يعتبر ملف توفير العملية الصعبة، وحل أزمتها، أحد أهم المحاور التي تعمل عليها الحكومة المصرية في الوقت الحالي، خاصة في ظل الظروف الاقتصادية التي يمر بها العالم، وفي هذا الصدد جرى الحديث عن نظام المقايضة، وكيف يمكن أن يلعب نظام المقايضة دورًا مهمًا في تعزيز التجارة بين مصر والدول الأخرى، من خلال سد الفجوة بين العرض والطلب وتقليل الاعتماد على العملة الصعبة وتعزيز التعاون بين الدول.
التبادل التجاري مع روسيا وتركيا وبعض الدول بنظام المقايضة
وتدرس الحكومة في الوقت الحالي، إمكانية تنفيذ عمليات تبادل تجاري، مع روسيا وتركيا، وبعض الدول الأخرى، لخفض الضغط على العملة الصعبة، وفي هذا الإطار، قال شريف الجبلي رئيس الشؤون الإفريقية في اتحاد الصناعات المصرية، إن مصر استخدمت نظام المقايضة بنظام الصفقات المتكافئة فى عهد الاتحاد السوفيتى، إذ كانت مصر تصدر الموالح وتحصل على المعدات والآلات، فى محاولة لتخفيف الضغط على العملة الأجنبية.
وقال "الجبلي"، في تصريحات تلفزيونية، إن بعض الدول قد لا توافق على هذا النظام، لحاجتها للعملة الصعبة، إلا أنه أكد أن المسألة قيد الدراسة خاصة في ظل وجود القطاع الخاص في السوق، وهو ما يجعل الامر مختلفًا بشكل كبير عن السابق.
وأوضح أن مجموعة البريكس، تفكر في تطبيق نظام المقايضة، وتبادل السلع، بدلًا من استخدام العملة الأجنبية، وخاصة فيما يتعلق بالسلع ذات الفاتورة الاستيرادية الكبيرة.
وبحسب "الجبلي"، فإن نظام المقايضة سيكون ناجحًا في القارة الإفريقية بالتحديد نتيجة مشاكل العملات المشتركة في القارة.
كيف تستفيد مصر من نظام المقايضة؟
تستطيع مصر أن الاستفادة من نظام المقايضة من خلال عدة جوانب منها:
- سد الفجوة بين العرض والطلب، إذ يمكن أن يساعد نظام المقايضة مصر على سد الفجوة بين العرض والطلب في الأسواق المحلية، وذلك من خلال تبادل السلع والخدمات التي لا يحتاجها الإنتاج المصري مع السلع والخدمات التي يحتاجها المواطن المصري.
- تقليل الاعتماد على العملة الصعبة، إذ يمكن أن يساعد نظام المقايضة مصر على ذلك من خلال تبادل السلع والخدمات المصرية مع السلع والخدمات من الدول الأخرى دون الحاجة إلى دفع العملة الصعبة.
- تعزيز التعاون مع الدول العربية والأفريقية: يمكن أن يساعد نظام المقايضة مصر على تعزيز التعاون مع الدول العربية والأفريقية، وذلك من خلال تبادل السلع والخدمات بين مصر والدول العربية والأفريقية.
بعض الأمثلة
- يمكن تبادل الحبوب المصرية مع النفط الليبي، وذلك من خلال قيام مصر بتصدير الحبوب إلى ليبيا مقابل استيراد النفط الليبي.
تبادل الغاز المصري مع الأسمدة الروسية، وذلك من خلال قيام مصر بتصدير الغاز إلى روسيا مقابل استيراد الأسمدة الروسية.
التحديات التي تواجه تطبيق نظام المقايضة
هناك بعض التحديات التي تواجه تطبيق نظام المقايضة، منها:
التحديات التي تواجه المقايضة
المصادفة المزدوجة للرغبات
صعوبة إيجاد شخص لديه ما تريده ويريد ما لديك.
قد يكون من الضروري إجراء العديد من المعاملات الوسيطة للحصول على ما تريد.
عدم وجود مقياس مشترك للقيمة
صعوبة تحديد مقدار ما يجب أن تدفعه مقابل شيء ما.
يمكن أن تختلف الأسعار اعتمادًا على الشخص الذي تتعامل معه.
صعوبة تأجيل المدفوعات
قد يكون من الصعب الاتفاق على ما سيتم استخدامه لسداد دين في المستقبل.
قد تتغير قيمة السلع أو الخدمات بمرور الوقت.
عدم قابلية السلع للتجزئة
قد يكون من الصعب تبادل السلع أو الخدمات التي لا يمكن تقسيمها إلى أجزاء أصغر.
قد يضطر أحد الطرفين إلى التخلي عن أكثر مما يريد.
عدم وجود تخزين للقيمة
قد تكون السلع أو الخدمات التي تمتلكها عرضة للتلف أو التقادم.
قد يكون من الصعب نقلها أو تخزينها بأمان.