ثورة الطاقة النظيفة في الريف المصري.. الغاز الحيوي يحول المخلفات إلى كنز مستدام

تشهد بعض مناطق الريف المصري تزايدًا ملحوظًا في الاهتمام بوحدات إنتاج الغاز الحيوي المنزلي باعتبارها حلاً اقتصاديًا ومستدامًا للأسر والمزارعين، وتعتمد هذه الفكرة على وحدات حيوية تعمل على معالجة مخلفات الماشية لإنتاج غاز الميثان، مما يوفر مصدرًا نظيفًا للطاقة بجانب إنتاج سماد عضوي عالي الجودة يقلل من الاعتماد على الأسمدة الكيميائية التقليدية.

وحدات إنتاج الغاز الحيوي المنزلي

تُقدّر تكلفة إنشاء وحدة إنتاج الغاز الحيوي منزليًا بين 40 و50 ألف جنيه، بطاقة إنتاجية يومية تتراوح بين 2 إلى 3 أمتار مكعبة من الغاز، أي ما يعادل حوالي 60 مترًا مكعبًا شهريًا، وهو ما يُغطي احتياجات أسرتين من أسطوانات غاز البوتاجاز شهريًا، وفقًا لتقرير "العربية Business".

وبحسب المصادر، يستلزم تشغيل الوحدة ما بين بقرتين إلى ثلاث أبقار، حيث ينتج كل رأس ماشية ما يقارب 45 إلى 50 كجم من الروث يوميًا، ويتم خلط هذه الكمية بكمية مماثلة من المياه قبل تقليبها داخل وحدة المعالجة المخصصة، ليبدأ بعدها إنتاج الغاز الحيوي.

كم توفر وحدة إنتاج الغاز الحيوي المنزلي؟

أكدت المصادر، أن هذه الوحدات لا تحتاج إلى صيانة دورية معقدة، إنما فقط إلى بعض الإجراءات البسيطة التي يمكن لصاحب الوحدة تنفيذها بنفسه بسهولة وبتكلفة منخفضة، مشيرين إلى أن الوحدة تُناسب الاستخدام المنزلي، حيث يمكن ربطها بمطبخ الأسرة عبر أنبوب مباشر لا يزيد عن 35 مترًا.

وتابعت: وتوفر الوحدة ما يعادل أسطوانتي بوتاجاز شهريًا، وهو ما يكفي احتياجات أسرة متوسطة مكونة من خمسة أفراد، وتُستخدم الوحدة أيضًا في تشغيل أفران الخبز ذات الاستهلاك العالي للوقود.

وأوضحت المصادر، أن استرداد تكلفة إنشاء الوحدة يتطلب نحو أربع سنوات، مما يجعلها استثمارًا طويل الأمد، كما تُتاح للمواطنين فرص الحصول على منح وقروض ميسرة لهذا المشروع من خلال التقديم عبر الجمعيات الزراعية، وأن هذه الخطوة تعمل على تعزيز استخدام الطاقة النظيفة وتخفيف الأعباء المالية على الأسر والمزارعين.

وأضافت أن من يرغب في إنشاء وحدة الغاز الحيوي يمكنه تقديم طلب للجمعية الزراعية أو التعاونية التابعة له، وتتولى هذه الجمعيات التنسيق مع مؤسسة الطاقة الحيوية غير الربحية، التي يرأس مجلس أمنائها وزيرة البيئة، لإنشاء الوحدة وتقديم الدعم المنح والقروض الميسرة المطلوبة للتنفيذ.