أبو المكارم: انقطاع الغاز يهدد صادرات الأسمدة المصرية بـ3.6 مليار دولار

حذر خالد أبو المكارم، رئيس المجلس التصديري للصناعات الكيماوية والأسمدة في مصر، من التأثيرات السلبية المتسارعة لانقطاع إمدادات الغاز الطبيعي على قطاع الأسمدة، مؤكدًا أن الأزمة الحالية الناجمة عن الحرب الإسرائيلية الإيرانية قد تُهدد تنفيذ تعاقدات تصديرية بقيمة تتجاوز 3.6 مليار دولار.

وفي تصريحات مع قناة CNBC Arabia ، أوضح أبو المكارم أن الغاز المستورد من الشرق يمثل عنصرًا أساسيًا في تشغيل مصانع الأسمدة، خاصة الأسمدة الأزوتية التي تعتمد بشكل مباشر على الغاز كمادة خام، مشيرًا إلى أن الانخفاض الحاد في كميات الغاز أدى إلى تراجع في الطاقة الإنتاجية لعدد من المصانع.

وقال: "رغم أن المصانع لم تتوقف كليًا، إلا أن هناك انخفاضًا واضحًا في بعض خطوط الإنتاج، وقد اتخذت بعض المصانع من هذه الأزمة فرصة لإجراء الصيانات الدورية". لكنه أعرب عن قلقه من احتمالية تأجيل أو فقدان تعاقدات تصديرية نتيجة نقص المعروض، وهو ما قد يؤثر على علاقة المصدرين بعملائهم الدوليين.

وأشار إلى أن الحكومة كانت مستعدة نسبيًا للأزمة، خاصة بعد أزمة مايو الماضي، حيث تم إعداد خطة بديلة لاستيراد شحنات غاز من مصادر أخرى، مؤكدًا أن بعض هذه الشحنات ستصل إلى الموانئ المصرية قريبًا. وأضاف أن الحكومة أولت أولوية قصوى لاستمرار التيار الكهربائي، مشيرًا إلى وجود احتياطي غاز يكفي لسد الفجوة مؤقتًا.

وتطرق أبو المكارم إلى ظهور مؤشرات سوق سوداء في قطاع الأسمدة، حيث استغل بعض التجار الأزمة في رفع الأسعار، محذرًا من تداعيات ذلك على السوق المحلي، لكنه أبدى ثقته في تدخل الأجهزة الرقابية لردع هذه الممارسات.

واختتم بالتأكيد على أن مدة الحرب هي العامل الحاسم في تحديد استمرارية الأزمة، قائلاً: "إذا طال أمد النزاع، فإن التأثير سيكون أعمق، ليس فقط على الإنتاج، بل على قدرة مصر التنافسية في الأسواق العالمية".