هنو عن إغلاق قصور الثقافة بالمحافظات: ليست بيوتا.. "دي شقق صغيرة"


الاثنين 12 مايو 2025 | 12:26 صباحاً
الدكتور أحمد فؤاد هَنو وزير الثقافة
الدكتور أحمد فؤاد هَنو وزير الثقافة
علي الشيمي

علّق الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، على الجدل الذي أثير مؤخرًا حول إغلاق عدد من بيوت الثقافة في بعض المحافظات، مؤكدًا أن ما يُثار لا يعكس حقيقة ما يجري. 

وقال الوزير: "لا يوجد أي قصر ثقافة سيتم إغلاقه، ولن يُغلق أي مكان تنويري أو تثقيفي، بل إننا نعمل على إعادة تنسيق أوضاع البيوت الثقافية لضمان تقديم محتوى فعّال".

وزير الثقافة: ليست قصورا بل شقق صغيرة

أوضح خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامية لميس الحديدي في برنامج "كلمة أخيرة" عبر قناة ON، أن البيوت الثقافية محل النقاش ليست قصورًا، بل شقق صغيرة بمساحات تبدأ من 20 مترًا ولا تتجاوز 80 مترًا، معظمها لا يقدّم أي نشاط ثقافي يُذكر، بل تضم عددًا كبيرًا من الموظفين غير المتواجدين فعليًا.

وأشار إلى أن هذه البيوت مغلقة في أغلب الأوقات بناءً على زيارات ميدانية متكررة، مؤكدا أن ما يتم حاليا هو دمج الأنشطة وتوجيهها إلى قصور الثقافة الفعّالة الموجودة في نفس الإقليم أو المحافظة، لتقديم خدمات متكاملة وذات تأثير حقيقي.

وعند سؤال لميس الحديدي: "هل المراجعة تتم على 120 قصرًا من أصل 600؟"، أجاب الوزير بأن المراجعة لا تشمل القصور، بل البيوت، التي هي شقق صغيرة لا تتوافر فيها مقومات العمل الثقافي المؤثر. 

التأثير هو معيارنا الأول

وردًا على إمكانية الاستفادة من تلك الشقق في القرى، أوضح الوزير أن المعيار الأساسي هو التأثير، فإذا أثبت المكان قدرته على جذب الجمهور وتقديم رسالة تثقيفية، فلن يُغلق، أما الأماكن التي تفتقر لهذا التأثير، فيُعاد النظر في استمرارها.

وأشار الوزير إلى أن الهدف من الإجراءات ليس خفض النفقات، بل تركيز الفعل الثقافي في نقاط إشعاع حقيقية وقادرة على التواصل والتأثير، من خلال قصور ثقافة مركزية. 

كما لفت إلى أن الوزارة تتحرك في أكثر من اتجاه لتعويض غياب بعض المواقع، من خلال اتفاقات شراكة مع وزارات التعليم العالي، والتربية والتعليم، والتضامن الاجتماعي، والشباب والرياضة، لضمان إيصال الأنشطة الثقافية إلى المجتمعات المحلية. 

وأكد أن المكتبات المتنقلة والمسارح المتنقلة أصبحت أكثر فاعلية وتأثيرًا من تلك الشقق التي تفتقر للحياة الثقافية.

قصور الثقافة لم تعد تؤدي دورها القديم بالشكل المطلوب

واتفق الوزير مع لميس الحديدي على أن قصور الثقافة لم تعد تقوم بدورها القديم بالشكل المطلوب، وأن الأمر يتطلب مراجعة شاملة وتنسيقًا أفضل، لضمان استعادة الفعل الثقافي مكانته في بناء الإنسان والهوية، مشددًا: "الأمر ليس سهلًا، ويتطلب محركًا ثقافيًا مؤهلاً وواعيًا بالرسالة التي يؤديها".

واختتم الوزير تصريحه بالتأكيد على أن الوزارة تجري دراسات دقيقة على ما يقرب من 100 إلى 120 شقة لا ترقى إلى مستوى البيت الثقافي الحقيقي، بهدف تطوير بعضها وإعادة النظر في أخرى، بما يخدم الهدف الأشمل: ثقافة قادرة على التأثير الحقيقي في وجدان ووعي المجتمع.