أكد الدكتور إبراهيم درويش، أستاذ الزراعة بجامعة المنوفية، أن زيادة أسعار اللحوم والزيوت النباتية، كما ورد في تقرير منظمة الأغذية والزراعة (الفاو)، تعود إلى عدة عوامل رئيسية تشمل نقص المعروض من هذه السلع في الأسواق العالمية نتيجة الجفاف والتصحر في بعض الدول الكبرى المنتجة مثل الولايات المتحدة والصين، بالإضافة إلى التوترات الجيوسياسية مثل الحرب بين روسيا وأوكرانيا، التي أثرت على استيراد بعض السلع.
وقال الدكتور درويش في مداخلة مع قناة إكسترا نيوز: "التقرير الشهري لمنظمة الفاو يعكس حالة من التضخم في أسعار اللحوم والزيوت، حيث شهدت الأسعار ارتفاعًا بنسبة 1.6% في الشهر الماضي، نتيجةً لزيادة الطلب وقلّة المعروض من هذه السلع الحيوية."
وأضاف أن هناك انخفاضًا ملحوظًا في أسعار بعض السلع الأخرى مثل الحبوب ومنتجات الألبان، مما ساعد في التخفيف من وطأة التضخم الجزئي، لكن في المجمل، أدى ذلك إلى زيادة الأسعار في السوق العالمية.
أسباب الطلب المرتفع من الصين وأمريكا:
وأشار الدكتور درويش إلى أن الصين و الولايات المتحدة هما من أكبر مستوردي اللحوم والزيوت في العالم، ما يعزز الطلب على هذه المنتجات. وأوضح أن "موجات الجفاف في البلدين تسببت في نقص الأبقار والأغنام، مما دفع هذه الدول إلى استيراد كميات أكبر لتلبية احتياجاتها."
هل هي دورة تضخمية؟
وعن إمكانية اعتبار الزيادة الحالية مؤشرًا على دورة تضخمية جديدة، قال الدكتور درويش: "إذا استمرت زيادة الطلب مع استمرار نقص المعروض، قد نشهد موجة تضخمية، خاصة إذا تأثرت سلاسل الإمداد العالمية أو إذا استمر الوضع لعدة أشهر. لكن إذا حدث تحسن في المعروض من السلع، فقد نرى انخفاضًا في الأسعار في الفترة المقبلة".
الآثار على الدول النامية:
وفيما يخص تأثير هذه الزيادات على الدول النامية، أكد درويش أن البلدان التي تعتمد على الاستيراد، مثل مصر، ستكون الأكثر تأثرًا.
وأوضح أن زيادة أسعار المواد الغذائية العالمية سترفع من فاتورة الاستيراد، مما سيؤدي إلى زيادة الضغوط على الموازنة العامة لهذه الدول، وبالتالي التأثير على المواطنين، خصوصًا الفئات محدودة الدخل.
مستقبل سلاسل الإمداد:
وفي الختام، قال الدكتور درويش: "تأثير التوترات الجيوسياسية وارتفاع أسعار الطاقة، بالإضافة إلى التغيرات المناخية، يساهم في اضطراب سلاسل الإمداد. لذلك يجب على الدول التنويع في مصادر استيرادها للحد من تأثير هذه الأزمات."