تراجع الدولار الأمريكي وسط حذر اقتصادي وترقب لمباحثات أمريكية يابانية بشأن تقلبات العملة

تراجع الدولار الأمريكي اليوم الثلاثاء، وسط تصاعد الحذر من جانب مجلس الاحتياطي الفيدرالي بشأن مستقبل الاقتصاد، وترقب الأسواق للمحادثات المرتقبة بين الولايات المتحدة واليابان، والتي يُتوقع أن تشمل مناقشات حول العملات وتقلبات أسعار الصرف.

وجاء هذا الانخفاض بعد عمليات بيع واسعة شهدها الدولار يوم أمس الإثنين، في أعقاب خفض وكالة "موديز" التصنيف الائتماني السيادي للولايات المتحدة يوم الجمعة الماضي، بسبب مخاوف تتعلق بارتفاع مستويات العجز المالي، كما يتحول التركيز حاليًا إلى تصويت حاسم في الكونجرس الأمريكي على مشروع قانون ضريبي شامل طرحه الرئيس دونالد ترامب، من المتوقع أن يضيف ما بين 3 إلى 5 تريليونات دولار إلى الدين الوطني البالغ 36.2 تريليون دولار.

الدولار الأمريكي

صرّح فاسيلي سيريبرياكوف، استراتيجي العملات لدى "يو بي إس" في نيويورك، بأن تراجع عائدات السندات بعد خفض التصنيف أضعف الدولار بشكل ملحوظ، مشيرًا إلى أن التحيّز الأساسي في السوق لا يزال يميل إلى بيع الدولار.

وسجل الدولار أدنى مستوى له في أسبوعين مقابل الين الياباني عند 144.095 ين، قبل أن يستقر حول 144.64 ين، متراجعًا في خمس من الجلسات الست الأخيرة، وشهدت السندات اليابانية طويلة الأجل عمليات بيع مكثفة رفعت عوائدها إلى أعلى مستوياتها في عقود، ما ضغط مبدئيًا على الين قبل أن يتعافى لاحقًا.

وصرح وزير المالية الياباني كاتسونوبو كاتو بأنه يتوقع لقاء نظيره الأمريكي سكوت بيسنت قريبًا، مؤكدًا أهمية استقرار أسعار الصرف، معتبرًا أن التقلبات المفرطة في أسعار العملات أمر غير مرغوب فيه. ومن المنتظر أن يلتقي الطرفان على هامش اجتماع مجموعة السبع المالية في كندا.

المحادثات التجارية 

تعليقًا على هذه التطورات، قال كريس تورنر، رئيس استراتيجية العملات الأجنبية في "ING": "إذا شملت المحادثات التجارية مكونات تتعلق بسعر الصرف، فإن ذلك قد يشكل عامل ضغط إضافي على الدولار، خصوصًا في ظل رغبة أمريكية واضحة لخفض قيمة الدولار مقابل العملات الآسيوية للحد من الفوائض التجارية".

أسعار الفائدة

على صعيد العملات الأخرى، انخفض الدولار الأسترالي بنسبة 0.9% إلى 0.6401 دولار أمريكي، بعد أن خفض بنك الاحتياطي الأسترالي أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس وفتح الباب أمام مزيد من التيسير النقدي، وتراجع اليوان الصيني بعد خفض أسعار الإقراض الأساسية، في ظل استمرار الطلب الموسمي المرتفع من الشركات على الدولار.

أما داخل الولايات المتحدة، فأعرب رافائيل بوسيك، رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في أتلانتا، عن توقعاته بعدم قدرة البنك على إجراء أكثر من خفض واحد للفائدة خلال العام الحالي، بسبب مخاوف من ارتفاع التضخم المرتبط بالرسوم الجمركية.

ويواجه الدولار الأمريكي كذلك ضغوطًا سياسية بعد إعلان بريطانيا عن أهم تحوّل في علاقاتها الدفاعية والتجارية مع الاتحاد الأوروبي منذ "بريكست"، في خطوة اعتبرها مراقبون تحركًا إستراتيجيًا وسط اضطرابات السوق.

وسجل مؤشر الدولار الأمريكي تراجعًا بنحو 10.6% من ذروته في يناير، في واحدة من أكبر موجات الانخفاض خلال ثلاثة أشهر، وارتفع الجنيه الإسترليني ليستقر عند 1.3372 دولار، كما صعد اليورو إلى 1.3373 دولار، بينما تراجع الدولار أمام الفرنك السويسري إلى 0.8314 فرنك.