الدول بتخفيضات إضافية لتعويض تجاوزها لحصص الإنتاج سابقًا، بينما لم تحقق كل من السعودية والإمارات الزيادات القصوى المسموح بها.
توقعات أسعار خام النفط
يرى محللون أن الضغوط النزولية على أسعار الخام قد تستمر خلال الفترة المقبلة، بفعل المخاوف من تباطؤ الطلب العالمي، ولا سيما من الصين التي تُعد أكبر مستورد للنفط الخام في العالم.
وقالت بريانكا ساشديفا، كبيرة محللي السوق في شركة فيليب نوفا: «حالة عدم اليقين بشأن وتيرة النمو الاقتصادي العالمي ما تزال تشكّل عاملًا ضاغطًا يحد من قدرة الأسعار على الارتفاع».