كشفت مصادر وفقًا لـ"بلومبرغ"، عن دراسة تجريها شركة "أوبن إيه آي"، الرائدة في مجال الذكاء الاصطناعي، لإنشاء مركز بيانات جديد في دولة الإمارات العربية المتحدة. وتأتي هذه الخطوة في إطار سعي الشركة لتعزيز حضورها في منطقة الشرق الأوسط بشكل كبير.
وعلى الرغم من أن الصفقة لم تُحسم بشكل نهائي وقد تشهد بعض التغييرات، إلا أن الإعلان عنها متوقع هذا الأسبوع بالتزامن مع الزيارة التي يجريها الرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى المنطقة؛ حيث من المقرر أن يصل إلى الإمارات يوم الخميس. وقد طلب الأشخاص المطلعون على تفاصيل المحادثات عدم الكشف عن هوياتهم نظرًا لحساسية الموضوع.
ويرافق هذه التطورات تواجد الرئيس التنفيذي لشركة "أوبن إيه آي"، سام ألتمان، في المنطقة ضمن جولة أوسع يشارك فيها عدد من قادة قطاع التكنولوجيا، وقد امتنعت شركة "أوبن إيه آي" عن التعليق على هذه الأنباء.
أقرأ أيضًا.. قبل زيارة ترامب للسعودية.. ما أولويات الرياض من استثمارات الـ600 مليار دولار في أمريكا؟
وتأتي هذه الخطوة المحتملة في سياق إعلان سابق لـ"أوبن إيه آي"، مطورة تطبيق "تشات جي بي تي" الشهير، عن تطلعها لعقد شراكات مع حكومات وطنية لتطوير بنى تحتية إضافية للذكاء الاصطناعي خارج الولايات المتحدة، بهدف تعزيز الريادة الأميركية في هذا المجال الحيوي.
وتُعد هذه الصفقة المرتقبة جزءًا من سلسلة تحركات استثمارية تشهدها المنطقة بالتزامن مع زيارة الرئيس ترمب، والتي تتضمن أيضًا خططًا لمنح المملكة العربية السعودية، وصولًا أكبر إلى تقنيات أشباه الموصلات المتقدمة.
يُذكر أن "أوبن إيه آي" تربطها علاقة استراتيجية طويلة الأمد بدولة الإمارات، بدأت بشراكة في عام 2023 مع شركة الذكاء الاصطناعي "جي 42" التي تتخذ من أبوظبي مقرًا لها. وفي عام 2024، تلقت "جي 42" استثمارًا بقيمة 1.5 مليار دولار من شركة "مايكروسوفت"، الداعم الرئيسي لـ"أوبن إيه آي".
كما شارك "إم جي إكس"، وهو ذراع استثماري إماراتي، في جولة تمويل بقيمة 6.6 مليار دولار أغلقتها "أوبن إيه آي" في أكتوبر الماضي. ويخطط "إم جي إكس" أيضًا للمساهمة في مشروع مشترك بقيمة 100 مليار دولار بين "أوبن إيه آي" و"سوفت بنك" و"أوراكل" لتطوير بنية تحتية متقدمة للذكاء الاصطناعي داخل الولايات المتحدة.
أقرأ أيضًا.. ميتا تزيد استثماراتها في الذكاء الاصطناعي إلى 72 مليار دولار مدفوعة بازدهار الإعلانات
ولا تزال تفاصيل السعة المستهدفة لمركز البيانات المزمع إنشاؤه في الإمارات غير واضحة حتى الآن، وفقًا للمصادر المطلعة. ويعتمد تنفيذ هذا المشروع بشكل كبير على قدرة الشركة على استيراد رقائق متطورة من شركة "إنفيديا"، والتي تُعد ضرورية لتطوير وتدريب نماذج الذكاء الاصطناعي.
وكانت الولايات المتحدة قد فرضت قيودًا على تصدير هذه الرقائق إلى عدة دول، بما في ذلك الإمارات، منذ عام 2023. ومع ذلك، تشير التقارير إلى أن إدارة ترمب تقترب حاليًا من التوصل إلى اتفاق قد يسهل وصول الإمارات إلى هذه التكنولوجيا الحيوية، حسبما ذكرت "بلومبرغ نيوز".
وقد أفادت "بلومبرغ نيوز" بأن الاتفاق قيد الدراسة قد يسمح للإمارات باستيراد أكثر من مليون رقاقة متطورة من "إنفيديا"، مع تخصيص معظمها لشركات أميركية تقوم ببناء مراكز بيانات داخل الأراضي الإماراتية.
وتُبدي إدارة ترمب انفتاحًا أكبر مقارنةً بإدارة بايدن بشأن السماح بشحنات أشباه الموصلات إلى منطقة الشرق الأوسط، خاصة في ظل تعهد دول خليجية بضخ استثمارات ضخمة في قطاعات التكنولوجيا والبنية التحتية الأميركية.
أقرأ أيضًا.. أكبر تمويل لشركة ناشئة.. "xAI" المملوكة لماسك تستهدف جمع 20 مليار دولار
ومع ذلك، لا تزال هناك تساؤلات حول الضوابط التي تمنع وصول الصين إلى المعدات اللازمة لتطوير تقنيات ذكاء اصطناعي متقدمة.
وكانت إدارة ترمب قد أعلنت في وقت سابق عن نيتها إلغاء الإطار التنظيمي الذي تم وضعه في عهد بايدن لمعالجة بعض التحديات الأمنية والاستراتيجية، ويعكف المسؤولون حاليًا على إعداد لوائح عالمية جديدة لتنظيم قطاع الرقائق، وفقًا لـ"بلومبرغ نيوز".