نكشف أسباب غياب محمد صلاح عن حفل أفضل لاعب فى إفريقيا


الاربعاء 08 يناير 2020 | 02:00 صباحاً
محمود عيسى

تباينت آراء جماهير الكرة العالمية والمصرية والعربية، حول موقف محمد صلاح، نجم منتخب مصر وليفربول الإنجليزي، بقراره بعدم حضور حفل جائزة أفضل لاعب في إفريقيا لعام 2019.

وفاز الدولي السنغالي ساديو ماني، زميل صلاح بصفوف ليفربول، بجائزة أفضل لاعب إفريقي لعام 2019، متفوقًا على الفرعون المصري، والجزائري رياض محرز، نجم مانشستر سيتي الإنجليزي.

وتوج الأسد السنغالي بالكرة الذهبية الإفريقية، لأول مرة في مسيرته، أمس الثلاثاء، في الحفل الضخم الذي نظمته مصر بمنطقة سهل حشيش بالغردقة.

وشهد الحفل حضور كبار المسؤولين، في مقدمتهم الإيطالي جيانو إينفانتينو، رئيس الاتحاد الدولي ، وأحمد أحمد رئيس الاتحاد الإفريقي، وأشرف صبحي وزير الشباب والرياضة، بالإضافة لحضور عدد كبير من أساطير الكرة العالمية والإفريقية، تقدمهم الأسد الكاميروني صامويل إيتو، والسنغالي الحاج ضيوف، والمغربي مصطفى حجي، والجزائري رابح ماجر، والنيجيري نوانكو كانو، والأنجولي أمادو فلافيو والمدرب الفرنسي السابق لفريق آرسنال الإنجليزي، أرسين فينجر، ومن مصر حضر أحمد حسام ميدو، والصخرة وائل جمعة، والصقر أحمد حسن وآخرين.

وكشفت المصادر المقربة من محمد صلاح والذي أبلغ بها مسؤولي الاتحاد الإفريقي سبب غيابه عن حضور حفل جائزة أفضل لاعب إفريقي، لتواجد والدته وشقيقه معه في إنجلترا، الأمر الذي لم يقنع عدد كبير من محبي ومتابعي الساحرة المستديرة.

واختفلت الآراء حول غياب صلاح، عن حضور الحفل، حيث رآى البعض أن قراره يخصه فقط، فيما ذهب البعض (الشريحة الأكبر) على مواقع التواصل الاجتماعي، لمهاجمة اللاعب بشراسة وانتقاد موقفه، حيث أرجع البعض غيابه، متهمه بغضبه واستيائه من ذهاب الجائزة لزميله ومنافسه ساديو ماني.

جريدة العقارية، بحثت اليوم الأربعاء، عن الأسباب الرئيسية التي دفعت صلاح للغياب عن حضور حفل أفضل لاعب إفريقي، والتي تبين خلالها سؤالًا مثيرًا وهو هل كانت هناك رغبة من صلاح في الرد بالمثل على موقف المسؤولين في مصر وبالأخص في اتحاد الكرة بالغياب عن حضور الحفل لغضبه السابق من تعمدهم بعدم التصويت له في جائزة أفضل لاعب في العالم لعام 2019، والتي يمنحها الاتحاد الدولي لكرة القدم، وفاز بها الساحر الأرجنتيني ليونيل ميسي.

العقارية برهنت تقريرها بنية صلاح على اتباعه سياسة الرد بالمثل، بعدما قام اللاعب فور نهاية الحفل، بالسخرية من فوز اتحاد الكرة السابق، برئاسة هاني أبوريدة، بجائزة أفضل اتحاد محلي في إفريقيا لعام 2019، حيث قام بنشر صورة لابنته مكة على الستوري الخاص لحسابه على موقع "إنستجرام" وهي تضحك، معلقًا عليها: "وجائزة أفضل اتحاد ذهبت إلى".

سخرية صلاح من فوز اتحاد الكرة السابق بجائزة أفضل اتحاد محلي في القارة الإفريقية، برهنت بأن اللاعب لم يحضر للحفل كرد فعل احتجاجى لمن تسبب في حرمانه من الحصول على 14 نقطة كاملة في سباق جائزة أفضل لاعب في العالم 2019، والتي قام بعدها اللاعب بحذف تعريف كونه لاعبًا بصفوف منتخب مصر على حسابه الخاص على "تويتر".

واشتعلت أزمة صلاح مع اتحاد الكرة، بعد إعلان الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، نتائج التصويت على جائزة أفضل لاعب في العالم لعام 2019، حيث حل الفرعون في المركز الرابع في القائمة، خلف الأرجنتيني ليونيل ميسي الذي توج بالجائزة، والهولندي فان دايك ثانيا، والبرتغالي كريستيانو رونالدو ثالثا، حيث ظهرت أزمة قوية عند إعلان نتيجة الأصوات بسبب عدم مشاركة أحمد المحمدي قائد المنتخب المصري، والمكسيكي خافيير آجيري مدرب الفراعنة السابق في التصويت، فيما اختار الإعلامي الذي شارك في التصويت، السنغالي ساديو ماني في المركز الأول ومن بعده رونالدو وحل محمد صلاح في المركز الثالث، لتشتعل أزمة عنيفة واتهامات لاتحاد الكرة بحرمان نجم ليفربول من 14 نقطة في سباق جائزة أفضل لاعب في العالم.

وتنص لائحة جائزة أفضل لاعب في العالم على اختيار الفائز من خلال 4 طرق تصويت متساوية فيما بينهم بنسبة 25% لكل منهم، ويتم تقسيمها عن طريق اختيار الجماهير عبر استفتاء فيفا بالموقع الرسمي، ومدربي منتخبات العالم، وقادة المنتخبات، ومجموعة من الإعلاميين من كل دول العالم بواقع 3 اختيارات لكل فرد يحصل الأول منها على 5 نقاط ثم الثاني على 3 ونقطة وحيدة للأخير، ليفقد صلاح 14 من 15 نقطة لمصر.

الأزمة ازدادت اشتعالا بعدما حذف محمد صلاح صفته كلاعب منتخب مصر من صفحته على تويتر بعد أزمة عدم التصويت له، قبل أن يعلق نجم ليفربول الإنجليزي، على الأزمة مؤكدًا حبه لمصر وللمصريين، وأنهم لن يستطيعوا تغيير حبه لمصر ولأهلها، قائلا في تغريدة على تويتر "مهما حاولوا يغيروا حبي ليكي ولناسك مش هيعرفو".

الأزمة سالفة الذكر بين صلاح ومسؤولي اتحاد الكرة، لم تكن الأولى، حيث كان سبق وشن اللاعب هجومًا لاذعًا على مجلس إدارة اتحاد الكرة السابق برئاسة هاني أبو ريدة، بعد خيبة خروج منتخب مصر الأول من دور الـ16 لبطولة كأس الأمم الإفريقية 2019 والتي أقيمت في مصر، حيث كشف اللاعب وقتها أن علاقته معهم لم تكن جيدة، وأنه لم يرغب مطلقًا في الاعتماد على قوته، مؤكدا خلال تصريحات لشبكة سي إن إن الأمريكية، أن الأمور داخل فندق إقامة منتخب مصر خلال منافسات كأس أمم أفريقيا 2019 لم تكن على ما يرام.

وخرج صلاح ليؤكد: "كنت أفكر مع مسؤولي الاتحاد، الأمر كان شبيها بالمنافسة بيننا، وعندما كنت أتحدث عن شيء كان عليهم أن يعلمون أنني أقول ذلك لأنني أريد أن أكون سعيدًا، أتحدث لتحقيق شيء للمنتخب، من أجل تقديم المزيد للفريق، ليس لأنني أريد أن أريهم قوتي، وللأمانة فإذا كنت قويًا لتغير الكثير من الأمور".

وعن إقامة منتخب مصر خلال كأس الأمم.. قال صلاح: "وصول الجماهير إلى فندق اللاعبين كان غير طبيعي، عندما كنا في يوم الراحة ظللت حبيسًا في غرفتي حتى التاسعة والنصف مساءً، عندما حاولت النزول لساحة الفندق كان معي 200 فرد، ووقتها تحدثت عن الأمر مع المسؤولين ولكن اتحاد الكرة قالوا لي لماذا تشتكي؟، أشتكى لأنني إنسان، أريد أن أكون مع اللاعبين، أريد الجلوس والاستمتاع بحياتي، نحن نحب بعضنا كلاعبين ونريد أن نلهو قليلًا معا في وقت الراحة".

كما سبق وأن هاجم صلاح اتحاد الكرة، بسبب تضارب الحقوق التسويقية بعد وضع صورته منفردا على الطائرة الخاصة للمنتخب عقب التأهل لكأس العالم الأخيرة بروسيا 2018، وهو ما أثار غضب اللاعب والكولومبي رامي عباس وكيل أعماله، ليدخلا في صدامات عدة مع اتحاد الكرة رافضين استغلال صور اللاعب بشكل منفرد مع الشركات الراعية للاتحاد، قبل أن تنتهي الأزمة برفع صورة اللاعب وتغيير تصميم الطائرة التي نقلت المنتخب إلى روسيا للمشاركة في المونديال.

أيضًا كان شن اللاعب هجوما عنيفا على اتحاد الكرة من خلال تغريدة عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" قائلا: "بكل أسف طريقة التعامل فيها إهانة كبيرة جدًا.. كنت أتمنى التعامل يكون أرقى من كدا"، ليؤكد انزعاجه من طريقة تعامل اتحاد الكرة.

الأزمة الأبرز للفرعون المصري في معسكرات المنتخب مع مجلس الجبلاية السابق، كانت خلال معسكر روسيا في كأس العالم، بعد أزمة زيارة رئيس الشيشان رمضان قاديروف واستغلال اللاعب سياسيا، وهو ما أثار هجوما من الصحف العالمية الكبرى ضد صلاح، بعدما حصل الفرعون على المواطنة الشيشانية خلال حفل العشاء الذي أقامه الرئيس الشيشاني للمنتخب، والاتهامات التي تطارد قاديروف بانتهاك حقوق الإنسان، ليضطر اللاعب للتأكيد على أنه تم توريطه في الأمر من اتحاد الكرة.

بعد المونديال اشتعلت أزمة عنيفة، وصلت إلى حرب تصريحات وبيانات بين اللاعب والجبلاية، بسبب بعض المطالب الخاصة بوجود أمن خاص للفراعنة ومنع أي زيارات لغرف اللاعبين خاصة من أقارب أعضاء مجلس إدارة اتحاد الكرة، واستقبال المحترفين بشكل رسمي من أجل إنهاء إجراءات دخول مصر خلال عودتهم للانضمام لمعسكرات الفراعنة، ليخرج اللاعب في فيديو لايف عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي ويشن هجوما عنيفا على اتحاد الكرة، قبل أن يرد اتحاد الكرة ببيان يهاجم وكيل صلاح.