أعرب الرئيس اللبناني جوزيف عون عن ترحيبه بإعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عزمه رفع العقوبات المفروضة على سوريا، واصفًا هذه الخطوة بأنها "بادرة إيجابية" تصب في مصلحة الاستقرار الإقليمي.
وأوضح عون أن المبادرة تأتي في توقيت حساس تمر فيه المنطقة بمتغيرات سياسية وأمنية كبرى، مؤكدًا أن تخفيف العقوبات يمكن أن يسهم في تسريع وتيرة إعادة الإعمار في سوريا ويخفف من تبعات النزوح على الدول المجاورة، خاصة لبنان الذي يستضيف مئات الآلاف من اللاجئين السوريين.
ترامب يعلن من الرياض عزمه رفع العقوبات عن سوريا
جاء إعلان ترامب خلال كلمة ألقاها في منتدى الاستثمار السعودي الأمريكي بالعاصمة السعودية الرياض، حيث كشف عن نيته العمل على إلغاء العقوبات المفروضة على دمشق، بعد مشاورات أجراها مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.
وقال ترامب إنه يتطلع إلى "بداية جديدة" في العلاقات مع سوريا، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة ستكون مستعدة لاستخدام القوة لحماية شركائها، لكنها في الوقت نفسه تفضل خيار السلام والدبلوماسية، مضيفًا: "سأظل دائمًا منحازًا للسلم والشراكة على حساب الصراع".
تطبيع محتمل وخطوات تمهيدية من واشنطن
وفي خطوة لافتة على صعيد العلاقات الثنائية، كشف ترامب أن إدارته السابقة اتخذت أولى الخطوات باتجاه تطبيع العلاقات مع سوريا، مشيرًا إلى لقاء مرتقب بين السيناتور الأميركي ماركو روبيو ووزير الخارجية السوري الجديد في تركيا، ضمن مسار دبلوماسي يهدف إلى إنهاء العزلة السياسية المفروضة على دمشق.
وأعرب ترامب عن أمله في أن تتمكن الإدارة الأميركية الحالية من إتمام هذا المسار وتحقيق استقرار دائم في سوريا، قائلاً: "آن الأوان لأن تُمنح سوريا الفرصة لاستعادة عافيتها… وأتمنى لها الحظ الطيب".
دعوة للسلام والانخراط الإقليمي
وشدد ترامب في كلمته على أهمية أن يكون السلام أساس التعاملات الدولية، مؤكدًا أن الولايات المتحدة تسعى لـ"مد يد الصداقة والانخراط السلمي مع العالم"، داعيًا المجتمع الدولي إلى تجاوز الخلافات والتركيز على المصالح المشتركة التي تجمع بين الشعوب.
وأضاف أن "تحقيق الأمن والسلام في المنطقة سيقود إلى رخاء ملايين الناس حول العالم"، مؤكدًا أهمية الاستقرار في الشرق الأوسط لتحقيق تنمية شاملة ومستدامة.
لقاء مرتقب بين ترامب والرئيس السوري أحمد الشرع
في سياق متصل، نقلت وكالة "رويترز" عن مصدر في البيت الأبيض أن الرئيس الأميركي السابق سيلتقي يوم الأربعاء بالرئيس السوري أحمد الشرع، في إطار سعي الطرفين لتعزيز المسار التفاوضي وفتح صفحة جديدة في العلاقات.
ووفق ما أوردته صحيفة "ذا تايمز" البريطانية، فإن اللقاء سيضم أيضاً الرئيس الفلسطيني محمود عباس والرئيس اللبناني جوزيف عون، ما يعكس اهتماماً إقليمياً مشتركاً بتسوية القضايا العالقة، وعلى رأسها العقوبات والتعافي السوري.
ضغوط دبلوماسية لإنهاء العزلة الاقتصادية السورية
يسعى الرئيس السوري الجديد، بحسب المصادر الإعلامية، إلى استثمار هذه الفرصة الدبلوماسية للضغط من أجل رفع العقوبات الأميركية، والتي أسهمت في بقاء بلاده معزولة عن النظام المالي العالمي وأعاقت جهود التعافي الاقتصادي عقب حرب مدمرة استمرت 14 عاماً.
ويأتي هذا التحرك وسط دعوات متزايدة من دول الجوار، ومنها لبنان، لتخفيف الحصار الاقتصادي على دمشق لما له من تأثيرات مباشرة على المنطقة ككل، خاصة في ملف اللاجئين والعبء الاقتصادي.