قال أسامة كمال، وزير البترول الأسبق، إن الاحتياجات من الكهرباء في مصر تتزايد بشكل كبير خلال فصل الصيف، حيث يتوقع أن يرتفع الطلب على الكهرباء من 32 جيجاوات إلى حوالي 38 إلى 40 جيجاوات، بزيادة تصل إلى أكثر من 25% مقارنة بفترة الشتاء.
وأوضح كمال، خلال مداخلة عبر زووم مع العربية Business، أن هذا الارتفاع الكبير في الاستهلاك يحدث في وقت يعاني فيه قطاع الكهرباء من فجوة بين الإنتاج المحلي والطلب، لا سيما مع عدم دخول محطات الطاقة المتجددة والطاقة النووية إلى الخدمة حتى الآن.
وأشار إلى أن هذه الفجوة في الإمدادات تدفع الحكومة المصرية إلى تعويض العجز عن طريق الاستيراد، حيث يتجاوز الاستهلاك المحلي من الغاز 6.2 مليار قدم مكعب يومياً، بينما الإنتاج المحلي لا يتعدى 4 مليار قدم مكعب، وأضاف أن الحكومة المصرية تضطر كذلك إلى استيراد المازوت بمقدار يصل إلى 15,000 طن، حيث يتم توفير 8,000 طن محلياً والباقي يتم استيراده.
الجهود المصرية لتأمين إمدادات الغاز:
وأوضح أسامة كمال أن الحكومة بذلت جهوداً كبيرة لتأمين إمدادات الغاز خلال فصل الصيف المقبل، من خلال اتفاقيات مع مراكز إعادة التغويص، حيث تم التعاقد مع أربعة مراكب لتوفير الغاز، بالإضافة إلى التعاقد على شحنات تصل حتى نهاية عام 2028.
هل الحلول قصيرة الأجل كافية؟
وفيما يخص المفاوضات مع الشركات النفطية مثل "أرامكو"، قال كمال إنه لا يرى هذه الحلول قصيرة الأجل كافية، مؤكدًا أن العلاقات القوية بين مصر والمملكة العربية السعودية تسمح بتوقيع اتفاقيات طويلة الأجل.
وأشار إلى أن شركة أرامكو قد أبرمت اتفاقًا مع الحكومة المصرية في عام 2016 لتدبير الاحتياجات المصرية من المنتجات البترولية بقيمة 30 مليار دولار على مدار خمس سنوات، بواقع 6 مليارات دولار سنويًا.
التراجع في الإنتاج المحلي وأسبابه:
وتحدث كمال عن أسباب التراجع في الإنتاج المحلي، مشيرًا إلى أن التباطؤ في سداد حصص الشركات الأجنبية أدى إلى تراكم بعض المديونيات، مما ساهم في تباطؤ العمليات، لكن مع ذلك، أكد أن معظم الشركاء الأجانب مستمرون في عمليات البحث والتنقيب، وذلك بفضل الحوافز التي قدمتها الحكومة المصرية، مثل تخصيص كميات أكبر من الغاز المكتشف أو رفع قيمة الوحدة الحرارية.
تحسن متوقع في الإنتاج المحلي:
توقع كمال تحسنًا في الإنتاج المحلي في الفترة القادمة، مشيرًا إلى أن الإنتاج قد شهد تحسنًا ملحوظًا مقارنة بالسنة الماضية، حيث كان من المتوقع أن ينخفض الإنتاج بنسبة 10%، ولكن تم الحفاظ على الإنتاج بمعدل 4 مليار قدم مكعب يوميًا، مما يعني أن هناك كميات جديدة ستضاف إلى الإنتاج في المستقبل القريب.