قطاع التعدين السعودي في قلب رؤية 2030: ثروات واعدة وتحديات قيد المواجهة


السبت 24 مايو 2025 | 01:26 مساءً
السعودية
السعودية
وكالات

أكد الدكتور بندر الجعيد، أستاذ الإعلام الاقتصادي بجامعة الملك عبدالعزيز، أن المملكة العربية السعودية تولي قطاع التعدين أولوية استثنائية ضمن "رؤية 2030"، الهادفة إلى تنويع الاقتصاد وتقليل الاعتماد على النفط. 

قطاع التعدين السعودي في قلب رؤية 2030

وأشار الجعيد خلال حديثه في برنامج "بيزنس ويك" إلى أن السعودية تمتلك ثروات معدنية ضخمة، منها معادن نادرة مثل الليثيوم والكوبالت، تشكّل فرصة استراتيجية لبناء اقتصاد متنوع وقائم على المعرفة والصناعة.

وأوضح الجعيد أن الحكومة السعودية شرعت منذ سنوات في تهيئة بيئة جاذبة للمستثمرين في قطاع التعدين، من خلال تطوير الأطر التشريعية وتنظيم "مؤتمر التعدين الدولي" سنويًا، لربط المستثمرين العالميين بالشركات المحلية وتسليط الضوء على الفرص الواعدة في المملكة.

وأشار إلى أن قطاع التعدين يشهد تنافسًا عالميًا محتدمًا، خاصة على المعادن النادرة التي تعد أساسية في الصناعات التقنية المتقدمة مثل أشباه الموصلات، والبطاريات، والمركبات الكهربائية. وهذا يعزز من جاذبية السعودية كمركز جديد للاستكشاف والإنتاج، في ظل توجه العالم لتنويع مصادر تلك المعادن خارج مناطق مثل وسط أفريقيا.

وأضاف الجعيد أن المملكة تسعى إلى توطين الصناعات المتقدمة من خلال تأمين المواد الخام داخليًا، وتطوير شراكات استراتيجية مع شركات عالمية من الولايات المتحدة والصين وأستراليا وإندونيسيا، ما يسهم في نقل المعرفة والخبرة إلى السوق المحلي.

كما أشار إلى أن السعودية لا تكتفي بجذب الاستثمارات إلى الداخل، بل تنشط شركاتها في التنقيب خارجيًا، لافتًا إلى أن شركة "منارة" التابعة لصندوق الاستثمارات العامة وقّعت شراكات مع عدد من الدول الأفريقية لاستكشاف المعادن، بالتوازي مع إنشاء مناطق لوجستية في جيبوتي وتنزانيا ضمن بناء سلاسل إمداد متكاملة.

لكن الجعيد نبه إلى تحديات تواجه القطاع، أهمها شح المياه، الذي يشكّل عائقًا كبيرًا لصناعة تعتمد على كميات كبيرة من المياه، بالإضافة إلى تحديات بيئية وتمويلية مرتبطة بتكلفة الاستكشاف والمعالجة.