خبير سعودي يعلق على أزمة البحر الأحمر وتأثيرها على الاقتصاد العالمي


الاثنين 15 يناير 2024 | 01:43 مساءً
ميناء البحر الأحمر
ميناء البحر الأحمر
العقارية

علق الدكتور فواز العلمي الخبير السعودي في التجارة الدولية، على الاضطرابات المتصاعدة في البحر الأحمر، قائلًا، إن البحر الأحمر يعتبر من أهم الممرات المائية في العالم، حيث يمر عبر هذا الممر 13% من التجارة العالمية سنويا مما يساوي حوالي 881 مليار دولار باستخدام 23 ألف ناقلة وهو ما يمثل 30% من حركة الحاويات العالمية ونحو 40% من التبادل التجاري بين آسيا وأوروبا. 

كما تعتمد الدول الأوروبية على الممر لتمرير 60% من احتياجاتها للطاقة بينما تعتمد أميركا على نقل 25% من احتياجاتها للطاقة.

وقال تقرير نشره موقع "أكسيوس" الأميركي، إن الاضطرابات المتصاعدة في البحر الأحمر تنطوي على العديد من المخاطر الاقتصادية، لافتا إلى أن "الاضطرابات في البحر الأحمر تأخذ منعطفاً نحو الأسوأ، وقد تؤدي إلى اختناقات جديدة في سلسلة التوريد العالمية المتوترة بالفعل".

وأكد العلمي، خلال إحدى المقابلات، على توقعات الخبراء في هذا الإطار بأنه "بالطبع (ما يحصل) سيؤدي إلى تراجع النقل البحري عبر هذا الممر المهم جدا." هذا الممر ينقل حوالي 10% من النفط العالمي و8% من الغاز الطبيعي المسال وأيضا 50 مليون طن من المنتجات الزراعية وغيرها من سلاسل الإمداد.

وتوقع العلمي أن (توقف النقل عبر الممر) قد تسبب مشكلة كبيرة في المستقبل قد تدفع من أسعار المنتجات في دول العالم إلى الارتفاع.

تأثير الأزمة على الاقتصاد العالمي

يقول العلمي إن، حتى الآن 14 يناير، 18 شركة أوقفت شحناتها كليا أو جزئيا عبر البحر الأحمر. وتشكل هذه الشركات مجتمة 53% من تجارة الحاويات عالميا.

وكشف تقرير لـ"رويترز" أن شركتي "تسلا" و"فولفو" قد علقا بعض الإنتاج في أوروبا بسبب نقص المكونات، وهي أول علامة واضحة على أن الهجمات على الشحن في البحر الأحمر تضرب الشركات في منطقة البحر الأحمر.

كما أوقفت العديد من شركات الناقلات الكبرى في العالم يوم الجمعة حركة المرور باتجاه البحر الأحمر بعد الضربات الجوية الأميركية والبريطانية على الحوثيين في اليمن. وأكدت "هافنيا" و"تورم" و"ستينا بالك" أنهم أوقفوا حركة المرور نحو البوابة التجارية الحيوية استجابةً لاستشارة من القوات البحرية المشتركة، وهو تحالف متعدد الجنسيات بقيادة الولايات المتحدة.

أما من ناحية التأمين، فكشف العلمي أنها ارتفعت على الحاويات 170% وقد يرتفع إلى 300% في الأشهر القادمة بحال استمرت الأزمة نتيجة تطبيق شركات الشحن ما يسمى برسوم مخاطر الحرب - وهي تتراوح ما بين 50 إلى 100 دولار لكل حاوية، ويعتبر الخبير، أن هذا قد يؤثر بشكل كبير على أسعار الغذاء والدواء بنسبة لا تقل عن 54% وقد "يعيدنا إلى ارتفاع هوامش التضخم عالميا".

ولفت العلمي إلى أن تداعيات توترات البحر الأحمر تزيد من إمكانية ارتفاع أسعار الغذاء والأدوية بأكثر من 50%.

ارتفعت الأسعار عبر طريق شنغهاي في الصين وأوروبا بنسبة 8.1% إلى 3,103 دولارات لكل حاوية ذات 20 قدمًا يوم الجمعة مقارنة بالأسبوع السابق، في حين ارتفعت أسعار الحاويات إلى الساحل الغربي الأميركي - غير المتأثر بالأزمة - بنسبة 43.2% إلى 3,974 دولار لكل حاوية ذات 40 قدمًا أسبوعيًا، بحسب شركة السفن "كلاركسونز".