أعلنت شركة (أرامكو) السعودية اليوم الثلاثاء إطلاق مشروع استراتيجي جديد باسم (الممر العالمي للذكاء الاصطناعي) بهدف دعم جيل جديد من الشركات السعودية الناشئة المعتمدة في نشاطها على الذكاء الاصطناعي.
جاء ذلك في كلمة ألقاها رئيس الشركة النفطية السعودية وكبير إدارييها التنفيذيين السعودي المهندس أمين الناصر خلال انطلاق القمة العالمية للذكاء الاصطناعي في نسختها الثانية تحت شعار (الذكاء الاصطناعي لخير البشرية) بالرياض بحضور أكثر من 10 آلاف شخص و200 متحدث من 90 دولة يمثلون صانعي السياسات في مجال الذكاء الاصطناعي ورؤساء كبرى الشركات التقنية في العالم وتستمر ثلاثة أيام.
وقال الناصر أمام القمة التي تقام برعاية ولي العهد السعودي رئيس مجلس إدارة الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي (سدايا) الأمير محمد بن سلمان إن "هذا المشروع الطموح يسير حاليا في خطواته الأولى ويشمل تصميمه عدة عناصر ليقوم بأربعة أدوار رئيسة هي تأسيس مركز تميز لتطوير حلول الذكاء الاصطناعي لأرامكو السعودية والجهات المهتمة في المملكة بهذه التقنية ذات الآفاق الهائلة وتعزيز جهود تطوير منظومة الملكية الفكرية عالية التأثير المرتبطة بالذكاء الاصطناعي وتسويق منتجات الملكية الفكرية تجاريا".
وأضاف أن "هذا المشروع يعمل كذلك على تدريب الكفاءات السعودية الشابة وتطويرها في مجالات الذكاء الاصطناعي ودعم جيل جديد من الشركات السعودية الناشئة المعتمدة في نشاطها على الذكاء الاصطناعي" مبينا أن "المشروع أطلق عليه ممر عالمي لأنه يساعد في جهود نقل المعرفة وتبادل الأفكار وتقديم الحلول بين المملكة ودول العالم وأرامكو السعودية وهو عنصر محفز لدعم مثل هذا النشاط المهم".
من جهته أكد وزير الاتصالات وتقنية المعلومات السعودي المهندس عبدالله السواحة في كلمة له في حفل افتتاح أعمال القمة أهمية الدعم والتمكين اللذين يوليهما ولي العهد السعودي لكل ما من شأنه اغتنام فرص المستقبل من خلال التركيز على الذكاء الاصطناعي ودوره في خدمة البشرية ورسم مستقبل المملكة لبناء مجتمعات رقمية ومدن ذكية واقتصادات رقمية مزدهرة.
واضاف السواحة ان "المملكة اصبحت اكبر قوة تقنية للمبرمجين حيث يتم تعليم الالاف من المتدربين "حيث تجاوزنا متوسط تمكين النساء في هذا المجال نسبة التمكين في (وادي السيليكون)" وهي منطقة في مدينة سان فرانسيسكو الأمريكية تضم مقرات الشركات العملاقة المعروفة مثل غوغل وفيسبوك وأوبر وتويتر وأبل وغيرها".
وقال ان المعامل والمختبرات الوطنية ترصد البيانات للتأكد من وقف التصحر والزراعة العشوائية مبينا انه خلال ثلاث سنوات تم العمل على توفير المياه المهدرة.
واوضح ان "شركة (ارامكو) ابرزت للعالم اكبر حالة استخدام للذكاء الصناعي مثل انترنت الاشياء والبيانات لتقدم للعالم انظف الانشطة ليس فقط لانتاج النفط بتكلفه قليلة ولكن ايضا لتقديم اقل كثافة كربونية".
واضاف السواحة ان المملكة في مجموعة العشرين "قادت إجماعا عالميا تجاه مبادئ منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية للثقة في الذكاء الاصطناعي وكيف له ان يكون شاملا وشفافا ومتينا ومتمحورا حول الانسان".
وذكر ان بلاده ومن خلال مدينة المستقبل (ذا لاين) قدمت للعالم افضل صورة لتطبيق الذكاء الاصطناعي ونموذج في كيفية تخطيط المدن إلى 150 سنة المقبلة وكيفية تطويع السعودية لحلول الذكاء الاصطناعي والبيانات لبناء المجتمعات المستدامة.
وبدوره قال رئيس الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي (سدايا) الدكتور عبدالله الغامدي في كلمته إن التقنية قد تقدمت خاصة المرتبطة بالذكاء الاصطناعي بشكل كبير وأصبحت "جزءا لا يتجزأ من كل جانب في جوانب حياتنا".
واضاف ان الذكاء الاصطناعي والمساعدة الافتراضية في الملايين من المنازل والهواتف الذكية والمركبات للقيادة الذاتية "ليست خيالا بعد الآن" فالذكاء الاصطناعي والإنسان الآلي قاما بإجراء الملايين من العمليات الجراحية اليوم.
واعتبر أن "الذكاء الاصطناعي حاضر اليوم" حيث نكاد نلامس سطح القدرات الكامنة للذكاء الاصطناعي فالإشارات المبكرة واعدة للغاية و"يمكن للمزارع الرأسية التي تعمل اليوم عبر أدوات الذكاء الاصطناعي إنتاج أغذية بطاقة إنتاجية تصل إلى ما يتجاوز 400 ضعف ما تنتجه المزارع التقليدية".
واوضح الغامدي ان الذكاء الاصطناعي اثبت أنه يمكن أن يساعد في تقليل الانبعاثات بنسبة 40 بالمئة وأن يتنبأ ببعض أنواع السرطان بشكل أفضل من البشر.
وحذر من الفجوة الرقمية بين الدول في ظل التقدم التقني و"بأنها لا تزال تتسع مع تقنيات الذكاء الاصطناعي وجزء من هذه الفجوات نجده حتى داخل الأمة الواحدة" واصفا الفجوة بين الجنسين بانها "هائلة" ووفقا لدراسة حديثة اذ ان 12 بالمئة فقط من باحثي الذكاء الاصطناعي هم من النساء وهذا وضع لا يمكن أن يكون صحيحا وسنفعل شيئا حيال ذلك في هذه القمة.
واستهلت القمة بعرض حي بعنوان (يمكن للبشر أن يكون لهم مستقبل أفضل بفضل الذكاء الاصطناعي) تضمن سبعة مشاهد تحكي علاقة الإنسان بالذكاء الاصطناعي ومنها أخلاقيات الذكاء الاصطناعي وقصة التعلم الآلي وكيف يعلم الإنسان الآلة وكيف تصبح بيديه ذكية بحيث تستوعب تعليماته إضافة إلى كيف تصبح مستقلة وتعمل دون الحاجة إلى مدخلات بشرية إلى أن ينسجم الإنسان مع الآلة من جديد نحو الانسجام في المستقبل.
وستتناول القمة جملة من الموضوعات المتعلقة بالذكاء الاصطناعي المنبثقة عن محاور رئيسة هي تقنيات الذكاء الاصطناعي وحالات استخداماتها الحالية في شتى مناحي الحياة ومستقبل قطاع الذكاء الاصطناعي وكيفية تطويره والاستفادة منه في حل أبرز التحديات حول العالم وأخلاقيات الذكاء الاصطناعي والاستخدام المسؤول لتقنياته بهدف ضمان أن يكون المستقبل حقيقة وليس خيالا علميا.
وستشهد أعمالها على مدى ثلاثة أيام مشاركة واسعة من الوزراء وممثلي القطاعين العام والخاص في المملكة يلتقون فيها مع خبراء التقنية في العالم ليقدموا خبراتهم ورؤاهم بشأن الذكاء الاصطناعي وتأثيراته في 100 جلسة وورشة عمل.
وستبحث القمة في موضوعات تبين انعكاسات الذكاء الاصطناعي على أهم القطاعات الحيوية مثل المدن الذكية وتنمية القدرات البشرية والرعاية الصحية والمواصلات والطاقة والثقافة والتراث والبيئة والحراك الاقتصادي بهدف إيجاد الحلول للتحديات الحالية وتعظيم الاستفادة من تقنيات الذكاء الاصطناعي.