توقع عدد من العاملين وأصحاب شركات السياحة، انتعاشة نسبية بالقطاع مع عودة السياحة الألمانية إلى مصر، حيث توقع بعضهم عودة حركة الطيران بين مصر وألمانيا الشهر المقبل.
ويرى البعض أن حركة السياحة القادمة من أوروبا الشرقية لا تعوض غياب السائح الألمانى أو الإنجليزى صاحبى الإنفاق الأعلى، كما أن عوائد السياحة الداخلية لا تعوض الخسائر الفادحة التى تكبدها القطاع جراء أزمة كورونا المستجد، لكن فى النهاية يؤكد العاملون بالقطاع أنها أفضل من التوقف بشكل تام.
قال هانى فؤاد جرجس، صاحب شركة سمبرى للسياحة بمدينة الغردقة، أن معظم الوفود القادمة إلى مدينة الغردقة من دول شرق أوروبا، خاصة أوكرانيا والمجر ورومانيا وبولاندا، فى حين استقبلت المدينة الساحلية عددًا قليلًا من مواطنى سويسرا، مضيفًا أن كل ما يهمنا فى التوقيت الحالى، عودة السائح الألمانى والإنجليزى الذى نعول عليهما بشكل كبير.
وأوضح «جرجس» فى تصريحات خاصة لـ«العقارية» أن شركته تعمل فى سوق غرب أوروبا منذ ما يزيد عن 22 عامًا، ومن الصعب عليها حاليًا تغيير البلاد التى تستهدفها خلال الأزمة الحالية، خاصة أن السوق الغربى كان دائمًا ما يعمل بقوة ويحقق عوائد كبيرة تفوق سوق شرق أوروبا بشكل كبير، مشيرًا إلى أن شركته فى انتظار قرار الحكومات الأوروبية بعودة حركة الطيران إلى الغردقة مرة أخرى.
وعن قدرة السياحة الداخلية على تعويض خسائر الشركات السياحية، أوضح أن العوائد المادية المنتظرة من السائح الداخلى قليلة للغاية بالمقارنة بالسائح الأوروبى، لكن لا سبيل أمام الشركات السياحية إلا الاعتماد على السياحة الداخلية لكى لا نتوقف تمامًا عن العمل، لاسيما أن خسائر القطاع السياحى جراء هذه الجائحة تجاوزت مليارات الدولارات، لافتًا إلى أن ما ساهم فى زيادة معاناة معظم الشركات السياحية والعاملين فى القطاع السياحى بشكل عام أن أزمة كورونا تزامنت مع بدء الموسم السياحى.
وأكد «جرجس» أن القطاع السياحى استفاد من المبادرات التى أطلقتها الحكومة والبنك المركزى مؤخرًا، حيث استفادت شركته بشكل كبير من مبادرة البنك المركزى الخاصة بتأجيل أقساط القروض لـ6 أشهر، لكنه قال إن شركته قدمت جميع الأوراق المطلوبة للحصول على مرتبات العاملين بالشركة، لكن للأسف لم نتحصل على أى مرتبات.
وطالب «جرجس» الحكومة المصرية بالتواصل مع الحكومات الأجنبية وإقناعهم بعودة السياحة فى أسرع وقت خاصة السياحة الألمانية والانجليزية، مشددًا على أن المشكلة فى الحكومات الأجنبية وليس فى السائح الأوروبى المتعطش للعودة من جديد إلى الغردقة، خاصة أن جميع فنادق المدينة تطبق جميع الإجراءات الاحترازية.
فى حين قال أحمد كمال مدير الشئون القانونية فى شركة «ميتنج بوينت» الألمانية، إن شركته تعتمد على السائح الألمانى فى المقام الأول، مؤكدا أن هناك احتمالية كبيرة لعودة السياحة الألمانية مطلع الشهر المقبل.
وأوضح فى تصريحات خاصة لـ«العقارية» أن الفترة الماضية اعتمدت شركته على منح موظفيها أجازت اضطرارية مع الالتزام بصرف 50% من مرتباتهم لحين اتضاح الرؤية وعودة العمل مرة أخرى، لافتًا إلى أنها قامت خلال الأيام الماضية باستدعاء موظفيها مع بدء العودة تدريجيًا للعمل استعدادًا للحركة المنتظرة فى القطاع بعودة الوفود الألمانية مرة أخرى.
وأضاف أنه كلما زاد حجم أعمال الشركة وفروعها زادت الالتزامات بشكل أكبر ومن ثم زادت الخسائر أوقات الأزمات، لافتًا إلى أن شركته تمتلك فروعًا فى الأقصر وشرم الشيخ ومرسى علم والقاهرة، ودفعتها الأزمة الحالية لبيع 75% من أسهمها لرجل الأعمال سميح ساويرس.
وعن الدعم الحكومى للقطاع السياحى، أوضح كمال أن الحكومة من خلال صندوق الطوارئ سددت مرتبات شهر واحد فقط ووفقًا للمرتب الأساسى المسجل لديها، موضحًا أن الشركة وصل إليها فى الأيام الماضية خطابًا من صندوق الطوارئ يدعوها لتقديم أوراقها من أجل الحصول على دفعة جديدة من الدعم لكن للأسف بالاستفسار عن حقيقة الأمر فى غرفة الشركات السياحية بالقاهرة والغردقة نفت هذه الأنباء تمامًا.
وأشار إلى أن القطاع السياحى يحتاج إلى مبادرات حكومية كبيرة وتعاون قوى مع الحكومة المصرية والحكومات الأجنبية لإقناعها بفتح باب العودة مرة أخرى الى مصر، لاسيما الحكومة الألمانية التى يمثل سائحها تعويضا عن غياب السائح الروسى، مضيفا أن هناك أنباء ترددت أن ألمانيا قررت عودة مواطنيها إلى عدد من الدول المحيطة لمصر ومنها تركيا وتونس والمغرب والجزائر على الرغم من أن مصر لديها جهات سياحية وموارد أكبر من هذه الدول وهو ما يؤكد أن للأمر أبعاد أخرى.
واستطرد أن الحديث كان عن حظر السياحة وحركة الطيران إلى مصر حتى نهاية الشهر الجارى، لكن حتى الآن لا توجد بوادر عن عودة السياحة الألمانية فى القريب العاجل، مشددًا على أن الفنادق المصرية تطبق الشروط الصحية المطلوبة ومبادئ السلامة العالمية بعد جائحة كورونا.
وأكد ثروت عجمى، رئيس غرفة شركات السياحة والسفر بالأقصر، أن قطاع السياحة الثقافية عانى بشكل كبير خلال الشهور الخمس الماضية جراء توقف حركة الطيران، موضحًا أن الدكتور خالد العنانى وزير السياحة والآثار، اتفق مع محافظ الأقصر المستشار مصطفى ألهم، على عودة رحلات اليوم الواحد بين محافظة الأقصر والمحافظات السياحية، بدءًا من أول شهر سبتمبر المقبل، وهو ما يعد بارقة أمل لعودة الحياة من جديد لقطاع السياحة الثقافية.
وأشار عجمى إلى أن معظم الوفود السياحية التى عادت إلى مصر من جديد بعد رفع حظر حركة الطيران، كانت تأتى إلى شرم الشيخ والغردقة، موضحًا أن انقطاع حركة الطيران بين المحافظات المصرية فى بداية الأزمة كان سببًا أكبر فى معاناة العاملين فى السياحة الثقافية بمدن الصعيد.
وأبدى رئيس غرفة شركات السياحة والسفر بالأقصر استعداد جميع الشركات السياحية والعاملين فى القطاع السياحى بشكل عام للالتزام بأى ضوابط يتم وضعها لعودة حركة السياحة خلال الفترة المقبلة، قائلا «مستعدون لأى ضوابط فالوضع صعب علينا بشكل كبير».
وكشف عمر العيس، المسئول بشركة «بدوينا للسياحة» بمدينة دهب، أن السياحة الداخلية ساهمت بشكل نسبى فى تنشيط القطاع فى ظل توقف حركة السياحة الخارجية بشكل شبه تام فى الفترة الأخيرة، موضحًا أن معظم نزلاء الفنادق فى التوقيت الحالى من المصريين.
وأضاف أن حجم الخسائر الناتجة عن أزمة كورونا كبير للغاية، خاصة أن مبادرات البنك المركزى المخصصة للقطاع السياحى استفاد منها قطاع الفنادق بشكل أكبر، بعكس الدعم الحكومى الذى استفاد منه جميع العاملين بالقطاع.