تعوّل المملكة العربية السعودية على تعزيز شراكتها مع الولايات المتحدة في تطوير القطاع السياحي، لا سيما في مجال تأهيل وتدريب الكوادر البشرية، حيث كشفت الحكومة السعودية عن إرسال شباب سعوديين إلى الولايات المتحدة للاستفادة من أفضل البرامج التعليمية والتدريبية في هذا القطاع الحيوي، بحسب ما صرّح به وزير السياحة السعودي أحمد الخطيب.
تطوير القطاع السياحي في السعودية
وصف وزير السياحة السعودي في كلمته خلال منتدى الاستثمار السعودي-الأميركي الذي عُقد في العاصمة الرياض على هامش زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الولايات المتحدة بأنها الرائدة عالميًا في مجال السياحة والسفر، مشيدًا بنموذجها المعتمد على القطاع الخاص في تطوير السياحة، وهو ما تسعى المملكة لمحاكاته في رؤيتها المستقبلية.
أهداف طموحة للقطاع السياحي
أشار الوزير إلى أن المملكة تسعى لخلق نحو 1.6 مليون وظيفة في القطاع السياحي بحلول عام 2030، لافتًا إلى أن عدد العاملين المباشرين في القطاع بلغ 966.5 ألف موظف بنهاية عام 2023، مقارنةً بـ 683 ألف موظف في عام 2020.
ويشكّل السعوديون حوالي 25% من إجمالي العاملين، فيما بلغت نسبة النساء العاملات في السياحة 13% من إجمالي القوى العاملة في القطاع.
وأوضح الخطيب أن السعودية حققت تقدمًا ملحوظًا في مكانتها السياحية، لتصبح ضمن أكبر 10 دول في العالم جذبًا للزوار، مشيرًا إلى أن عملية تطوير القطاع السياحي بدأت فعليًا في عام 2019، وهو العام الذي استقبلت فيه البلاد 50 مليون زائر من الداخل والخارج.
وقد تضاعف هذا الرقم ليصل إلى 115 مليون زائر في عام 2023، بينهم 30 مليون زائر دولي، فيما تهدف المملكة إلى جذب 50 مليون زائر دولي بحلول عام 2030، وهو ما من شأنه أن يضعها ضمن الخمسة الكبار عالميًا كوجهة سياحية.
مستهدفات جديدة بعد تحقيق رؤية 2030 مبكرًا
كانت "رؤية السعودية 2030" قد حددت هدفًا أوليًا يتمثل في استقبال 100 مليون زائر محلي ودولي، غير أن المملكة تمكنت من تحقيق هذا الهدف قبل سبع سنوات من الموعد المستهدف، ما دفعها إلى رفع سقف الطموح إلى 150 مليون زائر خلال السنوات المقبلة.
نمو مساهمة السياحة في الاقتصاد الوطني
وبيّن الوزير أن مساهمة القطاع السياحي في الناتج المحلي الإجمالي كانت تبلغ 3% في عام 2019، وارتفعت إلى 5% حاليًا، مع توقعات بأن تصل إلى 10% بحلول عام 2030، موضحًا أن المملكة تتحرك بسرعة كبيرة لتحقيق هذه الأهداف، مضيفًا: "بحلول عام 2030، سيكون قطاع السياحة ثاني أكبر مساهم في اقتصاد المملكة بعد قطاع النفط".
استراتيجية قائمة على التسهيل والتوسع
لفت الخطيب إلى أن استراتيجية السعودية للنهوض بالسياحة تعتمد على عدة محاور، من أبرزها تسهيل إجراءات التأشيرات، حيث أصبح بإمكان مواطني 65 دولة الحصول على تأشيرة إلكترونية في فترة تتراوح بين دقيقتين و5 دقائق فقط، مما يسهم في جذب المزيد من الزوار الدوليين.
وأشار إلى جهود المملكة في توسيع شبكة الطيران المدني، عبر إطلاق شركات جديدة مثل طيران الرياض، وتوسيع قدرات شركات الطيران القائمة مثل الخطوط السعودية، موضحًا أن هذه الخطوة تهدف إلى رفع عدد الوجهات المباشرة المرتبطة بالمطارات السعودية إلى 250 وجهة حول العالم بحلول عام 2030، مقارنة بـ 170 وجهة حاليًا.