في خضم التوتر المتصاعد في منطقة الشرق الأوسط، دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون نظيره الإيراني مسعود بزشكيان إلى استئناف المفاوضات حول البرنامج النووي الإيراني، وذلك في مكالمة هاتفية جرت بينهما صباح اليوم السبت، بحسب ما أعلنه ماكرون في تغريدة نشرها على منصة "إكس" (تويتر سابقًا).
وأكد ماكرون أن بلاده ترفض بشكل قاطع الهجوم الإسرائيلي الأخير على إيران، معتبرًا أن القرار الذي اتخذه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشكل أحادي لشن الحرب يمثل تهديدًا خطيرًا للاستقرار الإقليمي، ويُبعد فرص الحلول الدبلوماسية.
وفي السياق نفسه، صرّح وزير الدفاع الأمريكي بيت هيجسيث أن "باب التفاوض لا يزال مفتوحًا أمام إيران"، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة مستعدة لاستئناف المحادثات النووية في أي وقت ترغب فيه طهران.
من جانبه، رد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي بأن بلاده لا تمانع العودة إلى طاولة التفاوض، لكنها تضع شرطًا أساسيًا يتمثل في انتهاء الرد الإيراني على الاعتداءات الإسرائيلية. ووفق التلفزيون الإيراني، فإن هذا الرد "قيد التنفيذ خلال الساعات القادمة".
وقد صادق البرلمان الإيراني على موقف وزير الخارجية، مؤكدًا أن أولوية البلاد الآن هي الدفاع ضد ما وصفه بـ"العدوان الإسرائيلي"، وأن الحديث عن أي مبادرات تفاوضية سيأتي فقط بعد وقف العمليات العسكرية الجارية.
في المقابل، أعلن مجلس الوزراء الإسرائيلي المصغّر (الكابينت) أن العمليات العسكرية ستستمر "ما بين أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع"، مما يشير إلى احتمال تصاعد حدة المواجهات، في وقت يحاول فيه عدد من الأطراف الدولية احتواء الأزمة وإعادة الأطراف إلى المسار الدبلوماسي.
وتواجه المنطقة لحظة فارقة قد تحدد مسار الصراع لفترة طويلة قادمة، بينما تتكثف الاتصالات الدبلوماسية خلف الكواليس في محاولة لخفض التوتر وتجنب الانزلاق نحو مواجهة إقليمية شاملة.