أسعار النفط تستقر بعد أسبوع متقلب وسط ترقب لقرارات أوبك والمحادثات التجارية مع الصين


الجمعة 27 يونية 2025 | 11:43 مساءً
النفط
النفط
حسين أنسي

استقرت أسعار النفط عند إغلاق تعاملات نهاية الأسبوع بعد موجة من التقلبات الحادة، في وقت يقيّم فيه المتداولون مزيجًا معقدًا من العوامل التي تؤثر على أسواق الطاقة، تتقدمها التطورات المتعلقة بمحادثات الملف النووي الإيراني والتوقعات بشأن سياسات إنتاج “أوبك+”، إلى جانب مستجدات المحادثات التجارية بين الولايات المتحدة والصين.

وشهد خام غرب تكساس الوسيط تذبذبًا خلال الجلسات الأخيرة، قبل أن يغلق فوق مستوى 65 دولارًا للبرميل، بعد تراجعه بنسبة 13% خلال الأسبوع، منهياً بذلك سلسلة مكاسب استمرت ثلاثة أسابيع، مدفوعًا جزئيًا بإعلان وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران، وهو ما خفف المخاوف من اضطرابات محتملة في الإمدادات من منطقة الخليج، التي تُعد من أكبر مصادر إنتاج النفط عالميًا.

وتحول تركيز الأسواق تدريجيًا إلى تحركات “أوبك+” قبيل اجتماعها المقرر في 6 يوليو المقبل، حيث أشارت تقارير إلى استعداد المنظمة لمناقشة زيادة جديدة في الإنتاج بنحو 411 ألف برميل يوميًا خلال أغسطس، بعد زيادات مماثلة على مدى الأشهر الثلاثة الماضية. ورغم أن هذه الأرقام تتماشى مع التوقعات المسبقة، فإن بعض المحللين، مثل جون كيلدوف من “أجين كابيتال”، رجّحوا أن المنظمة قد تذهب إلى ما هو أبعد من تلك الزيادة، مع إمكانية حدوث تخفيضات طوعية من بعض الأعضاء غير الملتزمين بالحصص الحالية، وهو ما قد يدفع الأسعار نحو المزيد من التراجع.

على صعيد آخر، تلقى السوق دفعة مؤقتة بعد تصريحات من وزير الطاقة الأمريكي كريس رايت بأن العقوبات المفروضة على إيران ستظل سارية في الوقت الحالي، في خطوة تتعارض مع تصريحات سابقة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي تراجع عن خططه لتخفيف هذه العقوبات رغم تلميحاته السابقة بقرب استئناف المحادثات مع طهران، وهو ما نفته الأخيرة رسميًا.

في السياق ذاته، يراقب المستثمرون باهتمام تطورات المحادثات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، حيث أعلن وزير التجارة الأمريكي هوارد لوتنيك عن التوصل إلى تفاهمات جديدة مع الصين تتعلق بتوريد المعادن الأرضية النادرة إلى الولايات المتحدة، في خطوة تأتي قبل الموعد النهائي في 9 يوليو للنظر في فرض تعريفات جمركية جديدة على بعض الشركاء التجاريين الرئيسيين للولايات المتحدة. وأكدت الصين هذا التفاهم، في مؤشر على إمكانية تهدئة التوترات التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم.

ويرى محللون في “كوميرزبنك”، من بينهم باربرا لامبريشت، أن استقرار أسعار النفط عند المستويات السابقة لتصاعد التوترات في الشرق الأوسط يعكس قدرة السوق على امتصاص الصدمات الجيوسياسية مؤقتًا، إلا أن أي زيادات إضافية محتملة في إمدادات “أوبك+” قد تكون اختبارًا حاسمًا لقدرة السوق على استيعاب المعروض الجديد خلال النصف الثاني من العام الجاري.

وسط هذه التوازنات الدقيقة، يظل السوق النفطي عالقًا بين تأثير التطورات الجيوسياسية، والقرارات المحتملة من “أوبك+”، وتداعيات السياسة التجارية الأمريكية، وهي عوامل من شأنها رسم ملامح حركة الأسعار خلال الفترة المقبلة مع دخول الأسواق العالمية موسم الصيف.