أعلنت وزارات التعاون الدولي والبيئة والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات إطلاق مسابقة (Climatech Run 2022) الدولية، والتي تستهدف الشركات الناشئة العاملة في مجال تكنولوجيا المناخ من قارة إفريقيا ومختلف أنحاء العالم.
ويأتي إطلاق المسابقة بهدف تحفيز وتشجيع الحلول الرقمية والتكنولوجية المبتكرة والمستدامة لتعزيز العمل المناخي، ومواجهة التداعيات الاقتصادية والاجتماعية الناجمة عنه، وذلك في إطار الاستعدادات التي تقوم بها مصر لاستضافة ورئاسة مؤتمر اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (COP27) في نوفمبر القادم، والجهود المبذولة لإشراك كافة الأطراف ذات الصلة في تعزيز العمل المناخي، وتشجيع الأفكار المبتكرة والحلول المستدامة.
وأكدت وزيرة التعاون الدولي، خلال حفل الإطلاق، الدور الحيوي الذي يمكن أن تقوم به الشركات الناشئة من خلال الأفكار المبتكرة لمكافحة تداعيات التغيرات المناخية من خلال تقليل الانبعاثات في قطاعات الطاقة وتعزيز الأمن الغذائي وتحفيز وسائل النقل الذكي والمستدام، موضحة أن مصر تستهدف تحفيز مشاركة الأطراف ذات الصلة في تحويل التعهدات المناخية إلى إجراءات واقعية وتدابير ملموسة خلال قمة المناخ (COP27) من أجل التحول إلى الاقتصاد الأخضر.
وقالت "إن المبادرة التي نحن بصددها تأتي نتيجة شراكات بين الحكومة والقطاع الخاص وشركاء التنمية ومسرعات الأعمال من أجل تحفيز الشركات الناشئة العاملة في مجال تكنولوجيا المناخ، واستقبال أفضل الأفكار من مختلف أنحاء العالم، لاسيما قارة أفريقيا"، منوهة بأن المبادرة تأتي ضمن عدد من المحاور التي تعمل عليها الوزارة استعدادا لقمة المناخ، وتماشيًا مع سعي الحكومة لدعم الانتقال من التعهدات إلى التنفيذ.
ومن جهتها، قالت وزيرة البيئة "إن إطلاق هذه المسابقة، التي تستهدف الشباب من رواد الأعمال والشركات الناشئة من حول العالم في مجال تطبيق تكنولوجيا الاتصالات للتصدي لتحدي تغير المناخ، يؤكد على الدور الذي يمكن أن يلعبه هذا القطاع برؤى الشباب وابتكاراتهم في دفع العمل المناخي".
وأضافت أن ظاهرة تحدي المناخ أصبحت حقيقة معترف بها في العالم أجمع بعد الآثار الواضحة المتلاحقة على كوكب الأرض، والتي تتطلب تحرك سريع من الجميع، وفي طريقنا نحو مؤتمر المناخ القادم (COP27)، والذي تستضيفه مصر كمؤتمر للتنفيذ ورؤية الرئاسة المصرية له كطريق للانتقال الطموح العادل، مما يعني ترجمة هذا الطريق للتنفيذ الطموح من خلال تنفيذ اجراءات عاجلة على أرض الواقع وكيفية تنفيذها، والطموح بما يعني رفع مستوى تطلعاتنا، والذي لا يمكن أن يتم بدون قوة الأصوات المنادية بالتصدي لتغير المناخ.
وأكدت أنه خلال مؤتمر شرم الشيخ للمناخ ستكون أصوات الشباب من رواد الأعمال وأصحاب الشركات الناشئة القادرة على تقديم إبداعات في تكنولوجيا المناخ، قوة دافعة.
وبدوره، قال وزير الاتصالات "إن المسابقة تمثل تجسيدا لتضافر جهود الحكومة، ممثلة فى الوزارات الثلاث مع المنظمات الدولية، والشركات المحلية والعالمية، والمجتمع المدنى، ورواد الأعمال والمبتكرين لبناء حلول مبتكرة فعالة لمواجهة آثار التغير المناخى؛ كما أنها تبرز قوة وأهمية الابتكار والحلول التكنولوجية التى توفرها الشركات الناشئة للحفاظ على البيئة".
وأشاد بكون المسابقة تولى اهتماما بتخصيص جزء لتشجيع الابتكار فى إفريقيا، إلى جانب التركيز على تخصص الفنون الرقمية لمواجهة التحديات التى يفرضها التغير المناخي، موضحا أن الفنون الرقمية تعد من ضمن التخصصات ذات الأولوية فى استراتيجية التدريب التقنى الخاصة بالوزارة حيث تم إنشاء كلية الفنون الرقمية بجامعة مصر للمعلوماتية، كما تم إطلاق عدة مبادرات لبناء القدرات فى هذا التخصص.
وأكد أن قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات يرتكز على الابتكار؛ منوها بجهود الوزارة فى توفير البيئة المحفزة للإبداع التكنولوجى وريادة الأعمال من خلال إنشاء 12 مركزا لإبداع مصر الرقمية في المحافظات، تتضمن حاضنات تكنولوجية لتحويل الأفكار المبتكرة إلى مشروعات قائمة على أرض الواقع.
ومن جانبها، قالت نيكول شامبين القائم بأعمال السفير الأمريكي بالقاهرة "إن تغير المناخ يمثل تهديدا لا نهائى.. والولايات المتحدة ملتزمة بالتعامل مع أزمة المناخ والتعاون مع شركائنا العالميين لتعزيز طموحنا المناخي المشترك".
وتعد المُسابقة الدولية (Climatech Run 2022) مثالا للشراكات البناءة بين الحكومة وشركاء التنمية والقطاع الخاص وشركات التكنولوجيا الكبرى من أجل فتح آفاق العمل المناخي للشركات الناشئة، حيث يتم تنفيذ المسابقة بالشراكة مع الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، وبرنامج الأغذية العالمي، وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، والبنك الإفريقي للتصدير والاستيراد "أفريكسيم بنك"، وشركة جوجل، وصندوق الأمم المتحدة للسكان، ومنظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية، وشركة مايكروسوفت، ومن مسرعات الأعمال فلك ستارت ابس، وشبكة رواد الأعمال، وأفريلابس والعديد من الشركاء الآخرين.
وتأتي المسابقة تلبية للنداء العالمي بضرورة التصدي للتغيرات المناخية وابتكار الحلول المستدامة الهادفة للحفاظ على البيئة ومنح أولويات للتكنولوجيات الصديقة للبيئة، والتي تمثل داعمًا لحلول التكيف والتخفيف من تداعيات التغيرات المناخية، لذلك فإن المسابقة تعمل من خلال مساريين، الأول إتاحة الفرص للشركات التكنولوجية العاملة في مجال المناخ للمشاركة للمساهمة بالحلول التي يقدمونها في إتاحة آليات مستدامة ومبتكرة للتعامل مع التغيرات المناخية وزيادة الوعي بخطورتها وكيفية مواجهة التحديات الاقتصادية والاجتماعية التي تتسبب فيها، والثاني يستهدف المتخصصين في مجال الفن الرقمي.
وكانت المسابقة قد فتحت أبوابها أمام الشركات الناشئة في مجال تكنولوجيا المناخ للتقديم أمس /الاثنين/، ومن المقرر أن يستمر تلقي الأفكار والشركات المتقدمة لمدة شهر واحد، ثم بعد ذلك يتم عقد عدد من الفعاليات والندوات مع كافة المتقدمين من مختلف أنحاء العالم للتعريف بالمبادرة قبل أن يتم اختيار الشركات المتأهلة إلى المراحل النهائية.
وتبدأ المرحلة الثانية من المسابقة الدولية خلال فعاليات قمة المناخ (COP27)، حيث تتم إتاحة الفرصة للشركات المتأهلة لعرض أفكارهم والمشاركة في الأنشطة التي ستنفذ خلال المؤتمر أمام مختلف الأطراف المشاركة من الحكومات والقطاع الخاص وشركاء التنمية، فيما تبدأ المرحلة الثالثة والنهائية عقب القمة، ويعمل الشركاء من خلالها على دعم وتوجيه الشركات الناشئة والمتخصصين في الفن الرقمي من خلال مجموعة رفيعة المستوى من المستشارين والمحكمين والخبراء الدوليين لتعزيز قدرتهم على الوصول للأسواق وتطبيق أفكارهم على أرض الواقع.
وتضع المسابقة عددا من الشروط للشركات الناشئة الراغبة في التقدم، وهي: (أن يكون لديها مسار عمل فعلي لأكثر من عامين، وفريق عمل مكون من عضوين أو أكثر، وأن تتميز الفكرة بالاستدامة والابتكار وأن تطبق واحدة أو أكثر من التكنولوجيات الناشئة، وألا تكون شركة تابعة لشركة قائمة، وأن يكون لدى الشركة نموذج أو منتج أولي، وأن يكون لدى الفريق المتقدم القدرة على التواصل والعرض وتقديم المشروع باللغة الإنجليزية).. وسيكون لدى الفرق الفائزة فرصة للفوز بعدد من الجوائز، حيث تصل قيمة الجائزة الكبرى إلى 100 ألف دولار، والثانية إلى 50 ألف دولار، والثالثة إلى 25 ألف دولار.
كما تشترط المسابقة أن يكون عمر المتقدم قد تجاوز 18 عاما وقت التقدم للمسابقة، وأن يكون الحد الأقصى للقطع التي يشارك بها 3 قطع فنية، وأن يتم تقديم العمل الأصلي فقط.. ويحصل المركز الأول في مسابقة الفنان الرقمي على جائزة كبرى بقيمة 5 آلاف دولار، والجائزة الثانية نحو 3 آلاف دولار، والجائزة الثالثة 2000 دولار، ومن المقرر أن ينتهي التقدم لمسار الفن الرقمي في 22 سبتمبر المقبل.
وفي ظل أهمية العمل المناخي في قارة إفريقيا ودوره في تحفيز التحول إلى الاقتصاد الأخضر، وعدم حصول الشركات الناشئة في مجال التكنولوجيا في القارة على التمويل والاستثمارات اللازمة حيث تتلقى فقط 0.2% مقارنة بنحو 94% من الاستثمارات للشركات في الولايات المتحدة وكندا والصين وأوروبا، فإن المسابقة تخصص جائزة لشركتين ناشئتين من قارة إفريقيا، كما سيتم دعوة أفضل 5 شركات ناشئة إفريقية لعرض أفكارهم خلال الحدث العالمي ضمن فعاليات قمة المناخ (COP27).
ومن المقرر أن تحصل أفضل شركة إفريقية ناشئة على جائزة بقيمة 50 ألف دولار، بينما تحصل الشركة الحاصلة على المركز الثاني على جائزة بنحو 25 ألف دولار.
يشار إلى أنه سيتم إتاحة منصة إلكترونية تفاعلية للمسابقة العالمية (ClimaTech Run) بثلاث لغات، هي: العربي والإنجليزية والفرنسية، لإتاحة فرص التقدم للشركات الناشئة والمعنيين بالمسابقة، والرد على كافة الاستفسارات والتفاعل مع الخبراء والمحكمين.