من المقرر أن يلتقي وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت وكبير المفاوضين التجاريين جاميسون جرير، بالقيصر الاقتصادي الصيني هي ليفينج، في مدينة جنيف السويسرية يوم السبت المقبل، في محاولة جديدة لكسر الجمود في النزاع التجاري المتصاعد بين أكبر اقتصادين في العالم.
جاء الإعلان عن الاجتماع في وقت متأخر من يوم أمس الثلاثاء، ما دفع العقود الآجلة لمؤشرات الأسهم الأمريكية للارتفاع، في حين تفاعلت الأسواق الآسيوية، وخاصة في الصين وهونج كونج، بإيجابية يوم الأربعاء، وفقًا لرويترز.
حرب الرسوم الجمركية
تأتي هذه المحادثات بعد أسابيع من التصعيد الحاد في الحرب التجارية، حيث وصلت التعريفات الجمركية المتبادلة إلى مستويات وصفت بأنها توازي حظرًا تجاريًا، وفقًا لتصريحات بيسنت، الذي شدد على أهمية خفض التصعيد كخطوة أولى نحو الحل.
ويُتوقع أن تتناول المحادثات ملفات حساسة، أبرزها خفض الرسوم الجمركية على بعض المنتجات، وضوابط التصدير الأمريكية، وقرار واشنطن الأخير بإلغاء الإعفاءات عن الواردات منخفضة القيمة.
في المقابل، أصدرت وزارة التجارة الصينية بيانًا أكدت فيه الموافقة على المشاركة في الحوار، لكنها أبدت تحذيرًا ضمنيًا بأن أي محاولة من واشنطن لاستغلال المحادثات كغطاء للمزيد من الضغوط أو "الابتزاز" ستقابل برفض قاطع.
وتعد هذه أول محادثات رفيعة المستوى بين الطرفين منذ لقاء رئيس مجلس الدولة الصيني لي تشيانج بالسيناتور الأمريكي ستيف داينز في مارس الماضي.
من جهة أخرى، تسعى بكين إلى حماية اقتصادها من تداعيات النزاع، حيث أعلنت عن أول خفض في متطلبات الاحتياطي النقدي للبنوك خلال عام 2025، إلى جانب إجراءات تحفيزية أخرى، وذلك وسط توقعات بتباطؤ في النمو قد يفقد الاقتصاد الصيني ملايين الوظائف.
رسالة المحادثات الأمريكية الصينية
في هذا السياق، أشار كريستوفر بيدور، نائب مدير الأبحاث الصينية في "جافيكال دراجونوميكس"، إلى أن هذه الإجراءات تحمل رسالة سياسية واضحة إلى واشنطن، مفادها أن بكين ليست في وضع ضعف.
وتشهد إدارة ترامب سلسلة من المفاوضات مع 17 شريكًا تجاريًا في محاولة لتقليل الاعتماد على الصين، وتجنب المزيد من الاضطرابات في سلاسل التوريد العالمية، وعلى الرغم من الرسوم الجمركية المرتفعة، فإن العجز التجاري الأمريكي مع الصين سجل تراجعًا كبيرًا، نتيجة لانخفاض واردات البضائع الصينية.