قال سهيل المزروعي وزير الطاقة الإماراتي يوم الاثنين، إن مجموعة أوبك+ حريصة على تزويد العالم بإمدادات النفط التي يحتاجها ومستعدة لذلك، وإذا ما احتاج المستهلكون أكثر فالأمر لا يتطلب سوى اتصال هاتفي.
وقال المزروعي في معرض ومؤتمر أبوظبي الدولي للبترول (أديبك 2022) إن أوبك+ ستظل دائما منظمة فنية موثوقة لتحقيق التوازن بين العرض والطلب على النفط. وتجمع أوبك+ بين دول منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفاء من بينهم روسيا.
وأضاف أن الأمر لا يتطلب سوى اتصال هاتفي حال وجود متطلبات.
واتفقت مجموعة أوبك+ في أكتوبر تشرين الأول على تخفيضات حادة في إنتاج النفط، مما يقلص الإمدادات في سوق تعاني شحا بالفعل ويسبب أحد أكبر المصادمات مع الغرب، إذ وصفت الإدارة الأمريكية القرار المفاجئ بأنه قصير النظر.
والتف منتجو أوبك+ حول السعودية بعد أن اتهمت الولايات المتحدة، حليفة الرياض لفترة طويلة، المملكة بأنها دفعت الدول الأعضاء في أوبك دفعا إلى خفض الإنتاج.
ومن المتوقع أن تعقد أوبك+ اجتماعها المقبل في فيينا في الرابع من ديسمبر كانون الأول، قبل يوم واحد من دخول اتفاق مجموعة الدول السبع للحد من مبيعات النفط الروسية عبر فرض حد أقصى للسعر حيز التنفيذ.
وفي تلك الأثناء، اجتمع وزراء الطاقة والرؤساء التنفيذيون لكبرى شركات النفط في أبوظبي لمناقشة الاستثمارات في النفط والغاز وأسواق الخام وأسعار الطاقة والنمو الاقتصادي في وقت تسبب فيه الغزو الروسي لأوكرانيا في هزة قوية لتجارة النفط العالمية.
وأشار مبعوث الطاقة الأمريكي آموس هوكشتاين إلى أنه يجب تسعير الطاقة بطريقة تتيح النمو الاقتصادي، وإن قطاع النفط والغاز في حاجة لمزيد من الاستثمار.
وقال إن الاستثمارات من الولايات المتحدة ودول أخرى ليست كافية وشدد قائلا "علينا جميعا أن نستثمر ونبتكر أيا كان موقعنا في مشهد الطاقة".
وفي كلمته خلال المؤتمر، أضاف هوكشتاين أن العلاقة بين الولايات المتحدة والإمارات "قوية وقديمة ودائمة". وقال هوكشتاين، في تعليقات تعكس الخلاف بشأن سياسة النفط، للصحفيين "مسموح بالاختلاف. الأمر أقل درامية بكثير مما يعتقده الناس".
وزادت أوبك من توقعاتها للطلب العالمي على النفط على المدى المتوسط والأطول في تقرير توقعات سنوي صدر يوم الاثنين وقالت إن 12.1 تريليون دولار من الاستثمارات مطلوبة للوفاء بهذا الطلب حتى عام 2045 على الرغم من التحول في مجال الطاقة لمصادر غير أحفورية.
وتتناقض رؤية أوبك في تقريرها للعام الحالي مع توقعات أخرى تتنبأ بأن الطلب على النفط سيصل إلى ثبات قبل عام 2030 بسبب الزيادة في الطاقة المتجددة والسيارات الكهربائية.
وقال وزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان يوم الاثنين إن المملكة والإمارات، تعززان الإنتاج والتكرير وتعملان على مشروعات للهيدروجين النظيف.
والدولتان من أكبر البلدان المصدرة للنفط الخام في العالم.
وأضاف الوزير السعودي خلال المنتدى أن الدولتين ستصبحان منتجتين نموذجيتين.
وقال المزروعي إن الإمارات ستنشر أول مراجعة لخطة الطاقة الخاصة بها في 2023، وستزيد من أهدافها الصديقة للبيئة.
وتابع قائلا إن بلاده تتوقع أن هذا التحديث سيتضمن المزيد من موارد الطاقة الخضراء وعبر عن تفاؤله إزاء زيادة مساهمة مصادر الطاقة المتجددة.
وفي وقت سابق، قال سلطان الجابر الرئيس التنفيذي لشركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك) إن خفض استثمارات الهيدروكربون إلى الصفر بسبب التراجع الطبيعي في طاقة الإنتاج سيؤدي إلى خسارة خمسة ملايين برميل يوميا من النفط في العام من الإمدادات الحالية.
وأضاف الجابر في الكلمة الافتتاحية لأديبك 2022 "البيانات والأرقام واضحة، فإذا أوقفنا الاستثمار في الموارد الهيدروكربونية، سنخسر خمسة ملايين برميل نفط يوميا من الإمدادات الحالية، نظرا للانخفاض الطبيعي في الطاقة الإنتاجية، وهذا يجعل من الصدمات التي شهدها قطاع الطاقة هذا العام بسيطة جدا بالمقارنة مع ما سيحصل في حال وقف الاستثمار في النفط والغاز".
وتابع قائلا إن "العالم يحتاج إلى مزيد من الطاقة بأقل انبعاثات" وإن مشهد الطاقة العالمي يمر "باضطرابات غير مسبوقة".
وأضاف الجابر أن العالم يواجه ظروفا معقدة إذ "لاتزال سلاسل التوريد العالمية هشة، وأصبحت الأوضاع الجيوسياسية أكثر تعقيدا وتشتتا واستقطابا من أي وقت مضى".