قمة بغداد.. رسالة عربية لتوحيد الصف وتعزيز التعاون في مواجهة تحديات المنطقة


الاربعاء 14 مايو 2025 | 10:58 مساءً
وزير خارجية العراق
وزير خارجية العراق
محمد خليفة

وصف وزير الخارجية العراقي، فؤاد حسين، القمة العربية المقرر انعقادها في العاصمة بغداد يوم السبت المقبل، بأنها محاولة جادة للمّ الشمل العربي وتوحيد المواقف في مواجهة أزمات إقليمية متفاقمة، مشيراً إلى أن تزامنها مع القمة الخليجية – الأمريكية المنعقدة في الرياض، يصب في مصلحة المنطقة، ويؤكد على أهمية التنسيق العربي - الدولي في مواجهة التحديات المشتركة.

وتتواصل التحضيرات المكثفة لعقد القمة العربية العادية الرابعة والثلاثين، حيث اجتمع المندوبون الدائمون لدى جامعة الدول العربية، اليوم الأربعاء، لإعداد جدول أعمال القمة تمهيداً لعرضه على وزراء الخارجية العرب غدًا الخميس.

القمة العربية في بغداد

شدد الوزير حسين على أن استضافة العراق لهذه القمة تُجسد حرصه على دعم الحوار العربي، وبناء مستقبل يستجيب لتطلعات الشعوب، لافتاً إلى أن "مشاركة قادة عرب ومسؤولين رفيعي المستوى في ظل الظروف الإقليمية الراهنة، تعكس الرغبة الصادقة في تعزيز العمل العربي المشترك وتوحيد الصفوف".

وأشار وزير الخارجية إلى أن بغداد ستستضيف، بالتزامن مع القمة العربية، قمتين أخريين: القمة التنموية الخامسة، وقمة آلية التعاون الثلاثي بين العراق ومصر والأردن، في إطار الشراكة الثلاثية الرامية إلى تعزيز التعاون الاقتصادي والسياسي، وتنسيق المواقف حيال قضايا المنطقة.

وأوضح أن هذه القمم الثلاث تمثل رسالة واضحة نحو التكامل الاقتصادي في ظل أزمات متلاحقة، مؤكداً أن العراق يستعد لها بحالة "استنفار شامل" لضمان نجاحها.

إسبانيا ضيف شرف وتمثيل دولي واسع

وأعلن حسين أن القمة ستشهد حضور ممثلين عن 20 منظمة عربية، إضافة إلى عدد من المنظمات الدولية، من بينها الأمم المتحدة. كما سيكون رئيس الوزراء الإسباني ضيف شرف القمة، في إشارة إلى الانفتاح العربي المتزايد على الشراكات الدولية.

فلسطين في صدارة جدول الأعمال

أكد وزير الخارجية العراقي أن القضية الفلسطينية ستتصدر جدول أعمال القمة، مشيراً إلى أن إعلان بغداد الذي سيصدر في ختام القمة، سيتضمن مواقف واضحة تجاه التحديات الإقليمية، وفي مقدمتها الدعوة إلى وقف إطلاق النار في غزة، وفتح المعابر أمام المساعدات الإنسانية دون شروط.

وأوضح أن القمة ستؤكد دعمها لقرارات القمة العربية الطارئة التي عقدت في القاهرة في مارس الماضي بشأن إعادة إعمار غزة، ورفض محاولات التهجير القسري، في إشارة إلى مقترحات سابقة أثارت الجدل.

ترحيب بالتقارب العربي والدولي

رحب حسين، بالقمة الخليجية – الأمريكية التي عُقدت في الرياض، مؤكدًا أنها ليست بديلًا عن قمة بغداد، بل مكملة لها، واصفًا زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورفع العقوبات عن سوريا بأنها خطوة إيجابية لصالح الاستقرار الإقليمي.

وقال إن التنسيق بين القمتين الخليجية والعربية يعزز المواقف العربية ويخلق بيئة سياسية واقتصادية أكثر اتزانًا، مشددًا على أهمية العمل العربي الجماعي بعيداً عن منطق التنافس.

سوريا عودة حذرة إلى الحاضنة العربية

أما عن الملف السوري، أكد وزير الخارجية العراقي أن القمة ستصدر قرارات تدعم الشعب السوري وتعبّر عن موقف عربي موحد تجاه أزمته، لافتًا إلى أن المناقشات شملت مسودة قرار بهذا الشأن أعدته الأمانة العامة للجامعة العربية.

وفيما أثير الجدل بشأن مشاركة الرئيس السوري أحمد الشرع، أكد حسين أن وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، سيرأس الوفد السوري، في حل توافقي بعد معارضة داخلية عراقية لمشاركة الرئيس الشرع.

مبادرات ومراكز عربية جديدة

أعلن وزير الخارجية العراقي أن قمة بغداد ستطلق مبادرات نوعية لإنشاء مراكز عربية متخصصة، منها: المركز العربي لمكافحة الإرهاب، ومركز لمكافحة الجريمة المنظمة العابرة للحدود، وآخر لمكافحة المخدرات، في إطار استجابة عربية مؤسسية للتحديات الأمنية العابرة للدول.

وفي ما يتعلق بالخلافات العربية – العربية، قال حسين إن العراق سيقدم مبادرات للتعامل مع أزمات المنطقة، بالتعاون مع جامعة الدول العربية، مضيفًا أن الحوار والمفاوضات يجب أن يكونا الطريق الوحيد لحل الأزمات الداخلية والنزاعات الإقليمية، مؤكدًا أن العراق يؤمن بأن الاستقرار في المنطقة لا يمكن أن يتحقق إلا من خلال المصارحة والتفاهم واحترام سيادة الدول.

حزب العمال الكردستاني

وفي تطور لافت، علق الوزير على إعلان حزب العمال الكردستاني عزمه على حل نفسه ونزع سلاحه، قائلاً إن نقاشات عميقة تجري حاليًا مع الجانب التركي حول آليات التعامل مع هذا التحول، معبرًا عن أمله في أن يُفضي ذلك إلى تفاهمات تعزز الأمن الإقليمي وتدعم التعاون بين بغداد وأنقرة.