يوم عرفة يعتبر يوماً استثنائياً بالنسبة لملايين المسلمين حول العالم، حيث يصعد حجاج بيت الله الحرام إلى جبل عرفات لأداء مناسك الحج، وهو من أعظم الأيام المقدسة في الإسلام. يتوجه الحجاج إلى هذا الموقع باللون الأبيض، بينما يبرز صحن الحرم المكي باللون الأسود، وهو ما يختلف عن المشهد المعتاد.
في هذا اليوم، تظهر مجموعة من السيدات بملابس إحرام سوداء، غير معتادة، وتتجمع حول صحن الحرم المكي خلال يوم عرفة. يثير هذا الظهور تساؤلات حول هوية هؤلاء السيدات والغرض من ارتدائهن اللون الأسود.
وفقاً لما نقلته "دارة الملك عبدالعزيز"، فإن هؤلاء السيدات، من أهل مكة، يخرجن خلال أيام التروية وعرفة بملابس الإحرام السوداء لأداء الصلوات والعبادات، استغلاً فراغ الحرم من الحجاج الذين يكونون في جبل عرفة ويخدمون الحجاج.
ويُطلق عليهن اسم "مؤنسات الحرم"، وهن يحرصن على تقديم وجبة الإفطار للزوار الصائمين قبل صلاة المغرب، ثم يؤدين صلاة المغرب ويقومن بالطواف حول الكعبة، ليغادرن الحرم بعد صلاة العشاء.
الداعية الإسلامي خالد الجمل أوضح أن هذا التقليد ليس من الأمور الدينية، بل هو تراثي مرتبط بمكة المكرمة، حيث يأتي تزاحم السيدات حول صحن الحرم نتيجة لغياب الرجال الذين يخرجون لخدمة الحجاج في هذا التوقيت.
بهذا يبرز الحرم المكي بالسواد خلال يوم عرفة بفضل حضور "مؤنسات الحرم"، اللاتي يساهمن في الحفاظ على حيوية الأماكن المقدسة وتقديم الخدمات للزوار.