أكد سامح سعد رئيس مجلس إدارة شركة مصر للسياحة، أن القطاع الخاص ينمو بشكل ملحوظ خاصة الجاد منه، لافتًا إلى أن القطاع السياحى يحتاج إلى مستثمرين أصحاب خبرات، يدركون أن الفندقة مهنة لها أصول وقواعد وتحتاج إلى خبرات كبيرة.
وأشار فى حواره لـ «العقارية»، إلى أن شركته تستعد لفتح أسواق جديدة لكن ليس بإمكانها القيام بذلك بمفردها، لذلك سوف تتعاون مع شركات سياحية جادة من القطاع الخاص لتحقيق هذا الهدف ووضع حد أدنى للتسعير لتفادى جميع السلبيات الموجودة حاليًا.
وقال إن هناك العديد من الفرص الواعدة أمام المستثمرين بالقطاع السياحى، مناشدًا المسئولين تسهيل الإجراءات وإزالة المعوقات أمام القطاع الخاص للقدرة على الانطلاق والعمل بجدية.
وأوضح أن مصر قادرة على تحقيق إيرادات 16 مليار دولار فى القطاع السياحى خلال 2020، خصوصًا بعد عودة السياحة الثقافية التى تشهد معدلات إنفاق كبيرة جدًا، لافتًا إلى أن السوق الانجليزى بدأ يعود بقوة إلى السياحة المصرية بعد فترة من التوقف لأسباب متعددة.
** حققت السياحة المصرية أعلى إيرادات فى تاريخها خلال 2019 بنحو 12.6 مليار دولار.. فما هى الأسباب التى أدت إلى ذلك .. وما هى أنواع السياحة التى نتميز بها؟
* السياحة شهدت طفرة كبيرة جدًا لم تشهدها مصر من قبل، وذلك يرجع إلى الاستقرار السياسى والأمنى الذى شهدته البلاد خلال الفترة الماضية، ونتيجة لبرنامج الإصلاح الهيكلى الذى تبنته وزارة السياحة بمشاركة القطاع الخاص، ومصر بها العديد من أنواع السياحة منها الشاطئية التى تمثل 76% من حجم السياحة القادمة إلينا، والثقافية التى تمثل 13%، لكن معدل الإنفاق بها يكون أعلى بكثير من السياحة الشاطئية، وعلى سبيل المثال الصين من البلاد المهتمة جدًا بالسياحة الثقافية، فالسائح الصينى عندما يزور مصر يذهب آخر يوم فقط من رحلته إلى الغردقة كنوع من التغيير؛ لأنهم شعب لديه حضارات كثيرة، الهند أيضًا تمدنا بأعداد جيدة من السياحة الثقافية، بجانب ذلك هناك أسواق جديدة لكنها ليست مستمرة، كما هو الحال مع السياحة الصينية والهندية.
** وما هى أهم الدول المصدرة للسياحة إلينا خصوصًا بعد الأزمة الروسية التى أثرت بشكل سلبى على السياحة المصرية؟
76 * % من السياحة القادمة إلى مصر من أوروبا، وذلك لأسباب كثيرة منها قرب المسافة التى تتراوح بين 3 و 4 ساعات بالطائرة، لذلك فهى غير مكلفة بجانب شغف الأوربيين بدراسة تاريخ الفراعنة ومشاهدة الأهرامات والمعالم التاريخية بالأقصر وأسوان، وبصفة عامة أوروبا دائمًا ما تقود مسيرة السياحة فى مصر، لكن نحن نحاول باستمرار فتح أسواق جديدة، وكما ذكرت هناك السياحة الصينية والهندية، بجانب السوق الإنجليزى الذى كان مختفيًا لفترة ولكن بدأ يعود، وهناك دول أخرى بدأت تأتى إلى مصر مما أنعش السياحة خلال العام الماضى.
** على ذكرك السوق الإنجليزى .. «توماس كوك» واحدة من أهم الشركات التى تعرضت لتصفية فى الفترة الأخيرة وكانت تصدر أعدادًا كبيرة من السياح للسوق المصرى .. فما مدى تأثير ذلك على السياحة هنا؟
* السوق يأخذ الكثير من الوقت لإعادة نفسه مرة أخرى، ويوجد الكثير من المنافسين لتعويض دور «توماس كوك»، لكن لابد من توفير نفس عدد الرحلات والطائرات التى كانت توفرها الشركة، علمًا بأنه من ضمن الأسباب التى أعاقت الشركة الإنجليزية عن المسيرة أنها لم تواكب التكنولوجيا الحديثة، خصوصًا أن تكلفة الطيران عالية جدًا، ورغم ذلك هناك بعض الدول لم تتأثر بهذه الأزمة مثل ألمانيا؛ لأن بها مجموعة شركات صغيرة تمثلها «توماس كوك» وعند إفلاس الشركة الأم أكملت الشركات الصغيرة المسيرة، وأيضًا جزر إسكندنافيا لم تتأثر حيث تمتلك شركة تسمى «أبوللو» وعند توقف «توماس كوك» أكملت «أبوللو» المسيرة بنجاح.
** وأين نحن من التكنولوجيا الحديثة فى قطاع السياحة لكى نستطيع القدرة على الاستمرار وجلب أكبر قدر من السياح؟
*نحن فى مصر متقدمون إلى حد كبير، حيث نمتلك سلسلة فنادق عالمية تطبق كل الأنظمة التكنولوجية الحديثة فى الحجز والتعاملات، كما نمتلك شركات طيران تقوم بدورها على أكمل وجه، لكن السياحة الشاطئية محكمة لا يحتاج فيها السائح الذهاب إلى شركة سياحية، حيث يكتفى بالحجز فى فندق يطل على البحر، فالموضوع بالنسبة له سهل ومنظم وتكون الرحلة بالسفر والإقامة، أما السياحة الثقافية فصعب جدًا التحكم بها فلابد من برنامج للسائح وتوفير منظم للرحلات لدى الشركة، وهنا عملية البيع تتم عن طريق مكاتب السياحة المنتشرة، التى اعتبرها تاجر جملة أو تاجر تجزئة، ومكاتب السياحة الصغيرة تسأل السائح عن اهتماماته والفئة العمرية وجميع التفاصيل قبل الحجز له، وبالتالى تختار له أفضل باقة تناسب إمكانياته ورغباته، وليس كل سائح يستطيع إيجاد البرنامج المناسب له من خلال الإنترنت، لذلك لا يمكن الاستغناء عن شركات السياحة فى هذه النقطة تحديدًا.
** وماذا عن السياحة الروسية ومدى جاهزيتنا لاستقبالها فى حال عودتها مجددًا، خصوصًا أنها كانت تمثل 30% من حجم السياحة القادمة إلى مصر قبل توقفها بسبب أزمة حادثة الطائرة؟
*فى عام 2014 قبل توقف السياحة الروسية كان العدد 3.1 مليون سائح، وعقب حادث الطائرة الروسية فى أكتوبر 2015 صاحب ذلك أزمة اقتصادية حادة فى موسكو والتى بسببها تم تعويم «الروبل»، نتج عنها تراجع السياحة الروسية إلى مصر لتصل إلى 2.3 مليون قبل أن يتخذ الجانب الروسى قرارًا بوقف الرحلات السياحية نهائيًا، وبالفعل السياحة المصرية خصوصًا الشاطئية منها كانت تعتمد على الساحة الروسية، ونحن جاهزون لاستقبالها مجددًا فى ظل عودة السياحة وانتعاشها بمعظم المدن المصرية السياحية كالغردقة ومرسى علم وشرم الشيخ والأقصر وغيرها، ولكن المشكلة الأكبر التى نخشاها عند عودتها، أن يطلب منظمو الرحلات الروس تخفيض الأسعار بزعم أنهم تعرضوا لخسائر كبيرة خلال فترة التوقف وهو ما يصعب الاستجابة له فى ظل تحرك السوق، مما قد يعيدنا إلى نقطة الصفر مجددًا.
** بعض التقارير أكدت أن قطاع السياحة المصرى قادر على تحقيق إيرادات 16 مليار دولار خلال 2020 .. فكيف يمكن تحقيق ذلك؟
*من السهل تحقيق ذلك الرقم وليس صعبًا؛ لأن السياحة الثقافية بدأت تعود وبقوة ومن المؤكد إذا تحقق هذا الرقم سوف يساعدنا اقتصاديًا وسوف يصاحبه انخفاض الدولار وارتفاع الجنيه، وهو ما بدأ يحدث فعليًا وقد لاحظنا مؤخرًا انخفاض الدولار وأنه لم يعد الاستثمار الآمن للمصريين واتجاههم للاستثمار فى قطاعات أخرى.
** وما هى توقعاتك بصفة شخصية للموسم السياحى 2020؟
*يوجد طلب كبير على السياحة، لكن تواجهنا مشكلة الطيران الداخلى بين القاهرة والأقصر وأسوان، وشركة مصر للطيران تقوم بتوسيع أسطولها حاليًا، فبعد أن كانت الطائرة تتسع 76 راكبًا، أحضرت الشركة طائرات أكبر لتتسع أعدادًا كبيرة، وأصبح هناك طيران خاص فى الوقت الحالى وهذا كان من قبل عنق الزجاجة، لكن الأمور بدأت تتحسن تدريجيًا كما أن الأحداث المهمة تزيد من عملية جلب السياح سواء إقامة عروض للأوبرا فى الأماكن السياحية أو تنظيم بطولات عالمية كما سيحدث فى 2021 عندما تستضيف مصر بطولة كأس العالم فى كرة اليد.
** وما هى تقديراتك للسياحة الداخلية بمصر وماذا عن طبيعة البرامج التى تجذب السائح المصرى؟
دائمًا السياحة الداخلية هى الدينامو الذى يحرك هذا القطاع، ونقوم باستمرار بتوعية الجيل الجديد بمعالم بلده وتقوية الانتماء لديه، ونحن كشركة مصر للسياحة ( شركة قطاع أعمال ) تابعة لوزارة قطاع الأعمال، نحاول القيام بهذا الدور لكن نواجه تحديات معينة ومسئوليات اجتماعية مثل تنمية الوعى والارتقاء بالثقافة وغيرها.
** وماذا عن أهم المشكلات التى تواجهكم؟
*نحن نواجه مشاكل عده مثل التداخل بين جهات معينة فكل جهة تبحث عن ما يخصها مما يتسبب فى ارتفاع التكلفة على السائح، على سبيل المثال إذا أردت تنفيذ برنامج سياحى أحتاج إلى الكثير من الموافقات والاشتراطات فإذا وحدنا كل هذه الخطوات فمن الممكن أن نختصر من 20 إلى 30% من الوقت والجهد الذى يتم بذله فى الوقت الراهن مما يعود بالنفع على شركات السياحة والسائح نفسه.
** وما طبيعة البرامج التى تقدمها الشركة؟
**نحن نقدم برامج للأقصر وأسوان والغردقة والفيوم وشرم الشيخ وتتغير طبيعة البرامج حسب نوعية المتلقى.
** وماذا عن وضع الشركة وحجمها فى السوق المصرى .. وما هى خطة التوسع لديها؟
*حتى عام 2010 كانت الشركة دائمًا تحتل الريادة فى قطاع السياحة، ونحن نمتلك 40 فرعًا فى جميع محافظات الجمهورية ونقوم بتطوير طريقة التعامل حتى نستطيع الوصول إلى أقل تكلفة ومعدل هامش ربح معقول ونقوم بدور فعال فى السياحة الداخلية، ونحن نمتلك أسطولًا كبيرًا من الأتوبيسات يصل إلى حوالى 500 أتوبيس، لكن بعد 2011 توقفت السياحة تمامًا وذلك أثر بشكل كبير على الشركة وأحدث أزمة مالية كبيرة وكان على الشركة التزامات عديدة لكثير من الجهات «تأمينات اجتماعية – كهرباء – ضرائب - وغيرها».
** وهل استطعتم القضاء على هذه المشكلات؟
*بحلول عام 2018 كان الوضع صعبًا جدًا لكن مجلس الإدارة السابق نجح فى حلها ورغم هذه الصعوبات لم نستغن عن عامل واحد ولم نجبر أحدًا من الموظفين أن يخرج معاشًا مبكرًا، لكن من كان يريد ذلك فهذا قراره، وحاليًا نحن فى وضع مالى أفضل وندرس كيفية تزويد عدد الأتوبيسات ونتفاوض مع عدة بنوك للتمويل.
** وكم تحتاج الشركة تمويلًا من البنوك؟
*نحن نحتاج إلى حوالى 100 أتوبيس بتكلفة 400 مليون جنيه، ونقوم بذلك على عدة مراحل منها مرحلة التأجير، فهناك شركات شقيقة تابعة لقطاع الأعمال لديها حركة نقل ولديها أتوبيسات خاصة بها، قد نتعاون معها ولكن بما أن الشركة تمتلك عمالة كبيرة لذا نحن بحاجة لأسطول خاص بنا للاستفادة منه وتوزيع التكلفة.
** وماذا عن أصول الشركة؟
*نحن نمتلك عدة أصول نحاول استغلالها منها جراج بمساحة ضخمة فى مدينة نصر وتحديدًا بجوار نادى السكة الحديد وهذه المنطقة كانت صحراء ولكن أصبحت عمرانية وهو مازاد من قيمة الجراج، ودخلنا فى شراكة مع شركات للاستثمار العقارى لاستغلاله وهذا يعتبر مصدرًا مهمًا من مصادر التمويل بالنسبة لنا، كما نمتلك أرضًا بمدينة الغردقة وتم الاتفاق مع شركة استثمار عقارى أيضًا لاستغلالها، كما نمتلك أراضى بمساحات كبيرة وجراجات كبيرة فى الأقصر وأسوان والإسكندرية، ونمتلك أيضًا 3 مطاعم أحدها يتم تطويره حاليًا لكى يليق بالسياحة وآخر نخطط لتطويره لكى نتمكن من عمل رحلات غداء وعشاء به.
** وماذا عن تقييم الأصول غير المستغلة .. وبكم تقدر؟
*لدينا عدد كبير من الشقق بعضها نمتلكه والبعض الآخر إيجار قديم ولكن تحت إدارتنا، لذا نحن نتحدث عن حوالى 400 أو 500 مليون جنيه أصولًا غير مستغلة، وسوف نتعامل مع هذه الأصول على عدة مراحل فبمجرد الانتهاء من جراج مدينة نصر سوف نتطرق إلى أصل آخر لاستغلاله سواء بالبيع أو التطوير أو المشاركة أو ما غير ذلك، حتى ننتهى من جميع الأصول غير المستغلة.
ونسعى حاليًا لتأسيس شركة لإدارة فنادق ذات النجمتين والثلاث والأربع نجوم، خصوصًا أن هذه الفنادق غير متاحة فى مصر حاليًا، والملاك لهذه الشركة الجديدة المقرر تأسيسها، الشركة القابضة للسياحة والفنادق وشركة مصر للسياحة «ايجوس» وهى إحدى الشركات الشقيقة، بجانب شركة التعمير للسياحة وشركة الأزياء الحديثة، لكن إدارة هذه الشركة ستكون منفصلة تمامًا بهيكل وكيان مختلف، ونهدف من ذلك منافسة الشركات العالمية وعمل علامة تجارية جديده خاصة بنا.
** وكم يبلغ رأسمال الشركة؟
*شركات الإدارة لا تحتاج إلى رأسمال كبير، نحن نتحدث عن 10 ملايين جنيه حتى يمكننا عمل علاقة تجارية للقيام بتأسيس قواعد إدارية ثابتة.
** لقد أخذنا الحديث عن شركة مصر للسياحة .. فأين القطاع الخاص وما هى الفرص المتاحة أمامه فى ظل انتعاش قطاع السياحة؟
*القطاع الخاص ينمو بشكل ملحوظ خاصة الجاد منه لكن القطاع السياحى يحتاج إلى مستثمرين أصحاب خبرات، ويجب معرفة أن الفندقة مهنة لها أصول وقواعد وتحتاج إلى خبرات كبيرة جدًا، ومن ضمن أهدافى فتح أسواق جديدة ولدينا ميزة كقطاع أعمال بإمكانية فتح أسواق معينة، وهذا ليس سهلًا على الآخرين لكن ليس بإمكانى فتح هذا السوق بمفردى، لذلك سوف أتعاون مع شركات سياحية جادة من القطاع الخاص؛ لتحقيق ذلك ووضع حد أدنى للتسعير لنتفادى جميع السلبيات الموجودة حاليًا.
** وما هى الحوافز التى يحتاجها القطاع الخاص لكى يضخ استثماراته بالقطاع السياحى؟
*لا يحتاج سوى تسهيلات إجرائية، والقطاع الخاص الجاد عند دخوله للعمل يدرك جيدًا أنه قد يربح وقد يخسر، ولكن كل ما يحتاجه هو إزالة المعوقات من أمامه للقدرة على الانطلاق والعمل بجدية.