خبير: التنظيم الأمريكي للعملات المستقرة سيحدث ثورة في قطاع الفينتك وسوق الكريبتو

أكد محمد عبدالمطلب، المدير الشريك في X-PAY، أن التراجعات الأخيرة في سوق العملات المشفرة ليست استثنائية بالنظر إلى طبيعة السوق، موضحًا أن انخفاضات تتراوح بين 4% إلى 10% تُعد "ثباتًا نسبيًا" في عالم الكريبتو، الذي لطالما اتسم بالتقلبات الحادة مقارنة بأسواق الأسهم.

وأوضح عبدالمطلب أن بطء حركة البيتكوين مؤخرًا يعود إلى حالة الترقب السائدة قبيل صدور تشريعات مرتقبة من الكونغرس الأميركي، والتي قد تُشكّل نقطة تحول رئيسية للسوق. ولفت إلى أن من أبرز هذه التشريعات هو قانون يُنظّم عمل العملات المستقرة (Stablecoins)، التي تُعتبر حجر الأساس لأي تعامل في العملات الرقمية اليوم.

تشريعات العملات المستقرة: تنظيم وتحفيز للأسواق

وبيّن عبدالمطلب أن مشروع القانون الجديد، المعروف باسم "قانون GENESIS"، يهدف إلى تنظيم عملية إصدار العملات المستقرة، التي ترتبط بشكل مباشر بأصول نقدية حقيقية مثل الدولار أو أذون الخزانة، ويمنح هذه العملات غطاءً قانونيًا ورقابيًا واضحًا، مما يزيد من الشفافية ويقلل من المخاطر.

وأشار إلى أن هذه التشريعات تتيح للمؤسسات المالية، بما فيها البنوك الأمريكية الكبرى، استخدام العملات المستقرة في المعاملات اليومية، مما قد يُحدث ثورة في التكنولوجيا المالية (فينتك) عبر تقليل تكاليف المعاملات وزيادة السرعة والكفاءة بشكل كبير.

سيركل وIPO لافت... ودور البنوك المركزية يتغيّر

وفي إشارة إلى الإقبال الاستثماري المتزايد، لفت عبدالمطلب إلى أن شركة "سيركل" (Circle)، المُصدرة للعملة المستقرة USDC، حققت ارتفاعًا بنسبة 168% في أول يوم تداول لها بعد الطرح العام، ما يعكس ثقة السوق في مستقبل هذا القطاع.

وأضاف أن بعض البنوك الكبرى الأمريكية تعمل على إصدار عملة مستقرة موحّدة فيما بينها، في خطوة كانت تقليديًا من اختصاص البنوك المركزية، معتبرًا أن العالم يشهد تحولًا جذريًا في دور الجهات التنظيمية تجاه القطاع المالي الرقمي.

البيتكوين لا يزال خارج المنافسة المباشرة

أما عن تأثير ذلك على البيتكوين، فاعتبر عبدالمطلب أن البيتكوين سيحصل على "شرعية أكبر" مع تزايد الاعتراف التنظيمي بسوق العملات الرقمية ككل، حتى وإن لم يكن عملة للتداول اليومي مثل العملات المستقرة. "القيمة تكمن في تسهيل الوصول، وزيادة السيولة، وفتح أبواب الاستثمار"، بحسب تعبيره.

واختتم قائلاً إن التشريعات المنتظرة ستزيل العقبة الأكبر أمام دخول المستثمرين الجدد للسوق، وهي صعوبة التحويل بين العملات الحقيقية والافتراضية، ما من شأنه أن يفتح المجال أمام تدفقات رأسمالية ضخمة إلى أسواق الكريبتو خلال الفترة المقبلة.