يشهد ملف سد النهضة الإثيوبي تطورات متسارعة، ومؤخرًا ارتفع منسوب النيلين في السودان بشكل ملحوظ بالتزامن مع استمرار إثيوبيا في فتح بوابات مفيض السد، هذه التطورات تؤكد أهمية التوصل إلى اتفاق عادل وملزم قانوناً يضمن حقوق الدول الثلاث (مصر والسودان وإثيوبيا) في الموارد المائية المشتركة.
أزمة سد النهضة الإثيوبي
تؤكد الأحداث الأخيرة المتعلقة بارتفاع منسوب النيلين في السودان واستمرار فتح بوابات سد النهضة على الآثار السلبية لهذه الأزمة على الأمن المائي والغذائي في المنطقة، فالسودان، الذي يعاني أصلاً من تحديات في مجال إدارة المياه، يواجه الآن خطر الفيضانات وتآكل الأراضي الزراعية، مما يهدد سبل عيش الملايين.
وتتطلب الأزمة المتصاعدة حول سد النهضة، حواراً بناءً بين الدول الثلاث بهدف التوصل إلى حلول عادلة ومستدامة، فارتفاع منسوب النيلين في السودان رغم استمرار فتح بوابات السد، يسلط الضوء على الحاجة الملحة لإيجاد آلية مشتركة لإدارة الموارد المائية، تحفظ حقوق الجميع وتضمن التعاون الإقليمي.
ارتفاع منسوب النيلين في السودان
بدوره، كشف الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة، تطورات ملف سد النهضة الإثيوبي، مشيرًا إلى ارتفاع منسوب النيلين في السودان مع استمرار فتح بوابات مفيض سد النهضة.
وقال أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية عبر صفحته الرسمية على «فيسبوك»: «مع استمرار فتح بوابات المفيض العلوية فى سد النهضة لتمرير كامل الفيضان بمعدل حوالى 300 مليون م3/يوم تنخفض تدريجيا بنهاية الشهر إلى 120 مليون م3/يوم، يواصل النيل الأزرق ارتفاعه عند الخرطوم مع زيادة فيضان النيل الأبيض بعد فتح بوابات مفيض سد النهضة فى 5 سبتمبر بأيام قليلة نظرا لارتفاع منسوب النيل الرئيسي عند الخرطوم، مع استمرار ضخ المياه من السدود السودانية في اتجاه السد العالي».
وأضاف: «مخزون سد النهضة ثابت حتى 30 سبتمبر 2024 منذ فتح بوابات المفيض 5 سبتمبر عند حوالى 60 مليار م3، ومنسوب حوالى 638 متر فوق سطح البحر».
ارتفاع منسوب النيلين في السودان
4 زلازل تضرب منطقة سد النهضة
في سياق متصل، تحدث الدكتور هشام العسكري، أستاذ الاستشعار عن بُعد في جامعة تشابمان بأمريكا، عن كارثة جديدة لسد النهضة بعد الزلزال الرابع والذي وقع فجر يوم 30 سبتمبر 2024 الساعة 5:44 صباحًا بتوقيت القاهرة، بقوة 4.5 درجة على مقياس ريختر على عمق 10 كم، ويبعد 600 كم شرق سد النهضة، 150 كم من أديس أبابا.
ويوم 27 سبتمبر الماضي، وقع زلزال بقوة 4.9 درجة، وبعده بحوالى 8 ساعات (3:20 م بتوقيت القاهرة)، وقع زلزال تابع بقوة 4.5 درجة على عمق 10 كم أيضًا فى نفس منطقة الزلزال الرئيسى، وثالث بقوة 4.6 درجة على عمق 10 كم أيضًا الساعة 2:45 صباحًا بتوقيت القاهرة يوم 28 سبتمبر 2024.
وقال أستاذ الاستشعار عن بُعد خلال تصريحات متلفزة: «إثيوبيا تعد الأولى في إفريقيا من حيث النشاط الزلزالي والبركاني، لذلك من المتوقع حدوث زلازل بها، والزلازل التي تم تسجيلها في إثيوبيا قد تكون مؤشر على حدوث زلزال أكبر من ذلك بكثير في الأيام المقبلة».
وأضاف أن كثرة حدوث هذه الحركات الزلزالية في فترة متقاربة وزيادة قوة الزلزال تدريجيا على مقياس ريختر دليل واضح على تسجيل زلزال أشد قسوة الفترة المقبلة بإثيوبيا وهذا سيكون له تبعات سلبية على بحيرة سد النهضة وسيكون هناك ضرر بالغ على السودان في حالة انهيار السد لأن سد الروصيرص لن يستوعب كميات كبيرة من المياه بشكل مفاجئ.
انهيار سد النهضة الإثيوبي
وفقًا للدكتور عباس شراقي، فإن النشاط الزلزالي أو خطر تعرض سد النهضة للانهيار ليس بديلا عن ضرورة السعي للتنسيق والتعاون بين الدول الثلاث، خصوصًا وأنه من المتوقع زيادة النشاط الزلزالي في إثيوبيا خاصة في منطقة سد النهضة بعد أن اكتمل الملء بحوالى 60 مليار م3.