"إيوان للاستثمار والتنمية": ضخ 2 مليار جنيه استثمارات خلال 2020 وتسليم 3 مشروعات


الاربعاء 15 ابريل 2020 | 02:00 صباحاً
عبدالله محمود

لا يمكن الحديث عن القطاع العقارى فى مصر، دون التطرق إلى «إيوان للاستثمار والتنمية»، تلك الشركة العملاقة التى اتخذت من منطقة غرب القاهرة نقطة انطلاق لها لتصبح الخيار الأول أمام عميل هذه البقعة الخلابة التى تعد بمثابة عاصمة مصر السياحية.. عشرات المشروعات على مدى سنوات عدة واصلت من خلالها النجاحات تلو الأخرى حتى أصبحت رقمًا يصعب معادلته ليس فى منطقة غرب القاهرة فقط بل فى السوق العقارى كافة.

لم تكتف الشركة بما حققته من إنجازات فى غرب العاصمة بل قررت الاتجاه إلى شرقها لتضع بصمتها الرائدة فى هذه المنطقة التى تزخر بالعديد من المشروعات المتميزة لكبار المطورين، والتى قررت «إيوان» أن تكون واحدة منها، من خلال مشروعها الذى تدشنه بالقاهرة الجديدة وتحديدًا بالتجمع الخامس بالشراكة مع هيئة المجتمعات العمرانية، والذى من المنتظر أن يكون إضافة كبرى إلى المشروعات القائمة هناك، وذلك لما تتمتع به «إيوان» والقائمين عليها من خبرات تمكنهم من أن يكونوا رقم واحد أينما وجدوا.

منطقة العين السخنة كان لها نصيب من حظ الشركة عبر إقامة مشروع «ماجادا» التى تستهدف الانتهاء من تسويق ٪25 منه بنهاية العام الجارى، والذى يتم تنفيذه على 4 مراحل على أن تُسلم المرحلة الأولى منه فى 2024، وذلك فى إطار مخطط «إيوان» للمضى قدمًا فى أن تصبح من أول 3 شركات فى السوق المصرى خلال سنوات قليلة من الآن.

«العقارية» التقت المهندس وليد مختار الرئيس التنفيذى للشركة، الذى كشف عن ملامح استراتيجية وخطة «إيوان» خلال 2020 والأعوام المقبلة، كما تتطرق فى حديثه إلى القطاع العقارى بصفة عامة، ملقيًا الضوء على أهم التحديات التى تواجهه ونقاط القوة المضيئة به والتى يمكن من خلالها تحقيق انطلاقة كبرى لجميع الشركات العاملة به خصوصًا الجادة منها.

وأشار «مختار» إلى أن البحث عن جميع الفرص الاستثمارية فى مختلف المناطق والمحافظات، يعد هدفًا رئيسيًا للشركة لتنويع محفظة عملائها واستثماراتها شرقًا وغربًا فى ظل توافر الفوائض المالية الكبيرة بالسوق المصرى، الأمر الذى يدفع بالمستثمر لتلبية كل أحلام وطموحات العملاء على اختلافها وتنوعها.

** تعد «إيوان» إحدى الشركات المهمة التى تلعب دورًا مؤثرًا فى السوق المصرى، فما هى استراتيجيتكم ومستهدفاتكم خلال 2020 فى ظل الانتعاشة المتوقعة للقطاع العقارى خلال هذا العام؟

* «إيوان» تضع نصب أعينها دائمًا أن تصبح واحدة من أبرز ثلاث شركات فى قطاع التطوير العقارى خلال السنوات المقبلة، وفى سبيل ذلك تتبنى استراتيجية جديدة تعتمد على تنويع المحفظة العقارية من ناحية الأماكن والمساحات، والتوسع فى تنفيذ مشروعات بعدد من مدن المجتمعات العمرانية، مع دراسة الفرص الاستثمارية المتاحة والحصول على أراض جديدة ومضاعفة حجم أعمالها السنوية كمنافس قوى على ريادة القطاع العقارى فى مصر، عبر إقامة مشروعات متكاملة توفر منتجًا عقاريًا جديدًا ومبتكرًا، يمثل إضافة للسوق المصرى.

وشركتنا تخطط لضخ 2 مليار جنيه استثمارات فى تنفيذ مشروعاتها المختلفة خلال 2020 وذلك مقارنة بـ 1.5 مليار جنيه تم ضخها فى 2019، على أن يتم تسليم 3 مشروعات خلال العام الحالى.

و«إيوان» تمتلك فلسفة واضحة ومحددة لتوسعاتها وخطواتها المستقبلية، حيث تخطط لطرح مشروع جديد فى القاهرة الجديدة وتحديدًا بمنطقة التجمع الخامس، ويجرى حاليًا وضع المخطط العام له، ومن المنتظر أن يكون إضافة كبيرة للشركة فى تلك المرحلة، التى تعتمد بشكل مباشر على التوسع فى شرق القاهرة بعد تمركزها منذ فترة فى غرب القاهرة.

والشركة تعمل حاليًا على وضع تصميمات هذا المشروع، الذى تنفذه بالشراكة مع هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة، والذى يقام على مساحة 100 فدان بمنطقة التجمع الخامس، حصلت عليها الشركة ضمن طروحات المرحلة الثانية لأراضى الشراكة مع القطاع الخاص، وسوف يوفر هذا المشروع منتجًا عقاريًا جديدًا ومبتكرًا يمثل إضافة للسوق المحلى، خاصة أن آلية الشراكة تعد إحدى الطرق المناسبة التى تتلاءم مع خطط الشركة، وتضمن تعظيم المنافع لكل من الدولة والمطور العقارى.

كما نستهدف الانتهاء من تسويق ٪25 من «ماجادا» بنهاية العام الجارى بالعين السخنة، الذى يتم تنفيذه على 4 مراحل على أن تُسلم المرحلة الأولى منه فى 2024، وهو مشروع سكنى متكامل على مساحة 101 فدان، وتبلغ النسبة البنائية له ٪13.5 والباقى مساحات خضراء، وهو أول مشروعات الشركة فى مدينة ساحلية تسعى من خلاله لتنويع محفظة عملائها وتلبية احتياجات عملائها الحاليين، وتسعى الشركة إلى تسويق هذا المشروع فى الخارج من خلال مشاركتها فى مختلف المعارض التى تقيمها البلدان العربية كالسعودية والإمارات، خصوصًا أنه يتناسب مع احتياجات وطلبات العميل الأجنبى، والمشروعات العقارية فى مصر بصفة عامة لها فرصة قوية للاستحواذ على حصة من إجمالى حجم تصدير العقار عالميًا، والمعارض الدولية تمثل فرصة عظيمة للترويج للمشروعات المصرية بمختلف أنواعها خاصة السكنية والسياحية والترفيهية، فسكان منطقة شرق أوروبا يهتمون بشراء عقارات فى شرم الشيخ والغردقة وساحل البحر الأحمر، والوافدون من الخليج يركزون على القاهرة وفى بعض الأحيان منطقة الساحل الشمالى، والمشروعات الإدارية والتجارية تستحوذ على نصيب معقول من الطلب داخليًّا وخارجيًّا، كما أن الصناديق العقارية تمثل فرصة مهمة لزيادة مبيعات العقارات المصرية فى الخارج، حيث تستحوذ على ٪50 من مبيعات العقار عالميًّا مقابل ٪50 للأفراد.

** تنفذون مشروع القاهرة الجديدة بالشراكة مع هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة، فهل نجحت هذه الآلية فى القضاء على المعوقات التى كانت تواجه المطورين فى السابق، وما هى أبرز سلبياتها من وجهة نظركم؟

* آلية الشراكة تعد إحدى الطرق المثلى التى تتواكب مع خطط الشركة الحالية، وتضمن تلك الآلية تعظيم المنافع لكل من الدولة والمطور والقطاع، وتتيح للمطور الحصول على أراضٍ بمساحات كبرى لتنميتها، وتنفيذ مشروعات بأفكار مبتكرة، وتوجيه السيولة النقدية المتاحة لديه فى المشروع، وضمان موارد مالية مستمرة ومتنامية للدولة، كما تضمن توفير عدد كبير من الوحدات، وتحقيق التوازن بين المطلوب والمعروض، ودفع التنافسية بين الشركات بما يصب فى النهاية فى مصلحة العميل، من حيث الحصول على منتج جيد بأسعار ومواصفات مناسبة، ورغم أن هذه الآلية تسمح بالحصول على أرض جيدة بطريقة سداد أفضل لكن بأسعار أعلى واستثمار أقل، وهو ما يؤثر على ربحية الشركات بما يعادل من 30 إلى ٪40، لكن سرعة دوران رأس المال تقوم بتعويض المطورين عن قلة الربح.

** رغم تواجد كبار المطورين العقاريين بمنطقة غرب القاهرة إلا أن «إيوان» استطاعت أن تضع بصمة متفردة وأن تكون إحدى الشركات الرائدة بهذه المنطقة التى تعد بمثابة عاصمة مصر السياحية؟

* الشركة اعتبرت دخولها منطقة غرب القاهرة والعمل بها تحديًا خاصًا وعملت على إرساء مجموعة من المعايير التى ساهمت فى نجاحها وتميزها، كان على رأسها تطبيق نموذج عمرانى فريد ومتميز وهو «بوتيك كمبوند» ما ساهم فى خلق مجتمعات عمرانية تتمتع بالتكامل والاستدامة، كما لجأت إلى تفعيل آلية التواصل المستمر مع العملاء لمعرفة احتياجاتهم بالمشروعات، وإجراء دراسات اتجاهات الطلب واحتياجاتهم لمراعاتها فى الخطط التوسعية للشركة، ووضع أولويات انتقاء الأراضى الجديدة، ودراسة العديد من النماذج والتصميمات والتشطيبات، التى يجب تنفيذها فى المشروعات المقبلة، والتى جاءت بناء على تحليلات الشركة لطلب العملاء، الأمر الذى ساهم فى تحقيق نجاحات عديدة، بفضل التركيز على احتياجات العميل الذى يمثل أهم الأسس التى تعتمد عليها استراتيجية المجموعة، حيث تُعد تلك الرؤية توجهًا رئيسيًا لكل الأنشطة والأعمال والإنجازات التى تقوم بها.

ونتيجة لهذا تتمتع مشروعات الشركة التى تم تسليمها بنسبة عالية من الإشغالات تتخطى ٪75، ما يؤكد أنها تلبى طلبًا حقيقيًا للعملاء الذين يشترون وحداتها بغرض السكن أو ممارسة أنشطتهم التجارية، كما أن التزام المجموعة بتسليم مشروعاتها فى مواعيدها التعاقدية وربما قبل المواعيد المحددة فى أوقات كثيرة، ساهم فى إرساء حالة من الثقة المستدامة بين المجموعة وعملائها بالسوق المصرى، فلم يكن من المستطاع تحقيق هذه الإنجازات إلا من خلال نموذج أعمالها المرن الذى يتسم بالتكامل الرأسى فى كل عملياتها التشغيلية، وكل هذه المعطيات ساهمت فى تحقيق العديد من عملائها مكاسب تتخطى نسبة تتراوح بين ٪500-100، حسب كل مشروع، كما أن المشروع القومى الذى تقوم الدولة بتنفيذه لتطوير غرب القاهرة «المنطقة السياحية» وما يتضمنه من تدشين المتحف المصرى الكبير، ومشروعات فندقية وسياحية وخدمية متنوعة، وتشغيل مطار سفنكس على الرحلات الشارتر لتيسير الرحلات السياحية لهذه المنطقة، يمثل أحد أهم المرتكزات التنموية لمنطقة غرب القاهرة التى خلقت نقطة جذب حقيقية للكثير من المطورين وكذا العملاء لاقتناء وحدات بهذه المنطقة، ذلك بخلاف شبكة الطرق القومية التى تقوم الحكومة بتنفيذها التى جعلت مدينة العلمين الجديدة على مقربة ساعتين من منطقة الشيخ زايد وإقامة مناطق لوجيستية وصناعية جديدة، وهو ما يخلق بالطبع فرصًا استثمارية واعدة.

** ولماذا قررت الشركة الاتجاه إلى شرق القاهرة بعد سنوات من التواجد فى غرب القاهرة وتحقيق نجاحات منقطعة النظير؟

* البحث عن جميع الفرص الاستثمارية على مستوى الجمهورية، هدف رئيسى للشركة لتنويع محفظة عملائها واستثماراتها شرقًا وغربًا فى ظل توافر الفوائض المالية الكبيرة بالسوق المصرى، الأمر الذى يدفع بالمستثمر لتلبية كل أحلام وطموحات العملاء على اختلافها وتنوعها، وتسعى المجموعة إلى استثمار نجاحاتها فى منطقة غرب القاهرة لتطبيق ذات النموذج فى شرق القاهرة بوصفها من المناطق الاستثمارية الجاذبة بما يتوافر بها من كثافات سكانية مرتفعة وجامعات وقصص نجاح كبرى لشركات التطوير العقارى.

كما أن تخارج بعض الشركات من منطقة شرق القاهرة مع حركة السوق السريعة سوف يتسبب فى خلق فرص جيدة يجب على المستثمرين الوعى لها والاستفادة منها.

** وما هى الفلسفة التى انتهجتها شركتكم وتمكنت من خلالها تحقيق كل هذه النجاحات التى تتوالى عامًا بعد آخر داخل السوق العقارى وتحديدًا بمنطقة غرب القاهرة؟

* مجموعة إيوان تمتلك من الكوادر المحترفة والخبرات الواسعة ما أهلها لتطوير المشروعات بصورة متكاملة، بداية من وضع المخططات العامة للمشروعات والتصميمات المعمارية والإنشاءات وإدارة المشروعات وخدمات ما بعد البيع، ما أتاح لها تحقيق نجاحات وإنجازات متعددة طوال رحلتها فى السوق المحلى على مدار الـ15 عامًا الأخيرة، التى تمكنت فيها من تحقيق إنجازات عديدة بالسوق حيث وصل محفظة مشروعاتها نحو 10 مشروعات سكنية و10 مشروعات تجارية، وتستهدف تحقيق نمو متواصل خلال السنوات القليلة المقبلة.

وفلسفة «إيوان» تقوم على حسن استخدام الفراغات الداخلية فى الوحدات السكنية، والفراغات الخارجية فى مناطق الـOut Doors، والاهتمام بزيادة مساحات اللاند سكيب والمناطق الخضراء ومراعاة الرؤية الجمالية لكل أجزاء المشروع من بداية دخول العميل لبوابة الكمباوند، كما حرصت الشركة على اختيار نوعية العميل الذى تقوم بمخاطبته وطبيعته من البداية، وذلك بهدف تكوين مجتمعات مترابطة ومتكاملة، الأمر الذى ساهم فى رفع معدلات الاشغال والحفاظ على المشروع وشكله وصيانته وقيمته البيعية والاستثمارية.

ويعانى الكثير من العملاء خلال هذه الآونة غياب خدمات ما بعد البيع داخل المشروعات السكنية، الأمر الذى قد يؤدى إلى هروب البعض منها وهجرها، وهو ما راعته المجموعة عند وضع خطتها الاستثمارية بالسوق، نظرًا لأن هذه الخدمات تجعل العميل أكثر ولاءً وانتماءً للشركة والمشروع، مما جعل مشروعات «إيوان» أحد الخيارات الأولى لعميل غرب القاهرة، وعليه حرصت على تقديم مستوى عالٍ من خدمات ما بعد البيع أسهم فى ثقل خبرات الشركة سريعًا فى السوق، وتطوير المنتجات العقارية المقدمة من خلالها لتتلاءم مع احتياجات العملاء وتقديم سمة مميزة بكل مشروع جديد تقتحم به السوق، حيث تحرص «إيوان» على تقديم هذه الخدمات بنفسها للإعلاء من جودة وقيمة الخدمات المقدمة داخل مشروعاتها.

** وماذا عن المشروعات الإدارية والتجارية ومستهدفات الشركة بالنسبة لهذه الوحدات فى ظل الإقبال الكبير عليها بالمشروعات الجديدة؟

* الشركات العقارية بصفة عامة تعتمد على المشروعات الإدارية والتجارية فى تحقيق النصيب الأكبر من أرباحها، على اعتبار أنها ذات عائد طويل الأجل يبدأ منذ اليوم الأول لتسليمها، كما أن نوعية العملاء التى تخاطبهم هذه النوعية من المشروعات يمثلون بوابة لاستقطاب عملاء آخرين للمشروعات السكنية، وخطة «إيوان» خلال السنوات الأخيرة تضمنت طرح مشروعات سكنية وأخرى سياحية، إلى جانب فتح باب الحجز فى عدة مشروعات تجارية وإدارية وطبية، فالتنوع لا يجب أن يكون فى المناطق الجغرافية فقط، وإنما فى نوعية المشروعات أيضًا.

و«إيوان» تعمل بصورة مستمرة على تحقيق التكامل فى جميع مشروعاتها من خلال تخصيص أجزاء للمبانى الإدارية والتجارية والعيادات الطبية، حيث قامت بتنفيذ مبنيين إداريين فى القرية الذكية، كما تدرس العمل على تطوير الأماكن الإدارية بما يتماشى مع التطورات العالمية، والتى تعتمد على مساحات العمل المشتركة، بجمع مجموعة من الشركات فى نفس المكان فى أوقات عمل مختلفة، وهو ما يساهم فى الاستغلال الأمثل للأصول.

ومحفظة الشركة تتضمن مشروعات سياحية وتجارية وإدارية فى القاهرة الجديدة والعين السخنة، كما أنها تخطط للمزيد من المشروعات فى نفس الإطار، وبما يساعد فى دفع عجلة التنمية التى تقودها الدولة فى أكثر من منطقة، ويضمن استمرار المبيعات فى أى وقت من المحتمل أن يشهد تباطؤًا فى حركة البيع والشراء.

** وماذا عن إجمالى محفظة الشركة ونوعية العملاء التى تستهدفهم؟

* تقدر إجمالى محفظة أراضى المجموعة كلية بنحو 2 مليون متر مربع، وتحرص الشركة فى مشروعاتها على توفير أكبر قدر من الخدمات التى يحتاج إليها العملاء، بما يضمن تحقيق التنمية السريعة للمدينة ككل، أما محفظة عملاء الشركة فتبلغ نحو 3 آلاف عميل من شريحة Class A و B+، النسبة العظمى منها بنحو 70 إلى ٪80 هم عملاء مستخدمون فعليون مما يعطى قيمة وثقلًا لمشروعات المجموعة ورفع أسعار «الريسيل».

** شهد الاقتصاد المصرى العام الماضى العديد من التطورات، فماذا عن انعكاس ذلك على السوق العقارى، وما هى توقعاتكم لمستقبل هذا القطاع فى 2020؟

* شهد السوق العقارى خلال العام الماضى، عملية توازن فى حركة النمو بالقاهرة الكبرى والاتجاه إلى غرب القاهرة، بعد أن كان توجه الدولة والمطورين والمشترين نحو شرق القاهرة ممثلًا فى التجمع الخامس والعاصمة الإدارية الجديدة وغيرها، لكن بحلول 2019 بدأت العودة تدريجيًا إلى غرب القاهرة وهو ما تجسد فى ظهور مدن جديدة مثل سفنكس الجديدة وتوسعات أكتوبر، وإقامة العديد من المشروعات العقارية الكبرى، وإنشاء العديد من الطرق الإقليمية والمحاور الرئيسية بغرب القاهرة على غرار ما حدث فى شرقها، وبالطبع ومن المؤكد أن عودة المطورين إلى غرب القاهرة سوف يعيد إصلاح الخلل السابق فى التفاوت الكبير فى أسعار العقارات فى منطقتى التجمع و6 أكتوبر، أيضًا مدن الجيل الرابع التى تبنتها الدولة خلال العام الماضى تلعب دورًا محوريًا ومهمًا فى عملية ضبط السوق، خصوصًا أنها جاءت بمعايير مختلفة وأسس متنوعة تضمن لها النجاح واستدامة النمو، سواء فى مدن العلمين أو الجلالة أو المنصورة الجديدة.

وبصفة عامة نستطيع القول إن الاستقرار السياسى والأمنى الذى شهدته مصر خلال الأعوام الأخيرة، فى منطقة مليئة بالصراعات وتنطوى على كثير من التوترات الجيوسياسية، جعلها مقصدًا آمنًا للاستثمار الأجنبى، وهو ما يزيد ويساهم من فرص تصديرنا للعقار إلى الخارج واحتلالها المكانة التى تناسبها فى السوق العالمى، وقد تكون مؤشرات الاستثمار الأجنبى لم تعكس هذه الحالة حتى الآن، لأن الأمر يحتاج إلى وقت لتحول وجهة الاستثمار إلينا، وهو ما يتطلب وضع تشريعات وحوافز فعالة لجذب الاستثمارات الأجنبية، وهنا يأتى دور الحكومة التى يجب أن تضع هذا الملف فى مقدمة أولوياتها بما يتناسب مع مكانته وأهميته.

لكن حركة النمو والتطور التى تشهدها مصر تدعو للتفاؤل، ولذلك نستطيع أن نطلق على 2020 عام التفاؤل، لاسيما بعد النتائج الجيدة التى حققتها الشركات خلال العام الماضى، ومن المتوقع أن يشهد هذا العام قفزة فى السوق العقارى وإعادة الثقة به بشكل كبير من قبل جميع المطورين الجادين خاصة عقب انتهاء فترة الترقب التى دامت فترة طويلة، كما ستظهر فرص كبيرة فى السوق؛ لإقامة مشروعات عقارية ناجحة، ومن المتوقع أيضًا ارتفاع بورصة أسعار العقارات بنسبة ٪15 خلال هذا العام.

** وماذا عن تأثير مبادرات البنك المركزى التى تم إطلاقها مؤخرًا لتنشيط القطاع العقارى فضلًا عن انخفاض أسعار الفائدة وتراجع معدلات التضخم وسعر الدولار أمام الجنيه المصرى؟

* بالتأكيد.. كل هذه العوامل سوف تلعب دورًا مؤثرًا فى القطاع العقارى خلال العام الجارى، والقطاع المصرفى سوف يتراجع كأحد الخيارات الاستثمارية لدى الكثير من أصحاب الفوائض المالية فى ظل تراجع معدلات الفائدة البنكية، الأمر الذى يجعل القطاع العقارى الملاذ الآمن لأصحاب هذه الفوائض لاستثمار أموالهم، علمًا بأن حل أزمات التمويل العقارى يسهل أعمال المطورين، فهناك عدد كبير من المطورين يلجأ إلى آلية قطع الشيكات بعد الانتهاء من تسليم الوحدات للعملاء لتوفير التمويل اللازم لاستكمال المشروعات، ولذلك يجب توفير تمويلات لمشترى الوحدات «أوف بلان»، خاصة أن كل شركات التطوير تسلم الوحدات بعد تحصيل 40 أو ٪50 من قيمتها مقابل 70 و٪80 فى السابق، وهو ما لا يعد فارقًا كبيرًا فى التمويل.

كما أنه من المتوقع أن يشهد هذا العام حدوث اندماجات بين الشركات العقارية من الصف الثانى شريحة B Class ، حيث إنها ستصبح غير قادرة على مواجهة تحديات السوق بمعايير المنافسة الجديدة التى سيتم إرساؤها، ومن ثم سيتغير السوق العقارى بشكل كبير، فضلًا عن احتدام المنافسة بين شركات الصف الأول بالسوق العقارى فى ظل دخول الدولة كمنافس قوى بالقطاع، وهذا أمر صحى خاصة أنه دائمًا ما تكون المنافسة سر بقاء السوق وقوته.

** الدولة دخلت بقوة لتحقيق عملية التنمية المستدامة فى العديد من المدن خلال الأعوام السابقة، فهل كان هذا التدخل فى صالح هذا القطاع الحيوى أم أنه أضر بمطورى القطاع الخاص؟

* على العكس تمامًا دخول الدولة كلاعب رئيسى فى هذا القطاع خلال السنوات السابقة أفاد العاملين وكان له مردود وأثر إيجابى، لأن هناك العديد من المناطق الجديدة كانت فى حاجة إلى الاقتحام وأخذ زمام المبادرة والريادة ووضع أسس التنمية، وهو ما نجحت فيه بالفعل، ودخول الدولة فى تنفيذ مشروعات لصالح الشرائح المستهدفة من القطاع الخاص، لا يمثل عائقًا أمام شركات التطوير العقارى، خصوصًا أن حجم الطلب كبير، والشركات تعجز عن تلبيته بالكامل، والدولة نفذت مشروعات لتلبية احتياجات فئات لا يستطيع القطاع الخاص الوفاء بها، كما أن دخول الدولة لتنفيذ مشروعات رائدة كنموذج الأبراج الشاطئية بمدينة العلمين الجديدة يثرى القطاع ولا يضره، خصوصًا أن مثل هذه المشروعات تتطلب استثمارات تفوق قدرات المطورين، فضلًا عن أنها تقوم بتوفير مرتكزات بنائية، ونماذج عقارية ومعمارية يحتذى به.