ردا على تعريفة ترامب الجمركية.. قائمة انتقامية أوروبية واسعة النطاق من "خيوط تنظيف الأسنان إلى الألماس"


الاحد 06 ابريل 2025 | 06:56 مساءً
ردا على تعريفة ترامب الجمركية.. قائمة انتقامية أوروبية واسعة النطاق
ردا على تعريفة ترامب الجمركية.. قائمة انتقامية أوروبية واسعة النطاق
وكالات

في خطوة تعكس رغبة قوية في الحفاظ على وحدة الصف الأوروبي، تستعد دول الاتحاد الأوروبي للرد على التعريفة الجمركية التي فرضها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وذلك من خلال الموافقة على حزمة أولى من الرسوم المضادة التي قد تطال واردات أميركية بقيمة تصل إلى 28 مليار دولار، تشمل مجموعة واسعة من السلع من خيوط تنظيف الأسنان إلى الألماس.

ويأتي هذا التحرك الأوروبي في وقت تتزايد فيه المخاوف من تصاعد التوترات التجارية إلى مستوى حرب اقتصادية عالمية قد تؤدي إلى رفع أسعار السلع على المستهلكين في مختلف أنحاء العالم، وتُهدد بإدخال الاقتصاد العالمي في حالة ركود ممتدة.

قائمة انتقامية أوروبية واسعة النطاق

ستقترح المفوضية الأوروبية، الجهة المسؤولة عن تنسيق السياسات التجارية في التكتل، على الدول الأعضاء قائمة من المنتجات الأميركية التي ستُفرض عليها رسوم إضافية، وذلك ردًا على الرسوم المفروضة من جانب واشنطن على الصلب والألمنيوم، دون التوجه في هذه المرحلة إلى تطبيق رسوم شاملة على معظم السلع.

وتشمل القائمة المنتظرة سلعًا متنوعة مثل اللحوم والحبوب والنبيذ والخشب والملابس، بالإضافة إلى سلع استهلاكية مثل العلكة وخيط تنظيف الأسنان والمكانس الكهربائية وورق التواليت.

لكن منتجًا واحدًا أثار خلافًا داخليًا في الاتحاد الأوروبي وهو مشروب البوربون "مشروب كحولي أمريكي"، الذي تخطط المفوضية لفرض رسم جمركي بنسبة 50% عليه، ما دفع ترامب إلى التهديد بفرض تعريفة مضادة بنسبة 200% على المشروبات الكحولية الأوروبية، مما يزيد من تعقيد المشهد.

اختلاف في المواقف داخل التكتل الأوروبي

رغم التوجه نحو موقف موحد، فإن المواقف بين الدول الأعضاء ليست متطابقة. ففرنسا، على سبيل المثال، تدعو إلى استراتيجية أشمل من مجرد فرض رسوم، ويقترح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون تعليق الاستثمارات الأوروبية في الولايات المتحدة حتى اتضاح الرؤية التجارية.

في المقابل، تطالب أيرلندا، التي تعتمد بشكل كبير على التصدير إلى السوق الأميركية، بتحرك "مدروس ومتوازن"، بينما تتساءل إيطاليا، ثالث أكبر مصدر أوروبي إلى الولايات المتحدة، عما إذا كان ينبغي الرد أصلًا.

ويقول أحد الدبلوماسيين الأوروبيين: "علينا تحقيق توازن دقيق، فالإجراءات يجب ألا تكون ضعيفة بحيث لا تدفع الولايات المتحدة للتفاوض، ولا قوية بما يكفي لتصعيد الصراع".

اجتماعات أوروبية مكثفة وتحركات سياسية منتظرة

تستضيف لوكسمبورغ أول اجتماع سياسي على مستوى الاتحاد منذ إعلان ترامب عن تعريفته الأخيرة، حيث يجتمع وزراء التجارة من الدول الـ27 لتبادل الرؤى بشأن سبل الرد. وتهدف هذه الاجتماعات إلى الخروج برسالة موحدة تؤكد على رغبة أوروبا في التفاوض، لكنها مستعدة لاتخاذ إجراءات مضادة إذا لم تجد هذه الرغبة آذانًا صاغية في واشنطن.

ومن المنتظر أن تُعرض إجراءات الرد الأوروبية على التصويت يوم الأربعاء، مع احتمال دخولها حيز التنفيذ على مرحلتين: الأولى في 15 أبريل، والثانية بعد شهر من ذلك.

في السياق ذاته، ستعقد رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين اجتماعات منفصلة مع رؤساء كبرى الشركات في قطاعات الصلب والسيارات والأدوية لتقييم تأثير الرسوم الأميركية، وبحث خيارات التصعيد المقبلة.

خلافات عميقة ومخاوف اقتصادية حقيقية

تغطي تعريفة ترامب الجديدة نحو 70% من صادرات الاتحاد الأوروبي إلى الولايات المتحدة، والتي بلغت قيمتها 532 مليار يورو خلال العام الماضي. ومن المتوقع أن تشمل الإجراءات الأميركية المستقبلية قطاعات استراتيجية مثل النحاس، والأدوية، وأشباه الموصلات، والأخشاب.

ويصف ماروس شيفشوفيتش، كبير مفاوضي التجارة في الاتحاد الأوروبي، محادثاته الأخيرة مع الجانب الأميركي بأنها كانت "صريحة"، مضيفًا أن الرسوم الأميركية "ضارة وغير مبررة".