خوفا من الزلازل.. أوروبا لا تستطيع الاستفادة من حقل غاز ضخم في هولندا


الاربعاء 12 أكتوبر 2022 | 02:42 صباحاً
أكبر حقول الغاز في أوروبا يقع في هولندا
أكبر حقول الغاز في أوروبا يقع في هولندا
وكالات

يقع أكبر احتياطي غاز طبيعي في أوروبا في الأراضي الهولندية، تتناثر فوقه طواحين هوائية، ويكفي الاحتياطي غير المستغل في حقل خرونينان مترامي الأطراف ليكون بديلاً لغالبية وقود ألمانيا المستورد من روسيا في وقت قريب من هذا الشتاء.

ويتجه الحقل للإغلاق وترفض هولندا دعوات لضخ مزيد منه رغم أن أوروبا تستعد لشتاء قد يكون الأصعب منذ الحرب العالمية الثانية، وسبب ذلك أن الحفر أدى لوقوع زلازل مراراً ويرفض المسؤولون الهولنديون المخاطرة برد فعل عنيف من السكان إذا أخلّوا بوعودهم.

كانت خرونينان الركيزة الأساسية لإمدادات الغاز لأوروبا منذ 1963 وحتى بعد مضي نصف قرن هنالك احتياطي يبلغ نحو 450 مليار متر مكعب من الغاز القابل للاستخراج، تبلغ قيمته نحو تريليون دولار.

وتوجد إمكانية لاستخراج نحو 50 مليار متر مكعب سنوياً إضافية عما يتدفق حالياً، وفقاً لشركة "شل" (Shell)، أحد شريكين تشغيل الحقل الرئيسيين، ورغم ذلك يرى السكان المحليون أنه ينبغي للقارة البحث في مكان آخر.

وأوضح وزير التعدين الهولندي، هانس فيلبريف أن استمرار الإنتاج ينطوي على مخاطرة، لكن لا يُمكن كذلك أن تتجاهل البلاد معاناة أماكن أخرى في أوروبا، وقال إن نقص الغاز "قد يجبرنا على اتخاذ ذلك القرار"، كما أن عدم تدفئة المستشفيات والمدارس والمنازل بشكل صحيح قد يتسبب في مشكلة تتعلق بالسلامة.

وقال مسؤولون هولنديون إنه إذا احتاجت ألمانيا مزيداً من الطاقة، فالخيار الأكثر أماناً سيكون عبر إطالة عمر محطاتها النووية، وهي خطوة تدرسها ألمانيا، وإن نفذتها ستُمثل انقلاباً في مسار سياستها، حيث قالت الحكومة الشهر الماضي إن محطتين من المقرر إغلاقهما ستكونان متاحتين عقب نهاية هذا العام إن لزم الأمر.

يذكر أن روسيا، التي كانت تُصدّر نحو ثلث واردات أوروبا من الغاز الطبيعي قبل غزو أوكرانيا، قيدت إمدادتها إلى القارة العجوز ردا على العقوبات، وتقلصت واردات ألمانيا منها بشدة بشكل كبير بسبب الانفجارات الأخيرة بخط أنابيب "نورد ستريم". تقدر "شل" أن الإمدادات الإضافية التي يمكن تشغيلها فوراً أكثر من كافية لتكون بديلاً عن 46 مليار متر مكعب استوردتها ألمانيا من روسيا العام الماضي.

وصرح مفوض الاتحاد الأوروبي للسوق الداخلية، تيري بريتون في خطاب ألقاه أخيراً بأنه يتعين على هولندا مراجعة قرارها بإغلاق خرونينان، كما تعرض فيلبريف لضغوط من نظرائه في الاتحاد الأوروبي، رغم ذلك يستمر تمسك البلاد بموفقها حتى الآن، لكن رئيس الوزراء مارك روته لم يستبعد تماماً استخدام خرونينان لدعم الإمدادات، لكن "فقط في الحالات القصوى إذا سارت الأمور بشكل سيئ، وليس هناك حاجة لذلك حتى الآن".