تستعد محافظة الجيزة حاليا لتنفيذ المسار المقترح لمحور الملك سلمان بن عبد العزيز«الملك عبد الله» سابقا والذى من المقرر تنفيذه فى نطاق المحافظة فى محاولة لفك الضغط المرورى والتكدس الذى تشهده المحافظة، بالإضافة إلى المساهمة فى نقل حركة المرور إلى مناطق التنمية العمرانية فى مدينة دهشور وحدائق الأهرام.
وتأتى أهمية المشروع من أنه يعد أهم محور مرورى بمحافظة الجيزة فى الفترة المقبلة لحل مشاكل التكدس المرورى، ويبدأ من الطريق الدائرى جنوبًا وحتى الدائرى شمالاً، بطول 14 كيلومترا، ويقام فوق ترعة الزمر.
كان مجلس الوزراء قد أعلن خلال عام 2014 عن تنفيذ محور مرورى يبدأ من ترعة الزمر بمنطقة العمرانية ويمتد حتى محور روض الفرج الجديد الذى يتم تنفيذه، وكان المشروع معروفا بإسم محور «الملك عبدالله» قبل أن يتم تغيير المسمى ويتم إطلاق اسم الملك سلمان بن عبد العزيز على المشروع عقب وفاة الملك عبد الله فى يناير من عام 2015، ومن المقرر أن يتم طرح مناقصات التنفيذ خلال العام الجارى.
وقال اللواء محمد ناصر.. رئيس الجهاز المركزى للتعمير التابع لوزارة الإسكان إن الجهاز سيتولى طرح المناقصات لتنفيذ المحور والإشراف على عملية التنفيذ، موضحا أن التكلفة الإجمالية تصل إلى 1.4 مليار جنيه بينما تتكلف المرحلة الأولى حوالى 300 مليون جنيه.
وأضاف أن الموقف الحالى بالنسبة للمشروع أنه لم يتوافر التمويل اللازم لتنفيذه، مضيفا أن المحور الجديد بطول 15 كيلومتراً ويهدف إلى تحقيق سيولة مرورية وتخفيف الضغط على محور المريوطية وشارع البحر الأعظم وربطه بمحطات مترو الأنفاق، ويبدأ المشروع من شارع ربيع الجيزى عند التقاء الطريق الدائرى بطريق أسوان الغربى وحتى محور روض الفرج مرورًا بشارعى الأهرام وفيصل وسيساعد على تيسير حركة المرور أمام المتجهين إلى محافظة الإسكندرية.
ويتكون مشروع محور الملك سلمان من كبارى علوية عند التقاطعات بالإضافة إلى طرق سطحية بعرض 4 حارات فى كل اتجاه وستتم الاستفادة من جانبى الطريق فى إقامة عدد من المشروعات الخدمية.
وكان اللواء كمال الدالى.. محافظ الجيزة قد صرح فى وقت سابق بأنه لم يتم توفير التمويل اللازم لإنشاء محور الملك عبد الله كمحور مرورى مهم يربط القاهرة بالجيزة، مضيفا أنه فور توفير الاعتماد ستبدأ المحافظة فى إزالة كافة المعوقات التى تقع فى طريق المحور وتذليل كافة العقبات أمامه، مشيرا إلى أنه سيتم تعديل جزء بسيط من مسار المحور لتعارضه مع الخط الثالث للمترو.
وحسب المسار المقترح للمشروع يمتد المحور بطول 14 كم أعلى ترعة الزمر من جنوب الجيزة وحتى محور روض الفرج مروراً بشارعى الأهرام وشارع فيصل، كما يشمل المخطط التفصيلى إنشاء طريق على مسار الترعة يتضمن 4 حارات فى كل اتجاه، ووضع خطط للاستفادة من المساحات الخالية على جانبى الطريق واستغلالها فى إقامة العديد من المشروعات الخدمية كمحطات الوقود ومطاعم وكافيهات، كما سيتقاطع المشروع مع أكبر المحاور المرورية العرضية فى القاهرة الكبرى مثل محور 26 يوليو، ومحور صفط اللبن، ومحور روض الفرج، وشارع الهرم وشارع الملك فيصل، وامتداد شارع جامعة الدول العربية، وسيكون رابطا إضافيا للطريق الدائرى لتخفيف الضغط على محور المريوطية ومنزل المنيب وشارعى البحر الأعظم وربيع الجيزى.
ويقول الدكتور أسامة عقيل.. أستاذ الطرق والكبارى بجامعة عين شمس والمهندس الاستشارى للمشروع إن محور الملك سلمان كان مخططاً له أن يكون طريقاً حراً، وتم توقيع بروتوكول بين محافظة الجيزة ووزارة الرى تقوم بمقتضاه الوزارة بأعمال ردم وتغطية ترعة الزمر مقابل 60 مليون جنيه تدفعها محافظة الجيزة على أن يتم إنشاء آبار للرى بدلا من الترعة حتى يمكن تنفيذ المشروع وفقا للمسار المحدد.
وأضاف أن هناك مشكلة تعترض تنفيذ المشروع وفقا لمساره المقترح، مؤكدا أن هناك إجراءات تتم حاليا بالفعل فى هذا الطريق، ولكن مشروع مترو الأنفاق فى الخط الثالث وهو الآخر مشروع قومى آخر قد تم فى مساحة 2 كيلو متر من مسار الطريق البالغ حوالى 14 كيلومتراً، وتم التعدى على مسار الطريق وإنشاء محطتين مترو ومسار لخط المترو فى جزء من حى بولاق وجامعة القاهرة.
وأوضح عقيل أن هذا الأمر يصعب بشكل كبير جدا تنفيذ محور الملك سلمان وسنضطر لتغيير المسار بتكلفة ضخمة جدا وتحميل أعباء أضافية فى تكلفة تنفيذ الطريق، نتيجة غياب التنسيق بين الهيئة القومية للأنفاق ومحافظة الجيزة فى هذا الأمر، حيث إن الهيئة القومية للأنفاق لم تقم بالتسيق الكافى قبل تخطيط المسار لمترو الأنفاق حتى أصبحنا أمام مشروع قومى يعطل مشروعاً قومياً آخر فى حين أن هناك مقترحات بديلة لمسار مترو الأنفاق تم تقديمها من قبل محافظة الجيزة لتفادى تقاطع المسارات.
وحول الموقف التنفيذى للمشروع يقول اللواء على زين العابدين.. رئيس جهاز تعمير القاهرة الكبرى إنه تم الانتهاء من التصميمات الأولية للمشروع، كما تم الانتهاء من جزء كبير من الأعمال المساحية ولكن حتى الآن لم يتم تدبير الاعتمادات المالية المطلوبة للتنفيذ.
وأضاف أنه تم الانتهاء من الأعمال المساحية فى المنطقة من نزلة دائرى المنيب إلى ترعة الزمر، مضيفا أنه كانت هناك مشكلة تعترض مسار المشروع ناتجة عن تقاطع مسار الطريق مع مسار مترو الأنفاق فى منطقة بولاق الدكرور ولكن يتم حاليا التنسيق والعمل من أجل حل هذه المشكلة، مرجحا أن الحلول المطروحة والأكثر قابلية للتنفيذ هى توافق المسارين معا من خلال عدد من الأعمال الصناعية سواء كانت كبارى علوية أو أنفاق.
وأوضح زين الدين أن تمويل المشروع سيكون من ميزانية الدولة وهى التى ستقوم بوضع الاعتمادات المالية المطلوبة خاصة بعد أن تم الانتهاء من الرسومات الأولية والبدء فى الأعمال الحقلية وعرض التكلفة التقديرية ورفعها إلى وزارة التخطيط وبعدها تقر توفير التمويل والبدء فى التنفيذ.