ارتفاع الفنلندي من 5 آلاف جنيه إلى 12 ألف جنيه بعد الحرب الأوكرانية
يونيو شهر انتعاش تجارة الأخشاب في مرمى نيران التضخم والركود
تواصلت الجريدة العقارية مع مجموعة من تجار الأخشاب لمتابعة تأثيرات التضخم العالمى على حركة السوق خلال الأيام الماضية، مؤكدين استمرار الركود بسبب زيادة الأسعار بنحو 50% لبعض الأنواع، مع تراجع الطلب نتيجة إيقاف تراخيص البناء في المدن القديمة، فضلاً عن ضعف المعروض العالمى وارتفاع الأسعار من بلد المنشأ، وقد ارجع رئيس شعبة المستوردين زيادة الأسعار لارتفاع الدولار في المقام الأول.
الحرب الروسية الأوكرانية
وقال جرجس جندي تاجر الأخشاب منذ 50 عام، أن أسعار الأخشاب ارتفعت بشكل مبالغ فيه منذ اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية بنسبة تجاوزت الـ 100% لبعض الأنواع، موضحًا أنه يعتمد في المبيعات بشكل كبير على النجارين وعلى بناء العقارات لكن قرار وقف البناء في المدن والأحياء القديمة أضعف حركة البيع والشراء.
وأضاف جندي قائلاً : "محلي شبه فارغ وليس لدي أي رغبة في شراء بضاعة لأن الأسعار غالية جدًا والزبون مش متقبل الزيادة، وكل محلات الأخشاب أصبحت فارغة لأن سعر متر الخشب وصل إلى 13 ألف جنيه".
أنواع الأخشاب الأكثر مبيعًا
وأشار إلى أن أخشاب الموسكي والسويد الفنلندى والروسي هي الأكثر مبيعًا، حيث إن جميع الأخشاب مستوردة من روسيا وفنلندا، وإنه لم يتمكن من تحقيق أي أرباح منذ عام تأثراً بأزمة جائحة كورونا ثم الأزمة الأوكرانية وارتفاع سعر الدولار وارتفاع الأسعار العالمية وتوقف الاستيراد، بينما أثناء جائحة كورونا كانت حركة البيع والشراء أفضل من الفترة الحالية.
فيما قال فكري السكري تاجر الأخشاب، أنه ورث تلك المهنة أبًا عن جد، لكنه لم ير طيلة عمله بتجارة الأخشاب منذ 45 عاما مثل هذه الأيام، موضحًا أن الأسعار ارتفعت بعد الأزمة الأوكرانية بنسبة تجاوزت 50%، وقد وصل أقل سعر للمتر إلى 12 ألف جنيه.
ولفت إلى أن تجارة الخشب معتمدة بشكل كلي على المعمار وقرارات الدولة بوقف وإزالة العقارات المخالفة أدت إلى انخفاض حجم الطلب، موضحًا أن مبيعاته انخفضت بنسبة تترواح بين 80 و 90% منذ اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية.
كساد تام
بينما قال أحمد جميل تاجر الأخشاب منذ 15 عام، أن حركة البيع والشراء انتعشت نسبيًا بعد التعافي من جائحة كورونا لكن الأزمة العالمية وغلاء الأسعار تسبب في كساد تام، مشيرًا إلي أن متر الخشب الفنلندى وصل سعره إلى 12 ألف جنيه في حين إن سعره قبل الحرب كان أقل من 5 آلاف جنيه.
وأشار جميل إلى أن أسعار الأخشاب زدات بنسبة 50% وأن جميع الدول أوقفت الاستيراد لغلاء الأسعار، وقد انخفض حجم المبيعات لديه بنسبة 50%، وقد كانت أكثر الأخشاب مبيعًا هي الموسكى والفنلندي، وكانت أغلب مبيعات تجار الأخشاب تعتمد على البناء في المدن القديمة والذي توقف موخرًا بسبب المخالفات بما أدى إلى تراجع حجم الطلب.
ونفى استغلاله للغلاء في تحقيق أرباح إضافية، حيث لا يزال يبيع البضاعة المخزنة لديه بالأسعار القديم، مؤكداً أن جشع واستغلال بعض التجار ساهم في تفاقم الأزمة.
أما محمود عبد الحفيظ العامل بأحد محلات الأخشاب منذ 42 عاماً، قال أن أسعار الأخشاب ارتفعت بالفترة الآخيرة بنسبة 30%، موضحًا أن غلاء الأسعار شجع الكثيرين على شراء الأخشاب خوفًا من زيادتها مرة أخري.
وأوضح عبدالحفيظ أن قرار وقف بناء العقارات في الأحياء القديمة نتيجة المخالفات، أثر بشكل كبير على تجارة الأخشاب، وأصبح السوق يعاني من حالة كساد منذ جائحة كورونا ثم الحرب الروسية الأوكرانية.
شعبة المستوردين
وقال محسن التاجوري نائب رئيس شعبة المستوردين، أن أسعار الأخشاب في ازدياد مستمر وارتفعت الفترة الأخرة بنسبة تراوحت بين 15 إلى 20%، مشيرًا إلى أن الحرب الروسية الأوكرانية من ضمن أسباب زيادة الأسعار لكن السبب الرئيسي هو زيادة سعر الدولار.
وأضاف التاجوري أن زيادة أسعار الأخشاب أضعف من حجم الطلب ولا يزال سوق الأخشاب يعاني من الكساد، وقد كان جميع تجار الأخشاب في انتظار شهر يونيو الذي يعتبر موسم رواج الأخشاب في مصر لكن بدايته حتى الآن ليست مبشرة.
وأوضح أن جميع الأخشاب في السوق المصري مستوردة من الخارج لأن المناخ غير ملائم لزراعة الأخشاب في مصر، لافتًا إلى أن وصول الدولار الجمركي إلى 18.64 جنيه سيشعل أسعار الورادات.
وأشار نائب رئيس شعبة المستوردين، إلى أن قرار وقف البناء في المدن القديمة بسبب المخالفات يمثل ضربة قاضية لحجم الطلب الذي يمثل مصدر أساسي لتجار الأخشاب.