دعا حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني، رئيس الوزراء القطري الأسبق، دول الخليج العربي إلى اتخاذ موقف واضح وصريح إزاء التصعيد العسكري المتصاعد بين إسرائيل وإيران، محذرًا من أن المنطقة تدفع ثمنًا باهظًا نتيجة هذه المواجهات، التي جاءت في وقت كانت فيه محادثات قائمة بين الولايات المتحدة وإيران للوصول إلى حل سلمي بشأن البرنامج النووي الإيراني.
الخليج يدفع ثمن التصعيد بين إسرائيل وإيران
قال بن جاسم عبر حسابه الرسمي على منصة "إكس": "للأسف، فإن منطقة الخليج ستدفع، بل هي تدفع ثمنًا باهظًا للتصعيد الراهن، وللحرب التي اندلعت إثر قيام إسرائيل بشن هجمات على المواقع الإيرانية العسكرية والمدنية، بينما كانت هناك محادثات بين الولايات المتحدة وإيران لإيجاد حل تفاوضي سلمي".
وأضاف أن دول الخليج معرّضة للمخاطر بشكل مباشر أكثر من غيرها، ما يتطلب منها التدخل العاجل لدى الحليف الأمريكي لوقف التصعيد، تجنبًا لتبعاته القريبة والبعيدة، معتبرًا أن من غير مصلحة دول الخليج أن تنهار إيران "الجار الكبير"، موضحًا أن انهيارها سيؤدي إلى "فلتان مدمر للأوضاع في منطقتنا ستكون عواقبه شديدة على الجميع".
وحمّل رئيس الوزراء الأسبق، إسرائيل مسؤولية الجنون الذي بدأته، موضحًا أن أبعاده وتأثيراته على المنطقة لم تتضح بعد، مضيفًا: "كما علمتنا الوقائع الماضية، فإن تبعات احتلال العراق للكويت كانت كبيرة، وهذه الحرب أيضًا سيكون لها عواقب كثيرة وعميقة على منطقتنا وربما على العالم".
ودعا بن جاسم إلى تحرك خليجي سريع عبر القنوات المعروفة للضغط من أجل وقف التصعيد، قائلاً: "علينا في دول الخليج أن نسعى لإيقاف هذا الصلف الجنوني في استعمال القوة، لأننا أول المتضررين منه، ومصلحتنا أن تكون بحيرة الخليج العربي بحيرة سلام للجميع".
الأوضاع الإقليمية
في معرض حديثه عن الأوضاع الإقليمية، أشار بن جاسم إلى تجربة أفغانستان بعد هزيمة طالبان عام 1991، مؤكدًا أن إيران تختلف عن أفغانستان وأكبر منها، وأن انهيارها قد يُفضي إلى اضطرابات أكبر، موضحًا: "لدينا في دول الخليج نقاط اختلاف كثيرة مع إيران، وكذلك مع إسرائيل، ولكن هذا لا يعني أن نصطف مع طرف ضد الآخر، ولا أن نقف متفرجين أو نتخذ موقف حياد سلبي غير فاعل".
وأكد أهمية الحياد الإيجابي والفاعل، بما يضمن أمن واستقرار منطقة الخليج، ويحمي شعوبها من التبعات الكارثية لأي تصعيد غير محسوب.