كييف تسرّع اتفاق المعادن مع واشنطن وسط تطلعات لدعم أكبر


الجمعة 18 ابريل 2025 | 10:45 صباحاً
المعادن في أوكرانيا
المعادن في أوكرانيا
محمد عاشور

أعلنت الحكومة الأوكرانية، اليوم الجمعة، أنها تهدف إلى استكمال المحادثات مع الولايات المتحدة بشأن اتفاق استراتيجي لاستغلال الموارد المعدنية في أوكرانيا، وذلك بحلول نهاية الأسبوع المقبل، ويُتوقع أن يسهم هذا الاتفاق، الذي لا تزال تفاصيله قيد التفاوض، في تعزيز الدعم الأمريكي لكييف في حربها المستمرة ضد روسيا، خاصة مع ما تحمله هذه الصفقة من أبعاد اقتصادية وسياسية.

وعلى الرغم من أن شروط الاتفاق النهائي لم تُحسم بعد، إلا أن واشنطن أشارت إلى أنها تتوقع امتيازات في الوصول إلى الموارد الطبيعية لأوكرانيا، كجزء من سداد الدعم العسكري الأمريكي المقدم لكييف خلال السنوات الثلاث الماضية، وفقًا لرويترز.

اتفاق المعادن بين أوكرانيا وأمريكا

في وقت متأخر من مساء أمس الخميس، وقّعت الحكومتان الأمريكية والأوكرانية مذكرة نوايا تعكس التزام الطرفين بالسير نحو إنهاء صفقة المعادن، وهو ما يُعد خطوة لافتة نحو ترميم العلاقات الثنائية التي شهدت توترًا في فبراير الماضي، عندما تحوّل اجتماع المكتب البيضاوي بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى مواجهة كلامية حادة.

وبحسب ما ورد في نص المذكرة، التي نُشرت اليوم من قِبل الحكومة الأوكرانية، فإن الجانبين يطمحان إلى إنهاء المناقشات بحلول 26 أبريل الجاري، مع التوقيع على الاتفاقية بعد ذلك بفترة وجيزة، ومن المقرر أن يتوجه رئيس الوزراء الأوكراني دينيس شميهال، إلى واشنطن مطلع الأسبوع المقبل لعقد اجتماعات رفيعة المستوى مع وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت، من أجل الدفع بالصفقة إلى مراحلها النهائية.

من جهتها، عبّرت يوليا سفيريدينكو، النائب الأول لرئيس الوزراء ووزيرة الاقتصاد الأوكرانية، عن سعادتها بتوقيع مذكرة النوايا، واصفة إياها بأنها دليل على العمل البنّاء المشترك بين فرق البلدين، ونية جادة لإنجاز اتفاقية مفيدة للشعبين.

وأشارت الوثيقة إلى أن الاتفاق يمهد لإنشاء شراكة اقتصادية طويلة الأمد، تشمل أيضًا تأسيس صندوق استثمار مشترك لإعادة إعمار أوكرانيا، رغم غياب أي تفاصيل دقيقة حول بنود الوصول الأمريكي إلى الموارد أو حجم الإيرادات المحتملة.

الدعم الأمريكي لأوكرانيا

رغم ذلك، انتقد ترامب، الدعم المالي الكبير الذي قدّمه سلفه جو بايدن لأوكرانيا، واصفًا إياه بـ"الصفقة السيئة" للولايات المتحدة، مشيرًا إلى رغبته في تعزيز العلاقات مع روسيا، التي تواصل احتلالها لقرابة 20% من الأراضي الأوكرانية منذ غزوها عام 2022.

وأكد وزير الخزانة الأمريكي، أن العمل لا يزال جاريًا على التفاصيل، مرجّحًا أن يتم توقيع الاتفاق بحلول الجمعة المقبل.

مسودة صفقة المعادن

تنص مسودة صفقة المعادن، التي كانت قيد النقاش مطلع الشهر الجاري، على منح الولايات المتحدة حق الوصول التفضيلي إلى الرواسب المعدنية الأوكرانية، مع التزام كييف بإيداع عائدات استغلال هذه الموارد من قبل شركاتها العامة والخاصة في صندوق استثماري مشترك.

كما تشمل الصفقة المحتملة البنية التحتية لنقل الغاز الطبيعي، إلا أن الاتفاق لا يشمل أي ضمانات أمنية مباشرة من قبل الولايات المتحدة، وهو مطلب أساسي من الجانب الأوكراني في ظل استمرار العمليات العسكرية الروسية، وفقًا لمصدر مطلع على المحادثات.

يُشار إلى أن أوكرانيا تمتلك ثروات معدنية هائلة تشمل الجرافيت، والليثيوم، والتيتانيوم، واليورانيوم، بالإضافة إلى العناصر الأرضية النادرة التي تُستخدم على نطاق واسع في الصناعات التكنولوجية الحديثة.

وكان الاتفاق السابق حول التعاون في هذا المجال جاهزًا للتوقيع في فبراير، لكنه تأجّل بعد الخلاف الحاد بين الرئيسين خلال لقائهما في واشنطن، ما أدى حينها إلى تجميد مؤقت لتبادل المعلومات الاستخباراتية بين البلدين.

وفي أعقاب ذلك، سعت كييف إلى إعادة بناء الثقة مع واشنطن، مستأنفة المفاوضات حول سبل التعاون في استغلال الموارد الطبيعية، على أمل أن يشكّل هذا الاتفاق خطوة مفصلية في إعادة توجيه العلاقة الاستراتيجية بين الجانبين، خصوصًا في ظل تصاعد التحديات الأمنية والاقتصادية في الداخل الأوكراني.