بعد موجة تراجع قوية دفعت الدولار إلى أدنى مستوياته منذ ديسمبر 2023، يبدو أن هناك بارقة أمل للمستثمرين الذين يتطلعون إلى فترة استقرار أو حتى ارتداد للعملة الأميركية؛ ففي خضم المخاوف من تهديدات الرئيس ترمب بشأن رئيس الفيدرالي وخطر الركود، تشير المؤشرات الفنية وتمركزات السوق إلى احتمالية وجود قدر كبير من المراهنات على انخفاض الدولار، الأمر الذي قد يفتح الباب لتعافٍ قادم.
كين تشيونغ من "ميزوهو بنك" يرى أن "الدولار في طريقه إلى الارتفاع مجددًا"، مشيرًا إلى أن "مراكز البيع الكثيرة، والعوامل الفنية، وفروق العائدات الحقيقية" تدعم هذا الاحتمال.
انخفاض مبالغًا فيه
بدوره، يوضح مؤشر القوة النسبية لمؤشر "بلومبرغ" للدولار الفوري، الذي انخفض إلى أدنى مستوياته منذ عام 2020، أن الانخفاض الحالي للعملة الخضراء قد يكون مبالغًا فيه، مستشهدًا بتجربة مماثلة في يوليو 2023 سبقت ارتفاعًا للدولار.
كما يعزز هذا التوقع ارتفاع صافي مراكز بيع المضاربين على الدولار إلى أعلى مستوى منذ أكتوبر، وفقًا لبيانات لجنة تداول السلع الآجلة.
كريستوفر وونغ من "أوفر سي تشاينيز بانكينغ"، يحذّر من أن "موجة بيع الدولار قد تكون مبالغًا فيها"، مشددًا على أن "الرهان على انخفاض الدولار أصبح اتجاهًا سائدًا في السوق، ما يستدعي قدرًا من الحذر".
استمرار الإقبال على سندات الخزانة
وعلى صعيد آخر، تشير بيانات الاحتياطي الفيدرالي إلى استمرار الإقبال على سندات الخزانة من قبل البنوك المركزية الأجنبية، مما قد يوفر دعمًا إضافيًا للدولار. بالإضافة إلى ذلك، لا يزال الدولار يوفر عائدًا حقيقيًا أعلى مقارنة بالعملات الرئيسية الأخرى.
ورغم هذه المؤشرات الإيجابية، لا يزال الدولار يواجه صعوبات في الحفاظ على مكاسبه على المدى القصير، مما يجعله في وضع ترقب حذر في الأسواق.