بات لدى بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي سبب إضافي للتريث في اتخاذ أي خطوات نحو خفض أسعار الفائدة، وذلك عقب قرار الولايات المتحدة والصين تأجيل تطبيق الرسوم الجمركية العقابية ضمن النزاع التجاري القائم بينهما، وهو ما قلص من احتمالات تعرض الاقتصاد الأمريكي لتباطؤ قد يدفع المركزي الأمريكي للتدخل عبر تقليص تكاليف الاقتراض.
أسعار الفائدة الفيدرالية
أدى هذا التحول في السياسة التجارية إلى ارتفاع عوائد السندات الأمريكية، بينما أشارت العقود الآجلة للأسهم إلى اتجاه صعودي في الأسواق، وقد انعكست هذه التطورات مباشرة على تسعير أدوات المشتقات المرتبطة بسعر الفائدة القياسي لبنك الاحتياطي الفيدرالي، حيث قام المتداولون بتأجيل توقعاتهم لخفض الفائدة الأول إلى سبتمبر المقبل، ولم يعودوا يتوقعون سوى خفض واحد بمقدار نصف نقطة مئوية حتى نهاية العام.
في السياق ذاته، ساهم ارتفاع الدولار الأمريكي بعد الإعلان عن تأجيل الرسوم في تخفيف الضغوط التضخمية، ما قد يُسهم في تقليص حاجة الفيدرالي إلى التدخل السريع، خاصة إذا بقيت العوامل الأخرى على حالها.
وكان مجلس الاحتياطي الفيدرالي قد قرر في اجتماعه الأخير الإبقاء على نطاق أسعار الفائدة قصيرة الأجل عند مستوى يتراوح بين 4.25% و4.50%، مؤكدًا في تصريحات لرئيسه جيروم باول أنه لا توجد حتى الآن إشارات كافية على أن التعريفات الجمركية تُحدث تباطؤًا في سوق العمل، في حين يواصل معدل التضخم تجاوز مستهدف البنك البالغ 2%، وهو ما يجعل من المناسب حاليًا التمسك بالسياسة النقدية الحالية حتى تتضح الرؤية بشكل أكبر.
مستقبل أسعار الفائدة الأمريكية 2025
قبل هذا التطور التجاري، كانت الأسواق تتوقع أن يبدأ الفيدرالي خفض أسعار الفائدة في يوليو، مع تسعير ثلاث خفضات متتالية بمقدار ربع نقطة مئوية خلال العام الجاري، استنادًا إلى تداولات العقود الآجلة المرتبطة بسعر الفائدة، لكن إعلان واشنطن وبكين عن اتفاق مبدئي لخفض الرسوم الجمركية وتأجيل زياداتها لمدة 90 يومًا أثناء السعي للتوصل إلى اتفاق أوسع أعاد رسم هذه التوقعات.
وفي هذا السياق، أشار محللون لدى بنك "سيتي" إلى أن قرار الولايات المتحدة خفض الرسوم على الواردات الصينية إلى 30% بعد أن وصلت إلى 145% يمثل "خفضًا كبيرًا في مخاطر نقص الإمدادات وارتفاع التضخم".
وأضافوا: "أصبح بإمكان الاحتياطي الفيدرالي الآن أن يتحلى بدرجة أكبر من الصبر والهدوء"، في ما يتعلق بإجراءات السياسة النقدية خلال الفترة المقبلة.