عائلات سوروس وسليم تضخ مليارات الدولارات في النفط الصخري الأميركي.. ما السر وراء العودة للطاقة التقليدية؟


السبت 15 فبراير 2025 | 02:47 مساءً
عائلات سوروس وسليم تضخ مليارات الدولارات في النفط الصخري الأميركي
عائلات سوروس وسليم تضخ مليارات الدولارات في النفط الصخري الأميركي
العقارية

في خطوة غير تقليدية داخل قطاع النفط الأميركي، بدأت مكاتب إدارة ثروات بعض أغنى العائلات في العالم، مثل عائلة الملياردير جورج سوروس ورجل الأعمال المكسيكي كارلوس سليم، توجيه استثماراتها نحو قطاع النفط الصخري الأميركي، في تحول لافت عن التوجه السائد نحو الطاقة النظيفة.

استثمارات ضخمة من مكاتب العائلات الثرية

وفقًا لتقديرات شركة الخدمات المالية "ستيفنز" (Stephens)، ضخت مكاتب العائلات نحو 15 مليار دولار في قطاع النفط الصخري الأميركي، مما يجعلها لاعبًا مؤثرًا في دعم استمرار الإنتاج النفطي بأكبر سوق للطاقة عالميًا.

دوافع التحول نحو النفط الصخري

جاء هذا الاهتمام المتزايد بعد استقرار نسبي في عوائد قطاع النفط، مقارنة بالاضطرابات السابقة بين الطفرات والانهيارات. كما أن انسحاب بعض صناديق الاستثمار الخاصة، التي اتجهت نحو قطاع الطاقة المتجددة، خلق فراغًا استغلته العائلات الثرية لضخ أموالها في النفط.

أسماء بارزة وراء هذه الاستثمارات

شهد القطاع دخول أسماء لامعة مثل:

جورج سوروس: زاد مكتبه الاستثماري مخصصاته في أسهم شركات مثل "ماغنوليا أويل آند غاز" و"هس ميدستريم"، بأكثر من 30 مليون دولار خلال الربع الثالث من العام.

كارلوس سليم: عززت شركة إدارة أمواله حصتها في "بي بي إف إنرجي" و"تالوس إنرجي"، المتخصصة بالإنتاج البحري.

عائلة هاسلام: دخلت العائلة، صاحبة سلسلة "بايلوت فلايينغ جيه"، في تحالف استثماري لشراء شركة "بيور ويست إنرجي" مقابل 1.8 مليار دولار عام 2023.

عائلة هانت: عبر مكتب "إيه جي هيل بارتنرز"، عززت من حضورها في القطاع، مستفيدة من تاريخها الطويل في صناعة النفط.

النفط الصخري يجذب الاستثمارات العائلية

يقول "ويلفورد تابور"، المدير الإداري في "إتش إف كابيتال"، إن قطاع النفط بات يوفر فرصًا استثمارية مميزة للعائلات. وأضاف خلال مؤتمر في هيوستن: "إذا كنت مرتاحًا لهذا الاستثمار، وعائلتي مرتاحة له، فلنمضِ قدمًا فيه."

وفي السياق ذاته، أكد "مات غالاغر"، الرئيس التنفيذي لشركة "غرين لايك إنرجي"، أن شركته تتلقى تمويلًا من 6 مكاتب عائلية لدعم عملياتها في حوض "بيرميان" في تكساس، مع وجود مفاوضات مع 5 مكاتب أخرى.

ارتفاع عوائد النفط يعزز جاذبية القطاع

تشير بيانات "إس آند بي 500 إنرجي" إلى أن عائد قطاع الطاقة بلغ 9.6%، متفوقًا على متوسط المؤشر العام البالغ 7.8%. وارتفعت العوائد بعد الجائحة، نتيجة خفض الشركات تكاليف الإنتاج، والاتجاه لتوزيع الأرباح بدلاً من الإنفاق المفرط على التوسع.

انسحاب صناديق الاستثمار وظهور البدائل

شهدت السنوات الأخيرة تخارجًا تدريجيًا لصناديق الاستثمار الخاصة مثل "بلاكستون" و"أبولو غلوبال"، مع انخفاض رؤوس أموال صناديق الطاقة من 21 مليار دولار سنويًا (2010-2019) إلى 6 مليارات دولار فقط. في المقابل، تضاعفت ثروات كبار العائلات عالميًا لتبلغ 9.7 تريليون دولار في 2024، ما شجعهم على دخول قطاعات استثمارية جديدة.

المكاتب العائلية.. مستثمر طويل الأجل

بعكس صناديق الاستثمار، تميل مكاتب العائلات إلى الاحتفاظ باستثماراتها لفترات طويلة، ما يتناسب مع المرحلة الحالية لقطاع النفط الصخري، الذي يبحث عن تمويل مستدام لتعزيز الإنتاج بعد استغلال أفضل المناطق.

عمليات استحواذ وصفقات مليارية

ساهمت مكاتب العائلات في تمويل صفقات ضخمة، من بينها استحواذ "تايلووتر كابيتال" على "فيرداد ريسورسز" بأكثر من 900 مليون دولار، بتمويل تحالفي من مكاتب عدة. كما دعمت "إسبيرانزا كابيتال" استحواذات في خليج المكسيك بالتعاون مع "كوكرل إنترستس"، إحدى أعرق العائلات النفطية.

مخاطر محتملة رغم تفاؤل المستثمرين

رغم التفاؤل بالعوائد، تظل تقلبات أسعار النفط والغاز مصدر خطر. ويلجأ بعض المستثمرين إلى أدوات التحوط لحماية استثماراتهم، وفقًا لمات غالاغر، الذي يشجع المكاتب العائلية الجديدة على استخدام هذه الأدوات لضمان الاستقرار.

مستقبل استثمارات العائلات في النفط

بحسب "ستيفنز"، تمثل مكاتب العائلات نحو 12% من إجمالي تمويل قطاع النفط الصخري في 2025، مقارنة بـ7% قبل سنوات. ويؤكد "كيث بيرينز"، رئيس الاستثمار في الطاقة لدى "ستيفنز"، أن المكاتب العائلية أصبحت لاعبًا حقيقيًا في السوق، قائلاً: "إنهم يستثمرون الآن، وليس مجرد تفكير مستقبلي."