قبل زيارة ترامب للسعودية.. ما أولويات الرياض من استثمارات الـ600 مليار دولار في أمريكا؟


الثلاثاء 13 مايو 2025 | 12:40 صباحاً
ترامب وولي العهد السعودي
ترامب وولي العهد السعودي
وكالات

تقف السعودية والولايات المتحدة على أعتاب مرحلة جديدة من التعاون الاستراتيجي، يتصدرها الذكاء الاصطناعي بوصفه محوراً للتحول الاقتصادي العالمي، بالتزامن مع زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى الرياض.

وبينما تمضي المملكة بخطى واثقة نحو تحقيق مستهدفات «رؤية 2030» في التنويع الاقتصادي والتحول الرقمي، تلتقي هذه الطموحات مع مشروع أميركي طموح بعنوان «ستار جيت» لاستثمار 500 مليار دولار في بنية الذكاء الاصطناعي التحتية خلال أربع سنوات، بقيادة شركات مثل «أوراكل»، و«أوبن إيه آي»، و«سوفت بنك» التي تملك المملكة حصصا مؤثرة فيها.

هذه المقاربة المتوازية بين الرياض وواشنطن تُترجم إلى شراكة تقنية واقتصادية متصاعدة؛ فقد بلغت استثمارات الشركات الأمريكية في قطاع الذكاء الاصطناعي داخل المملكة نحو 3.9 مليار دولار حتى الآن، في حين أعلن «صندوق الاستثمارات العامة» عن تحالف مع «غوغل كلاود» لإنشاء مركز متكامل للذكاء الاصطناعي يُتوقع أن يُسهم بأكثر من 70 مليار دولار في الناتج المحلي السعودي خلال السنوات المقبلة.

في المقابل، وسّع الصندوق السيادي السعودي من حضوره داخل الأسواق الأمريكية، إذ ارتفعت ملكيته في الأسهم الأمريكية إلى نحو 26.7 مليار دولار في الربع الثالث من العام الماضي، في مؤشرات على تصاعد الثقة الاستثمارية والتوجه الاستراتيجي نحو القطاعات الحيوية داخل الاقتصاد الأمريكي.

تحالف رقمي وابتكار مشترك بين السعودية وأمريكا

تُعد الولايات المتحدة أكبر مصدر للاستثمار الأجنبي المباشر في السعودية، بحجم يقارب 54 مليار دولار، أي ما يعادل ربع إجمالي الاستثمارات الأجنبية في المملكة.

وفي المقابل، توسعت السعودية في ضخ استثماراتها داخل قطاعات أمريكية حيوية تشمل النفط، والبتروكيميائيات، والتقنيات الناشئة، لا سيما الذكاء الاصطناعي، والحوسبة السحابية، والأمن السيبراني.

وتُعد هذه الشراكة امتداداً لتحالف رقمي يتوسع بخطوات متسارعة؛ إذ كشفت «غروك» عن ضخ 1.5 مليار دولار في مركز بيانات ضخم مخصص لخدمات الاستدلال، فيما أعلنت «أوراكل» التزاماً مماثلاً لتوسيع حضورها في السوق السعودية.

كما رصدت «سيلزفورس» استثماراً بقيمة 500 مليون دولار، وخصصت «داتابريكس» نحو 300 مليون دولار لتطوير خدمات سحابية، في حين تستثمر «سامبا نوفا» 140 مليون دولار في البنية التحتية المتقدمة للذكاء الاصطناعي داخل المملكة.

رؤية استراتيجية وتوزيع أولويات

تتوزع أولويات السعودية في هذه المرحلة على خمس ركائز أساسية:

  • الذكاء الاصطناعي والتقنية: تطوير بنية تحتية معرفية وتقنية بالشراكة مع عمالقة وادي السيليكون، تشمل نماذج لغوية، وخدمات حوسبة سحابية، ومراكز بيانات متقدمة.

  • التعليم ونقل المعرفة: التركيز على بناء القدرات الوطنية عبر برامج تمكين الكفاءات في مجالات هندسة البيانات والبرمجة والروبوتات.

  • الأمن السيبراني والتحول الرقمي: تعزيز منظومة الحماية المعلوماتية ورفع كفاءة الخدمات الحكومية والاقتصادية من خلال التحول الرقمي الكامل.

  • الطاقة والتقنيات النظيفة: شراكات في مجال الطاقة النووية والتقنيات المتقدمة لتوليد الطاقة وتخزينها، بما يضمن استدامة التحول الطاقي.

  • الاستثمار في البنية التحتية الأمريكية: دعم مشاريع الذكاء الاصطناعي الأمريكية من خلال شراء حصص في شركات ريادية، ما يمنح المملكة نفوذاً في مستقبل الاقتصاد العالمي.

  • وتمثل الاستثمارات السعودية البالغة 600 مليار دولار في الولايات المتحدة خلال السنوات الأربع القادمة قفزة نوعية في العلاقات الاقتصادية بين البلدين، تتجاوز مجرد الأرقام إلى بناء تحالف استراتيجي يستند إلى التقنية والابتكار والمعرفة.

    ومن المتوقع أن تعلن الرياض وواشنطن عن حزمة جديدة من الاتفاقيات خلال زيارة مرتقبة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى العاصمة السعودية، لترسيخ هذا التحالف في قلب مستقبل الاقتصاد العالمي.