المهندس أمين سراج: المرحلة المُقبلة تتطلب على أفكارًا جديدة تركز على المساحات الصغيرة في الوحدات السكنية
ريمون عهدي: خطة الدولة لمضاعفة أعداد الغرف الفندقية فرصة للمطورين العقاريين
عكست المناقشات التي شهدتها القمة العقارية التي عقدت بالقاهرة قبل ايام بتنظيم من عقار ماب رغبة جادة في دعم التعاون بين المطورين المصريين والسعوديين الذين أكدوا خلال هذه القمة حرصهم على زيادة الاستثمار العقاري المشترك واستغلال الفرص العقارية الواعدة التي توفرها خطط النهضة العمرانية في البلدين الشقيقين.
وأعرب ووأعرب عرب المطورون في البلدين خلال مناقشاتهم عن ان المرحلة المقبلة ستشهد تطورات ايجابية على صعيد التعاون المشترك في ظل الرغبة المشتركة للدخول في شراكات عقارية تحقق صالح الطرفين.
وقد تناوللت القمة العقارية التي أطلقتها «عقار ماب المصرية السعودية» بمشاركة نخبة من أبرز المطورين العقاريين وصناع القرار والخبراء من البلدين الشقيقين، مجموعة من المحاور الاستراتيجية التي شملت مناقشات حول التوسع الإقليمي وأحدث توجهات السوق والفرص الاستثمارية والتحول الرقمي وتعزيز التكامل بين السوقين المصري والسعودي، وسبل بناء جسور تعاون فعّالة بين الشركات العقارية في البلدين.
وفي نفس الشأن، قال الدكتور عبد الخالق إبراهيم، مساعد وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية للشؤون الفنية، إن السوق العقاري يواجه عدد من التحديات في مقدمتها عدم وجود بيانات دقيقة للعقار في مصر،ومن ثم عملت وزارة الإسكان على ايجاد حلول واقعية لهذا التحدي عبر منصة عقارية موحدة تؤسس لقاعدة معلومات دقيقة للعقارات في مصر
وأضاف إبراهيم، خلال القمة العقارية التي نظمتها عقار ماب قبل ايام بحضور عدد المطورين السعوديين والمصريين أنه يجري دراسة إنشاء صندوق مصري سعودي لدراسة الفرص الاستثمارية بين وزارتي الإسكان المصرية والسعودية.
وأفاد إبراهيم، أن وزارة الاسكان تعمل حاليًا على خطة موسعة لتنمية قطاع السياحة بالتعاون مع وزارة السياحة والآثار، تزامنًا مع افتتاح المتحف المصري الكبير وكذلك مع تطوير منطقة الأهرامات.
وأشار إلى أن القطاع العقاري بات أحد المحركات الأساسية لنمو الاقتصاد المصري، و الدولة تدعم ذلك القطاع بكل قوة، وتسعى باستمرار لتقديم الحوافز التي تشجع المطورين موضحا أن الفترة المقبلة ستشهد اطلاق حزمة مشروعات بالشراكة مع القطاع الخاص
قال الدكتور ريمون عهدي الرئيس التنفيذي لشركة «وادي دجلة» للتنمية العقارية، إن مصر بلد سياحي من الدرجة الأولى ما يجعلنا بشكل مستمر نحتاج لمضاعفة أعداد الوحدات والغرف الفندقية لاستقطاب عدد أكبر من السائحين، وأرى بذلك فرصة للمطورين العقاريين أن يكون لديهم جزء من الدخل يمثل الاستدامة للشركة؛ لأن الوحدات السكنية عندما تُباع تسدد قيمتها مرة واحدة فقط من العميل لكن الوحدة الفندقية تحقق عوائد مستمرة.
وأضاف عهدي، أن ضمن أهداف الدولة زيادة الحركة السياحية إلى 30 مليون سائح حتى عام 2028، وتم تحقيق من هذه الخطة 15 مليون سائح بعد جائحة كورونا إلى الآن، لذلك أؤكد أن جزء الوحدات الفندقية والغرف الفندقية يساهم مساهمة مباشرة في تنمية السياحة لاستقبال سائحين جُدد وإعادة فتح سياحة مع دول جديدة.
وأشار الرئيس التنفيذي لشركة وادي دجلة للتنمية العقارية، إلى أن الشركة تمتلك ستة مشروعات في منطقة العين السخنة، يتنوع نشاطها بين الشقق الفندقية والفنادق في إطار استراتيجية تستهدف دعم القطاع السياحي وتعزيز العوائد المستدامة.
كما تطرق الحديث إلى سعر الفائدة وتحرير سعر الصرف، وأكد عهدي على ضرورة الربط بينهما لما نتج عنهما من تأثيرًا كبيرًا على اختيارات العميل وقرارات المطور العقاري، حين ارتفعت تكلفة أسعار الوحدات السكنية كان على المطور العقاري اتخاذ إجراءات تحوطية في نفس الوقت، وكذلك العميل حين رأى ارتباط سعر العقار بسعر العملة قرر شراء العقار الذي سيزداد سعره مع زيادة سعر العملة، وبهذا يبدأ العميل أيضًا في المقارنة بين العقار داخل مصر وخارج مصر، وأيضًا النظر على المساحات الأصغر والوحدات الساحلية لعلاقتها بالعملة الصعبة من أجل تحقيق عوائد ومكاسب أكبر.
وأشار عهدي إلى أن العميل أصبح على درجة كبيرة من الوعي تعادل خبرة المستثمر، ويطالب المطورين بتقديم حلول تتماشى مع التغيرات الجارية، لذلك على المطورون العقاريون سرعة التكيف مع هذا خاصةٍ وأننا في فترة زمنية بها تحركات سعرية كبيرة، قال المهندس أمين سراج، العضو المنتدب لشركة هايد بارك للتطوير العقاري، إن المرحلة المُقبلة تتطلب على كافة العاملين في قطاع التطوير العقاري أفكارًا جديدة تركز على المساحات الصغيرة في الوحدات السكنية؛ خاصةٍ في ظل تغير توجهات السوق العقارية وذلك ما يتوافق مع متطلبات السوق والاحتياجات السكنية الحديثة.
وأضاف سراج، أن الشباب والأجيال الجديدة يفضلون الوحدات العملية صغيرة المساحة التي تحقق أعلى قدر من الوظائف والاستخدامات، وذلك لمواكبة الوضع الراهن وهو تطور فى السوق العقاري فرضته الظروف الاقتصادية.
وأكد العضو المنتدب لشركة هايد بارك للتطوير العقاري، أن هذه التوجهات ستلعب دورًا محوريًا في خطط الشركة المستقبلية، لافتًا إلى أن العام الجاري سيكون توجه الشركة فيهما متجها أكثر لاستكمال التنفيذ والإسراع بوتيرة الأعمال والإنشاءات.
كما أكد الدكتور تامر عرفان الرئيس التنفيذي للاستثمار والتمويل بشركة الأهلي صبور للتطوير العقاري، أن الشركة تستهدف السوق السعودي وتضعه ضمن أولويات التوسع الإقليمي خلال المرحلة المقبلة لما يشهده السوق من تحولات جذرية منذ إطلاق رؤية 2030.
وأضاف عرفان أن السوق السعودي يُعد من أقوى الأسواق في المنطقة ويتميز بوجود عروض كثيرة في جهات الاستثمار، لكنه يواجه صعوبة في الحصول على الأراضي مقارنةٍ بالأسواق الأخرى، لكن ما زال هناك تطويرًا في هذه الإشكالية من الشركة الوطنية، وتعد القوانين الجديدة التي أُصدرت مؤخرًا بخصوص فرض ضرائب على «الأراضي البيضاء» والتي سوف تساعد كثيرًا في إتاحة أراضي داخل المملكة السعودية بطريقة ميسرة وتخفيف العقبات أمام المطورين العقاريين، حيث أن الشركة تتابع هذه التغيرات عن كثب لدراسة فرص التوسع المستقبلية.